الكتابة على المركبات
هدئ السُرعة أمامك محل مديدة ، نفسي أقطع الكبرى ، س+ص= نق2 ، شاكرين ، تشاهد غداً ، راكبين تحنِنُوا وواقفين تجننوا ، أشكيك لرب الكون ، السيدة المديرة ، انسيني ذي ما نسيتك ، أوكامبو أرعي بي قيدك ، طوّل بالك ياريّس ، أنا حايم وسيدا نائم .. هذه ليست كلمات تلقى من عالي المنصات أو مسميات برامج أو رسائل غرامية!! إنها خواطر لها إيقاع في نفسية كاتبها بعد أن ضاقت عليها الدواخل فترجمت الى كلمات وعبارات على الزجاج الخلفي للمركبات أو بين جوانبها بالداخل أو الخارج وهذه العبارات أو الكلمات لها مدلول قابع في قلب كاتبها فهي رسالة مختصرة تحمل في طياتها براكين من المعاناة أوالأمانى التي يعيشها ليكون زجاج السيارة أو أحد جوانبها ملاذاً يصب فيه ذبذبات غضبة ومنبراً حُر يخاطب به الناس، وأحياناً نجد بعض الكتابات تحمل في مضمونها الرضاء بأمر الله أو الشكر والثناء عليه.. ولو حدقنا النظر وتأملنا هذه العبارات نجد أن بعضها قد خُطت بصورة احترافية وبإتقان بالغ، وأخرى تجدها بخطوط عشوائية متعرجّة القوام وفي الغالب تنبئك عن تلك الحالة المتأخرة التي آل إليها صاحبها.. وعلى أية حال فإن هذه العبارات أياً كان مضمونها وشكلها فهي حرية شخصية فضلا على أنها تعبر عن جزء من ثقافة صاحبها والبيئة التي ينتمي إليها وما مدى معاناته أو آماله المرجوة.. وأحياناً توضح هذه الخواطر حالة المركبة، فإذا كانت جديدة كتب عليها (ماكنتوش) أو ما شابهها من العبارات، أثم إذا ما أكل عليها الدهر وشرب وعانت ماعانت من الطرق الترابية وتهالكت عندها تحوّلت العبارات وأخذت طابع الرجاء والتوسل (يا سابل الستر)(كريم مولاي هوّن)(يالبيلاوي من البلاوي)..الخ إضافة إلى ذلك هناك عبارات تتخللها رسومات مكمله للنص كنوع من الدعابة أو الإختصار ففي خلفية إحدى الركشات وضعت صورة أمجاد وأمامها “صنع في الدنمارك” وفي المقابل وعلى الزجاج الخلفي لإحدى الأمجادات وضعت صورة الركشة وبجانبها عبارة ” قولي بسم الله” لتقرأ “الركشة قولي بسم الله” وهذا يدل على تباعد صلات الود بين قبيلة الركشات وقبيلة الأمجادات، وفوق هذا كله هناك عبارات وكلمات مبهمة أحياناً تنتهى بعلامة تعجب أو إستفهام وهذا النوع لا يستطيع فك طلاسمه إلا أصحاب الخيال الواسع.طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]