رأي ومقالات

شمائل النور : يجب ان يجلس الجميع قبل وقوع الطامة الكبرى


[JUSTIFY]في البدء الترحم على كل الأرواح التي دفعت الثمن نظير حلمها وحقها في أن يكون الوطن للجميع،الميزة المهمة التي أسست لها الاحتجاجات والتظاهرات لا تكمن في أن نتائجها ستؤتي أكلها عاجلاً أم آجلاً،لكن الميزة الحقة أن نبض الشعب أثبت أنه كلما أسأت الظن بهذه الحكومة تجد نفسك أحسنته لدرجة السذاجة،الاحتجاجات أطرافها إثنان حكومة وشعب أعزل يتحمل أخطاء حكومته وأنانيتها،وليس مجموعات مسلحة تطالب بحقها عبر السلاح ولا قوى معارضة انتهازية أو جبهة ثورية،ورغم ذلك فإن القسوة والوحشية التي وجه بها الشعب ، أثبتت أن الحكومة لا فرق عندها بين مسلح أو أعزل ، وبين معارض أو مواطن يطالب بأقل حق كفله له الدستور،لا فرق
النتيجة الآن أياً كان الاتجاه الذي يسير إليه الوضع فإن النظام بعد أن عزل السودان عن العالم ومحيطه الإقليمي ثم عزل نفسه هو عن جميع القوى المعارضة والأحزاب،وعزل نفسه عن أي حراك إصلاحي داخله، ،النظام الآن عزل نفسه عن شعبه،مقابل أن يظل باقياً وبأي ثمن.وفي مفارقات وتناقضات لا يقبلها الواقع،يحدثونك عن تبرأة سلطاتهم من أعمال القمع التي وصلت حد قتل الروح.

الآن اتضح تماماً للجميع إن النظام الذي بات يمثل مجموعة محددة الأسماء تحكمها المصلحة في البقاء قبل أي حسابات أخرى أصبح لا يهمه كل الشعب حيث لا فرق،الشعب الذي يترجاه في خطاباته الجماهيرية وحملاته الانتخابية ويستجدي عطفه..بالله كيف يقابل المسؤولون هذا الشعب بعد كل ما جرى وبأي وجه،…ويا للحظ إن هناك فرصة لا زالت تنتظرهم للتعاطي السريع مع نبض الشعب والاستجابة للأصوات التي تنادي باستيعاب هذا النبض،لكن للأسف التجارب السابقة والحالية كلها تثبت أن حالة العمى المتلازمة مع البقاء فى السلطة يمكنها أن تنسف بالوطن كله والأمثلة الحية لا تحصى ولا تُعد.

حسناً إن كانت السلطات تتحدث عن طرف ثالث خفي يتسلل وسط الاحتجاجات ليخرب ويحرق ويقتل وربما يصل مرحلة التصفية الجسدية لكل الشعب ، دعونا نسلم بكل هذا،أليس هذا أقوى مؤشر إلى أن الفشل أصبح لا يُمكن إنكاره،وصول عناصر مسلحة إلى قلب الخرطوم يطعن مباشرة في تقصير الجهات المنوط بها حفظ الأمن ،وعدم الوصول إلى معلومة قاطعة فيما يتعلق بالطرف الثالث تعني بلوغ مرحلة العجز الكلي،ما يتطلب الاستجابة الفورية لضرورة مرحلة جديدة تماماً،يجلس فيها كل الأطراف قبل وقوع الطامة الكبرى،لكن التجارب تقول لن يستجيبوا حتى تقع الواقعة.

صحيفة الجريدة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. قلناها عندما قال وزير الإستثمار :- إن الشعب السوداني لن ينفطم بعد أن ذاق العِيشة المرتاحة والمرفهة!! أو كما صرّح سيادته( وقد تملّص منها بعد أيام). قلنا أن حزب المؤتمر الحاكم صار يُحدِث نفسه :- هو ولا شئ غيره . وكثُرت مثل تصريحات وزير الإستثمار ، مثلاً لما قال وزير المالية :- الشعب يرجع لأكل الكسرة!!وغيرهم كتير، لذا حكومة المؤتمر الوطني لا تأبه لما يحدث للمواطن ولا يهمها أبداً فالحكومة لن تتنازل عن مُخصصاتها ولا سياديتهاو لا جيوش عرباتها التي تشفط كل (المزعوم) بأنه الوقود المدعوم، والمُصيبة قالوا السفارات الأجنبية كمان تُضايق المواطن في المحروقات المزعومة أقصد المدعومة، والقضية في أن الشعب يعرف أن المعارضة بكل أطيافها- كيسها فاضي-كما قال عمدة واشنطن في الدراما الرمضانية، لذا لم يتحرك الشعب بكل ثقله حتى لا تستثمر المعارضة الوضع ، ولكن صبراً يا شعب السودان المظلوم، المهضوم حقك والمثل يقول:< كُل أوّل وليه آآآآآآآآآخر>.لذا حكومة المؤتمر الوطني لا تأبه لما يحدث للمواطن، وإحتمال أن تضغط عليه أكثر وأكثر، ولا تُريد أن تُخفف من شحومها وكروشها.