طه كجوك

ماكُل القارئ متعلِم


ماكُل القارئ متعلِم
استوقفتني عبارة (ماكُل القارئ متعلِم) مكتُوبة في إحدى قوارير (بائعين المويه) في السوق الشعبي، تجاذبت معه أطراف الحديث عن هذه العِبارة فقال لي والأسى يرتَسِم على جَبِينه إن الاستخفاف والاستِصغَار من جُزئية بالمجتمع قادني لذلك فإنى لا أرى بوادِر العِلم إلا في تعامل الشخص مع الآخرين وليس في فهمه للعلوم الأخرى. ولقد صدق قولاً رغم انه يقود إحدى مركبات المهن الهامشية، غير أني لا أحمله وزر تفشى المهن الهامشية التي أصبحت هاجسا يؤرق العديد من الدول. لأن همه تلمس أسباب الرزق الحلال، فقد قادته فاقته هو وكل من سار على نهجه إلى هذه المهنة عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وهمُوا بتغطية جزءً من التزاماتهم المعِيشية فكانت هذِه المِهنة هي الأقرب منالاً لهم. إننا نسعى جاهدين لنتقلد أعلى المناصب وتحقيق أعلى المراتب لننعم بحياة سعيدة هادئة غير أننا لا نفكر في حياة سرمدية فنهزأ من أمثال هؤلاء ونستخف بالحمّال والكمساري ونخاصمهم في أتفهه الأسباب ، ونسخر من أصحاب المهن الهامشية عامة.. إننا ننظر إلي ما يعرضون من سلع تافهة بأزيائهم الممزقة التي يرتدونها بعين الاستصغار ولكنا لا نفكر عن حاجتهم التي قادتهم لذلك وأنهم بنو جلدتنا يؤاخينا دين الإسلام الذي هو شرعتنا ومنهاجنا وقد أمرنا بحسن الخلق وحسن المعاملة.. وليكن علمنا وثقافتنا مسكنها الدواخل لتُتَرجم في فن التعامل مع الآخرين واحترام آراء ورغبات كل فرد والتمحيص في كل شئ حتى يتم إظهار الوجه الأجمل لكل قضية، لا أن يكون علمنا في الهندام واستدارة الكرفته حول العنق ثم انسدالها وحمل الحقائب، كل هذه طقوس يتخذها ربان العلم وهذا من حقهم بشرط ألا تكون وسيله للإستخفاف بالخلق..

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]