هجرة الأطباء.. جرس إنذار للحكومة
بعلم الجميع فإن أكثر مهنة مكلفة في فترة الإعداد، حيث يقضي الطبيب ست سنوات على نفقة الدولة التي توفر له المراجع باللغتين العربية والإنجليزية، وغيرها من النفقات والداخليات التي تقع على كاهل الدولة. وبعد انتهاء مسلسل انفاق آلاف الجنيهات لمدة ست سنوات تخطفه دول الخليج الغنية، والتي لم تبذل جهداً في إعداده، ولكن على الجانب الآخر: هل وفرنا لطبيبنا البيئة التي تجعله لايفكر في الهجرة؟ وهذا هو السؤال الذي يستحق أن نتوقف عنده.
الطبيب – والذي يرى البعض أنه يحصل على عائد مادي يُحسد عليه- يتجاهلون حقيقة أن هذا الطبيب يكون مضطراً للعمل في عدّة عيادات أو مستشفيات، بل وإجراء عدة عمليات،وزيارة عشرات المرضى خلال ساعات اليوم الواحد.. والنتيجة في الآخر طبيب مجهد، بعكس ما توفره دول الخليج أو غيرها التي تُلزم الطبيب بالعمل في مكان ولدوام واحد، لتحصل على طبيب يعمل بنشاط وذهنية صافية، يعطي كل طاقته. وهنا يمكن أن نطرح سؤالاً: هل نستطيع أن نلزم طبيباً بالعمل في مكان واحد ولدوام واحد؟ الإجابة تقول إنه يجب على الجهة التي ستصدر مثل هذا القرار ضمان مضاعفة مرتب الطبيب عدّة مرات، والالتزام بتوفير ترحيله من وإلى السكن.
مجموعة من الأطباء اتفقوا على أهمية توفّر البيئة المريحة حتى تتوقف الهجرة للخارج، ويرى الأطباء أن أولي الأشياء التي يتجب أن تتوفر للطبيب السوداني تتمثل في توفير العائد المادي الذي يكفي كل متطلبات المعيشة، وتوفير السكن للأطباء الشباب، ويتطلب ذلك بحسب الأطباء إنشاء مدن سكنية للأطباء وأسرهم، إضافة إلى أن الطبيب في كل دول العالم لا يستخدم المواصلات العامة، ولابد من توفير سيارة خاصة، به وهذا ما تفعله دول الخليج لاجتذاب الأطباء بمصر والسودان. وقال الأطباء إن على الدولة معرفة احتياجات الأطباء الأساسية بدلا عن اتهامهم بعدم الوطنية، وإن الحكمة والقاعدة تقول إن للإنسان احتياجاته متى وفرتها له فهو على استعداد ليخلص لك. وأشار فريق آخر إلى أهمية مراجعة الدولة لأوضاع الأطباء، وتوفير فرص التخصص، وأشارت مجموعة أطباء إلى أن تحمس النائب الأول لحل مشاكل الأطباء لمنعهم من الهجرة يجب أن تتبعها دراسات وتقديرات للعوامل التي تؤثر في عمل الطبيب ووضع تكلفة حقيقية لعمل الطبيب بحيث يعمل في بيئة مريحة ومناخ صحي يجعله لا يفكر في الهجرة، وخالف بعض الأطباء الرأي في كون مشكلة الهجرة يمكن حلها بتوفيق أوضاع الأطباء المعيشية، وقال د. سعد عبد الرحمن إن الحل لمشكلة الهجرة التي وصلت إلى 3 ألف طبيب ببريطانيا وأيرلندا وأمريكا تتطلب تغييراً جذرياً في السياسات الحكومية في ما يتعلق بالصحة مشيراً إلى أن ذلك يتطلب زيادة حصة الصحة في الميزانية العامة بحيث يتأتى توفير بيئة عمل بالمستشفيات التي وصفها عبد الرحمن بالمتردية مقارنة مع الدول الأخرى مثل المملكة العربية السعودية وإبعاد الولاء السياسي في اختيار الكوادر الإدارية وقال سعد عبد الرحمن إن الحكومة إن كانت صادقة فيما طرحت من وعود فعليها أن تسعى جادة ليس فقط في تحسين أوضاع الأطباء بل البيئة الصحية والعملية أولاً.[/JUSTIFY]
تقرير: فاطمة أحمدون
صحيفة آخر لحظة
ت.ت
نبدأ أولاً بخاتمة المقال :-(( إن الحكومة إن كانت صادقة فيما طرحت من وعود فعليها أن تسعى جادة ليس فقط في تحسين أوضاع الأطباء بل البيئة الصحية والعملية أولاً.))…… وهذا هو بيت القصيد! فإذا تحسّنت بيئة العمل الصحي للأطباء ، والمرضى في المستشفيات سيؤدي ذلك لتقليل هجرة الأطباء ، والتقليل كذلك من معاناة المرضى في الشعب السوداني، فلتُشمِر الحكومة عن سواعد الجدّ، وتُنفذ وعودها، حتى لا ينطبق عليها قول الشاعر: اليومَ خمرٌ وغدٌ أمر. فهل نرى تضافر جهود وزارات المالية والصحة في (توطين) مهنة الطب ؟