طه كجوك

الداعية محمد سيد حاج!!

الداعية محمد سيد حاج!!
إن من أعظم المصائِب التي تهدد اتزان حياتنا هو موت العالم، لأن العُلماء هم حُماة الدين من كيد الذين ينخرُون في جداره ويصدرون الفتاوى والنظريات بلا علم ولا دراية! لذا كان موت العالم مصيبة كُبرى.. ألا رحم الله الشيخ / أبا جعفر (محمد سيد حاج) الذي كان يتصدى لكل من يمس جدار الدين اياً كان شخصه وهِندامه .. يخاطبهم بلغة المسلم الناصِح الغيُور المُتفقِه في دينه وبِلسان يتلقى مِداده من وحى الكتاب والسُنة في فن الخطابة وحُسن التأدب مع الآخرين، لذا وجد قبولاً عندما خاطب النظام الحاكم في أيما منبراً من منابِر الدعوة وأثنى على الإيجابيات وأوضح بعض السلبيات متعشِماً في أن ترى نور الصلاح وليس شامتاً أو ساخرا، ولم يقف عند هذا بل احترف في ربط الأحداث الاجتماعية والسياسية المعاصِرة بالدين ليوضح رأي الدين في كل قضية، لقد واريّنا جسده الثرى ونحنُ نعلمُ أننا نوارِّى إحدى النجوم البشرية التي تهدى الحيارى في تِيه البيداء ونفساً حريصة على إزالة الصدأ ونزع حُجُب الغفلة عن إخوانه المسلمين، فخاطبنا بالفُصحى وتارة بالعامِيّة وأخرى وبالمنطق واستخدم كل الوسائل والأساليب والصِيغ وأيهما تناسب ذوق المستمع علّها أن تطرُق كلماته أبواب القلوب فتتحرك ذبذبات الإيِمان لتسقِى بمعية الله أرضاً جرداء. لقد عرف شيخنا لعبة الحياة الدنيا التي ليس لها معايِير وشُروط للبقاء وإنما هي دار غرس يتخلله المتاعب والمصاعب والابتلاءات، لِذا لم يعطيها مساحة في وجدانه بل اتخذ من صهواتها منبراً يبلغ فيه آيات الله يُنذر الناس بعذابِ الله ويبشرهم بنعيم الجنة ومالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فعمل جاهداً في تصحيح المفاهيم وركّز على عقيدة التوحيد وإخلاص العبادة له وحده سبحانه.. أعزائي .. إننا نتلوّى ألماً وحزناً بِسقوط نخلة من بساتيننا، فكيف بموت داعية بحجم أبا جعفر.. وما بال أقلام الكُتاب تنداح في تأبين فقداء الفن ورُواد المسرح وغيرهم أثم إذا ما افتقدنا عالماً جليلاً كان همه نصحنا وإرشادنا إلى سبل السلامة أصيبت أقلامنا بالصمم إلا من رحم ربي!!!

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]