تحقيقات وتقارير

المهدي والتحالف .. تجاهل متعمد أم اختلاف أجندة


[JUSTIFY]التجمع الوطني الديمقراطي جسد ميت.. هكذا تحدث الأمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي أكبر أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي واصفاً تحالف المعارضة الذي كان يتحرك برافع عسكري مثلته سياسة مثلت المعارضة غير المسلحة هي أحزاب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي وأحزاب اليسار تسعينات اقرن الماضي عندما كانت قوي المعارضة تنشط ضد حكومة الإنقاذ من أسمرة والقاهرة ولندن.

التحق الصادق المهدي بعد بالمعارضة بعد أن غادر الخرطوم متخفياً بعملية أطلق عليها تهتدون وبقية القصة معروفة المهم أن الصادق وجد التجمع علي حال لم يعجبه وقدم مقترحات لا إعادة تفعيل الفصائل لم يجد أي قبول في أوساط القوي السياسة والعسكرية المكونة للتجمع وبعد سنوات من المحاولات المتكررة لإصلاح التجمع خرج الحزب وتبادل الصادق ملاسنات واتهامات حادة مع قادة التجمع انتهت عملياً بخروجه وإعلان عودته للداخل بعد اتفاق جيبوتي مع رئيس النظام والإنقاذ المشير البشير عمر البشير.
لا ادري مدي صحة عبارة التاريخ يعيد نفسه ولكن في حالة حزب الأمة فان السيناريو الراهن اقرب لحالة الحزب قبيل عودته للداخل في عملية تفلحون.

تحالف قوي الإجماع الوطني ليست هو التجمع الوطني ولكن ثمة أمور متشابهات فمازال النظام هو الإنقاذ التي دخلت عامها الخامس والعشرين وبالطبع مازالت المعارضة تحاول الإطاحة بالنظام واقتلاعه من جزورة ولكن النظام استطاع إنتاج أفضل الظروف لاستمراره في السلطة واستطاع الوصل لتفاهمات أدخلت معظم القوي الحزبية في الحكومة إلا حزب الأمة فقد ظل علي الدوام خارج السلطة وفي الأوقات التي يقترب من السلطة يكون اقرب للانشقاق بفعل المغامرات التواقة لمغادرة مقاعد المعارضة لأخرى أكثر بريقاً فخرج مبارك الفاضل والتحق بالحكومة ولكن سرعان ما ركلة المؤتمر الوطني خارج القصر وأخرج آخرين بالطبع غير أنهم مازالوا علي مقاعد السلطة.
خلافات الصادق تحالف قوي الإجماع الوطني وهو الاسم الذي اختارته الأحزاب بعد خروج الحركة الشعبية.

ليست جديدة فالصادق دعا منذ فترة ما قبل الانفصال الي إعادة هيكلة المعارضة لتكون أكثر فاعلية وقدم مقترحات عملية لإعادة الهيكلة ولكن أحزاب التحالف وهي الشعبي والشيوعي وأحزاب اليسار وحزب مولانا الميرغني قبل مشاركته في حكومة القاعدة العريضة.
رفضت الأحزاب خطط الأمام لإعادة الهيكلة وتبادلت الاتهامات فيما يتعلق بحوارات المهدي المستمرة مع النظام واعتبرت التقارب بين المهدي والنظام دليل علي أن الأخير يعول أكثر علي النظام يريد تغيره بغير طريقة التحالف وهي إسقاطه عبر ثورة شعبية.

تقارب الصادق مع القصر وقيادات نافذة في المؤتمر الوطني جلب عليه سخط المعارضة باستمرار وقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي أن الصادق يصبح مع المعارضة ويمسي مع النظام وذكر احد قادة التحالف ساخراً من حوارات الحزبيين بأن الصادق عندو (دريبات) مع الحكومة في المقابل وصف مبارك الفاضل مشاركة عبد الرحمن المهدي في حكومة القادة العريضة بأن الصادق دفع بابنه كعربون للصداقة مع النظام ولكن الصادق رد بان كل من لا يحاور المؤتمر الوطني (مخرف).

غير أن حواراته مع الوطني لم تنتج أي اتفاق حاسم علي أي ملف وفي إعقاب أي تحرك من أي جهة لإسقاط الحكومة يخرج الأمام بتصريحات مختلفة المعني تريد إسقاط النظام وتسعي لا بقائه علي سدة السلطة في ذات الوقت.
العلاقات بين تحالف المعارضة وحزب الأمة القومي لن تكون جيدة لاختلاف الأجندة والمواقف من النظام ولكن من هو أول المستفيدين من خلافات الحزب مع قوي تحالف المعارضة وماذا بعد رفض الصادق المشاركة في اجتماعات قيادات التحالف بدار الحزب الشيوعي أمس.
هل تجمد قوي المعارضة عضوية الأمة القومي في التحالف؟ الأرجح أن هذا لن يحدث.

صحيفة الوفاق
كمال أمين
ع.ش[/JUSTIFY]