تحقيقات وتقارير

حكومة الجنوب في مواجهة الأمم المتحدة والاتحاد (الإفريقي)


[JUSTIFY]يبدو أن أزمة منطقة (أبيي) تمضي إلى اتجاهات أكثر حدة ومواجهة، ويبدو كذلك أن استقطاباً إقليمياً ودولياً حاداً سوف تبرزه تداعيات الأزمة الناشبة الآن بين جميع الأطراف الذين يرتبطون بمحور القضية التي لم تبت فيها اتفاقية السلام الشاملة بـ(نيفاشا).
تفاصيل الأزمة فجرت مواجهة جديدة بين الجانب الجنوبي والاتحاد (الإفريقي)، فبعد أن أصدر مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد (الإفريقي) قراراً بإيقاف إجراء استفتاء بشأن (أبيي) الذي كانت دولة جنوب السودان تعتزم إجراءه من طرف واحد خلال الشهر الجاري، وتحذيره من أن يقود الإجراء إلى فتح أبواب الحرب مرة أخرى بعد استبعاد (المسيرية)، عاد الجانب الجنوبي إلى فتح الموضوع بحدة وأعلن تمسكه أمس الأول بإجراء الاستفتاء الأحادي.

وأعلنت إشرافية (أبيي) من جانب الجنوب أنها ستجري استفتاءً أحادياً في المنطقة، واصفة موقف الاتحاد الإفريقي حول المنطقة بـ(المتناقض)، وكان مجلس الأمن والسلم الإفريقي قد وافق في أكتوبر من العام الماضي بالإجماع على مقترح رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى “تابو مبيكي”، والداعي إلى إقامة استفتاء في (أبيي) في أكتوبر الحالي، بمشاركة عشائر (دينكا نقوك) التسع، وأصدر مجلس الأمن والسلم الإفريقي بياناً في الخامس والعشرين من الشهر الماضي رافضاً إقامة استفتاء أحادي في (أبيي).
الجنوب يشعل الأمر…

رغم كل الرفض من الجانب السوداني والإقليمي والدولي لإجراء الاستفتاء، إلا أن دولة الجنوب تؤكد مضيها في الأمر رغم حزمة الاعتراضات التي صوبت نحوها، وبدا أنها غير آبهة بالتململ والرفض القاطع، ففي لقاء مع (سودان راديو سيرفس) من (جوبا) يوم الأربعاء قال نائب رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لـ(أبيي) من الجانب الجنوبي “دينق مادينق” إن الاتحاد الإفريقي بدأ يناقض مقترحه بنفسه، مشدداَ على أن الجنوب لن ينصاع لقراراته ومواقفه الأخيرة، وأضاف أن مجتمع (أبيي) لن ينتظر أكثر من ذلك وسيجري استفتاءً أحادياً في الأيام المقبلة، وقال: (سيقام الاستفتاء في أكتوبر الحالي حسب مقترح الاتحاد الإفريقي،، ولهذا المواطنين المتوجهين إلى (أبيي)، عليهم الذهاب إلى المنطقة وتسجيل أسمائهم للتصويت في أكتوبر. وهذا الاستفتاء لن يتم كما تم استفتاء جنوب السودان حيث صوت الجنوبيون في الخارج في مراكز مختلفة في بلاد المهجر مثل( نيروبي) و(شرق إفريقيا)، وتابع: يجب أن يوجد جميع مواطني (أبيي) في المنطقة للتصويت حسب ما جاء في البرتوكول، وأردف: نحن لن تكون لنا أية صلة من الآن مع الاتحاد الإفريقي، لقد بدؤوا في مناقضة مقترحهم بأنفسهم، وعليه قد قرر مجتمع (أبيي) أنهم سيمضون قُدماً في اتخاذ موقف آحادي لإقامة الاستفتاء، وأنا لا أظن أنهم سينتظرون أحداً.

وموقف الجانب الجنوبي الذي يأتي مناقضاً لموقف المؤسسات الإفريقية يبدو هو الآخر مناقضاً لموقف المؤسسة الأممية التي طالبت في ذات يوم حديث المسؤول الجنوبي يوم الأربعاء، حكومتا السودان وجنوب السودان، بالامتناع عن أية إجراءات أحادية الجانب بشأن الوضع في منطقة (أيبي)، وأعلنت تأييدها للجهود الإفريقية بشأن هذه القضية.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة “فرحان حق” ـ في مؤتمر صحفي ـ إن المنظمة الدولية تطالب حكومتي (الخرطوم) و(جوبا)، بالامتناع عن اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب بشأن (أيبي).

وأضاف أنه لا يوجد أي تقدم ملموس في المفاوضات الخاصة بالوضع النهائي في منطقة (أبيي)، وأشار إلى أن الأمم المتحدة تدعم بقوة جهود فريق الاتحاد (الإفريقي) رفيع المستوى، المعني بتنفيذ اتفاقات التعاون الموقعة في 20 يونيو لعام 2011م بشأن الترتيبات الأمنية والإدارية المؤقتة للمنطقة الغنية بالنفط، وحديث المسؤول الأممي يوضح بجلاء أن إجراء أي استفتاء في الوقت الحالي سوف يصب النار على نار الخلافات بين الفرقاء، خاصة مع عدم اكتمال المؤسسات الإدارية والأمنية التي سوف تسهل اجراء الاستفتاء.

مواجهة دولية
رفض الاتحاد (الإفريقي) والمؤسسة الأممية إجراء الاستفتاء من جانب أحادي الذي تصر عليه دولة الجنوب، والذي قد يضع حكومة “سلفاكير” في مواجهة حامية الوطيس مع المجتمع الدولي والسوداني الذي لا يخفي خشيته أن تتحول تلك المنطقة الحدودية إلى حقل ألغام قابل لتعمير آليات الحرب بين الشمال والجنوب في أي وقت خاصة مع الرفض المطلق من الجانب الشمالي للخطوة التي تعتبرها قبيلة (المسيرية) تصعيدية، وتأكيدها المستمر أن أية تحركات لقيام استفتاء أحادي من شأنها أن تجعل الأمور أكثر صعوبة، وهو ما أكده القيادي المسيري “عبد الرسول النور” الذي وصف ما تنوي الإقدام عليه حكومة الجنوب بأنه ليس استفتاءً، لأن الاستفتاء يقوم على اتفاق بين الدولتين، كما أن هناك أسساً يجب توافرها مثل تشكيل المفوضية وقانون وإجراءات كل ما يمس المنطقة لأن كل ما يخص العلاقة بين الشمال والجنوب مبني على اتفاق إقليمي ودولي مشهود، وأكد “عبد الرسول” في حديثه لـ(المجهر) أمس أنه لا يحق لأي طرف أن يأخذ قراراً منفرداً لأنه بذلك يكون قد ألغى كل القرار، وأضاف: أعتقد أن حكومة الجنوب متعنتة وأنها سوف تخرق كل الاتفاقيات لأنها تريد أن تتخذ الإجراءات من طرف أحادي، وأنه يستوجب عليها أن تواجه الآن الاتحاد (الإفريقي) والأمم المتحدة، وهي بهذا سوف تكون الدولة المارقة التي تتخذ القرارات منفردة، مشيراً إلى أن حكومة السودان الآن في موضع صحيح لأنها ملتزمة بالاتفاقات كافة التي أبرمت تجاه منطقة (أبيي) والمتعلقة بتكوين لجنة إشراف مشتركة ومجلس تشريعي وشرطة موحدة وأجهزة مدنية لإدارة المنطقة، وتابع: دولة السودان ماضية في الاتفاق، ولكن دولة الجنوب تريد أن تعرقله، ولفت “النور” إلى أنه يتعين أولاً تهيئة الاستقرار لكل أبناء (أبيي) لأن بعضهم يعاني حالياً من النزوح، وأن أي قرار سوف يصدر عنهم في الوقت الحالي، سيكون متأثراً برأي حكومة الجنوب..

ولكن في حال مضت حكومة الجنوب في رأيها القاضي بإجراء استفتاء في المنطقة وعزل أبناء (المسيرية)، فإن الوضع مرشح للانفجار وهو ما عضده القيادي المسيري “عبد الرسول النور” الذي تكهن بوجود مواجهات مع المواطنين، وأردف: عملياً لا يمكن أن يجرى استفتاء في المنطقة المحتلة من الحركة في جنوب بحر العرب التي هي عبارة عن شريط طوله ما بين (65) إلى (70) كيلو متراً في شكل مثلث، وقدر “النور” مساحتها بعشرة آلاف كيلو متر، ومن الممكن أن يأخذوا رأي أي شخص في المنطقة سواء أكان من (دينكا نقوك) أو من غيرهم. أما في شمال بحر العرب التي يغلب على سكانها أبناء (المسيرية) فلن يستطيعوا إجراء الاستفتاء فيها لأنها تخضع للسيطرة الأجنبية، وأردف: بما أن الجنوب يعتبر دولة مستقلة و(أبيي) منطقة شمالية تتبع لرئاسة الجمهورية في حكومة السودان، فإن أي اعتداء عليها يعتبر اعتداءً على دولة ذات سيادة.

صحيفة المجهر السياسي
محمد إبراهيم الحاج[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. استفتاء على منطقة شمالية داخل حدود الشمال للعام 1956 (ابيى الشمالية ) سبحان اللة

  2. بخصوص مشكلة أبيي لدي بعض الأسئلة:- يقول دينق مادينق(سيقام الاستفتاء في أكتوبر الحالي حسب مقترح الاتحاد الإفريقي،، ولهذا المواطنين المتوجهين إلى (أبيي))………..هل حقيقة إستفتاء أكتوبر كان مُقترح من الإتحاد الإفريقي فعلاً؟؟؟، والسؤال {التاني صدر كتاب لوزيرة التعاون الدولي للنرويج( السابقة) هيلدا جونسون إسمه ” إندلاع السلام” قالت فى كتابها الذى حكى كواليس مفاوضات نيفاشا ، كشفت انها وخلال محادثة خاصة مع النائب الاول للرئيس على عثمان محمد طه فى نيفاشا فى اكتوبر2003 ابلغها “ان الحكومة فى نهاية المطاف لن تكون معارضة لبقاء المنطقة كجزء من بحر الغزال” وقالت جونسون ان طه ذكر الشئ نفسه لقرنق غير انه لم يتم الافصاح عن هذه الاراء فى المفاوضات بشكل كامل}…
    فهل كلام هذه الوزيرة حقيقي؟؟؟ هذا الكلام قنبلة موقوتة