نضال حسن الحاج : فشخرة وبوبار ..!
أما الآن.. فقد تفاقمت الكارثة، وبدلاً عن اتخاذ خطوات جادة في سبيل كسر هذا الحاجز، والتقليل من قيمة المهر، شرع المجتمع في اختراع وسائل أكثر ظلماً، وقبحاً، وتكلفة..!!
ربما يتفق معي بعض الناس، ويختلف معي البعض الآخر، إلا إنني ثابتة على هذا الموقف، ومُصرَّة على الإدلاء برأيي.
الأب الذي يزوِّج ابنته بدلاً من أن يستفيد من هذا الزواج، تبقى عليهو ميته وخراب ديار، تغادر ابنته داره.. وينتهي ماله في (الفشخرة والبوبار).
إلى لُب الموضوع..
تتعدد طقوس الزواج، وتختلف من قبيلة إلى أخرى، ومن منطقة إلى غيرها، ولكني سأتحدث عن أعراس الوسط، خاصة في الجزيرة، والخرطوم.. وما جاورهما.
فالطقوس هنا عديدة، تبدأ بضواقة المال، التي تلي سده، ثم (بالحِنَّة)، والتي يُصرف في سبيلها أهل العروس (دم قلبهم)، ثم (فطور العريس)، وما والاه من طقوس، فمنهم من يحضره (بالدفار)، و(البكاسي)، وربما (الطائرة)..!!
لا تستنكروا هذه العبارة، لأني أعنيها تماماً، بـ (الطائرة).. فقد حدث هذا قريباً.. وفي ولاية أخرى غير الخرطوم.
أما العريس، (فالحِنن) تترى، والولائم (هبطرش)، والمهر (خمة قروش)، و(الشبكة) التي ارتفعت أسعارها حتى السماء، إضافة إلى الطقوس التي وردتنا حديثاً، مثل، (الصالة)، والفنانين.. وما إلى ذلك من (خسائر فادحة).. ولا أنسى الكوفير، وتبعاته، و(شهر العسل).. و.. و..!!
ساعدني في طرح هذا الموضوع، ما دار حوله نقاشات طويلة في منزلنا، وأنا ألعب دور المستمع فقط، وأخواتي اللائي يصغرنني يتحدثن عن فلان الذي دفع كذا.. وفلان الذي دفع كذا.. وهكذا.
أما ما لفت انتباهي حقاً.. هو مداخلة بعض الضيوف عن مدى فائدة المناسبات التي يقيمها العرسان – أي العزومات – وحينما قرأوا على أذني قائمة العزومات التي أقيمت مؤخراً، والمبالغ التي جادت بها أيدي الأهل والأصدقاء، حمدت الله كثيراً على مثل هذه الموروثات الجميلة، فقد كان فيما مضى (الشي.. بالشي) أي للغني من الحي ملايين الجنيهات.. وللفقير ما يغطي خسارة المناسبة فقط.. أو أقل.. أو أكثر بقليل.
أما الآن.. فقد ازداد وعي كل شخص، وأصبح مبدأ كل منهم.. (قدم السبت تلقى الأحد).. لذلك فإني أومِّن على هذه الموروثات بشدة.. وأسأل الله أن يديم ترابطنا.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]