رسالة الرئيس البشير لشعبه
فالدولة العمرية التي أرساها الرئيس البشير، من المستحيل أن تحتكرها فئة حزبية أو دينية، أو أن تتاجر بتوجهاتها القيمية، فالرسالة الرئاسية للمسؤولين قبل أن تكون للمحكومين، ولذا أراد الرئيس من المكلفين الذين ارتضوا أمانة التكليف أن يبدأوا بالنفير العام الذي أراده الرئيس لملء الفراغات الإيمانية التي هي مخافة الله ليحاسب كل مسؤول نفسه قبل أن يحاسبه الرئيس لأن الرئيس إذا لم يكن يراه في تصرفاته، فإن الله سبحانه وتعالي يراه ويحاسبه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
الرئيس أراد من الجميع أن يتوازنوا في حفظ حقوق بعضهم البعض وأن يتخلصوا من أدران الماضي التي تعوق انطلاقاتنا نحو مجتمع القيم الإيمانية، وأن يتعاطوا السياسة بنبل وصدق، راجياً من المعارضة أن تترك العقل يوجه لا العاطفة، وأن تدع الاتزان يوجه لا العاصفة، وأن تجعل الفكر والواقعية والعقلانية بينها وبين الحكومة لمصلحة الشعب، أراد الرئيس أن يقول إن الحكومة من أجل الشعب وليس الشعبي من أجل الحكومة.
الدعوة الرئاسية في رسالة الرئيس للقيادة أن تعطي الحلول مسارات واضحة لأن الشعب في هذه الحالة، قادر علي فهم هذه المسارات والاستجابة لها، أما التخبطات فهي وحدها التي تفقد القيادة سيطرتها وذكاءها، وتصبح أقل قدرة علي الإقناع والتحكم، فيندفع الشعب نحو الشراسة والعنف، حيث لا يفهم ولا يستجيب بعد ذلك، فيتلقفه المعارضون بطرق لا تخلو من المكر الغريزي عبر وسائل غامضة بوضع الأمور في غير نصابها، فتنفلت الأحوال وتصطدم الحكومة وأجهزتها بالشعب، وهذا ما حدث في الاحتجاجات الأخيرة التي انحرفت عن مسارها السلمي إلي المسار التخريبي.
الإسلام الذي نعتنقه في السودان مصدر هويتنا الوطنية وأساساً للحكم ولن يجد المستعمر مدخلاً لإطفاء نور الله في بلادنا، والذين تخيلوا أن في مقدروهم ركوب سفينة الاحتجاجات لتحقيق مآربهم في تغيير النظام، قد خاب فألهم وان يصلوا إلي بر الأمان إلا عبر الالتصاق بالوطن.
الرئيس أراد قلب أولوياتنا بتقديم لحظة الوعي علي لحظة الوجود، حيث أن لتغيير يتعين أن يكون في الأذهان قبل أن يكون في الأعيان، وأن التنمية يجب أن تكون ثقافية قبل أن تكون اقتصادية، فالسودانيون يواجهون تحد مزدوج فعليهم التحرر من التخلف وأن يتجاوزوا الأطر التي حوصروا فيها، فالمطلوب هو تعبئة سياسية اجتماعية لمواجهة المؤامرات والدسائس التي تريد أن تكون بلادنا منقوصة ومتخلفة ومشوهة وتابعة، وهذا ما رفضه الرئيس في رسالته الرئاسية.
الذين يرتبطون بالقوي الخارجية ارتباطاً معلوماً بعلة بعد أن فقدوا قيمتهم الوطنية التي تحولت إلي قصص مكرورة، هؤلاء المعارضون أراد الرئيس في رسالته أن يعيدهم إلي رشدهم بتذكيرهم بأدبيات القرآن وبسير الإسلام الأولي التصاقاً بالهوية الإسلامية.
فالتغييرات الاجتماعية الثقافية التي أدخلها الإسلام في مجمعنا عبر قوة الاختراق والإيحاء والتسامي من خلال القرآن الكريم، أثارات فينا ونشطت في وجداننا باس بعض ما حفظناه في قلوبنا وحياتنا من مضامين القرآن، وهذا ما جعل رئيسنا يدعونا أن نتمسك بهويتنا الإسلامية كهوية جامعة لنا، فالسودانيون وهم يتلقون رسالة رئيسهم في عيد الأضحى لا يريدون أن يتحول النص الديني المفتوح إلي نص مغلق يخدم فقط أجندة السلطة وتبريراتها، أنهم يريدون لهذه الرسالة أن تؤدي دورها في المعاملة بين الحكومة والشعب لا أن تكون مجرد وظيفة تقنينية للممارسات السياسية التي تقوم بها الحكومة وتوظفها الفئة الحاكمة في خطابها السلطوي الذي هدفه الحفاظ علي السلطة وكسر ضلوع المعارضين.
المعارضة إذا كانت واعية بدروب السياسة ومنعرجاتها ومنزلقاتها، فإن الرسالة الرئاسية جاءت هذه المرة واضحة تستطيع من خلالها تأسيس الدولة علي أسس قومية ذات هوية إسلامية لأن بالقيم الروحية الراسخة تستطيع المعارضة أن تمنع الفئات التي تستغل مقابض الدولة لتحقيق مأربها الثرواتية والسلطوية، وإبراز الصور والقيم المنتقاة التي يجب أن تكون الأرضية لإعلاء قيم الإسلام دون السماح لأية فئة أن تهيمن علي الدولة، فالدعوة الرئاسية لتوحيد الساحة السياسة المتشظية والمبعثرة في إطار إعلاء هوية البلاد الإسلامية.
الرئيس في رسالته أراد إحياء كل القيم الإسلامية السرمدية ليكون مجتمعنا مجتمعاً قادراً علي النهوض ومسايرة النمط الحضاري المفروض، فلا مجال لثوابتنا أن تكون عرضة للتأويلات لأنها قيمنا ومثلنا الروحية التي لا تتبدل، فنحن في السودان لن نتهاون في التصدي للقوي الأجنبية التي تريد أن تتآمر علي مشروعنا الحضاري أو تندرج ببلادنا نحو الهاوية فلن تتنازل الحكومة عن توجهاتها القيمية، لقد اختارت بلادنا سلطة قوامها وحدانية الله لتأتي الشريعة منزلة ثابتة في أصولها تصدر عنها الأحكام ويشرف علي مراقبة حدودها السودانيون وعبرها نحقق مصالحنا الدينية والدنيوية معاً.
لم تغفل الرسالة الرئاسية عن التساؤلات الحائرة فلقد حرصت علي إثارتها مستندة لواقع البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حتي المعارضون للحكومة لامسوا روح التسامح في رسالة الرئيس ووجدوا التنازلات الواضحة لتوحيد الصفوف.
لأول مرة تجئ الرسالة دون أن تنهي معضلات البلاد بلائمة علي المعارضة، بل جاءت داعية المعارضة لتوحيد الصفوف من أجل الوطن، فالمطلوب ونحن نتجه لعام جديد أن تضع أرجلنا علي عتبة الوطن وأن نتجاوز الفجوة الكبيرة التي تفصل المعارضة عن الحكومة، وأن تزيل الحكومة الصورة التي رسمتها المعارضة ف ذهنها بأن أقوال الحكومة لا تتبعها الأفعال، فالمشروع الحضاري الذي تتبناه الحكومة لا يحتاج للتكتكة والمناورة، لأنه مشروع إلهي توحيدي.
المعارضة يجب أن تتخلي عن وسائلها الخفية الماكرة وأن تتجه نحو الحكومة بقلب مفتوح وعقل مفتوح لتعلم أن تقاعسها عن أداء دورها الوطني يجعلها في مصاف المعارضة العملية التي لا يهمها سلامة الوطن.[/JUSTIFY]
بقلم: عثمان الطويل
سودان سفاري
ت.ت
القال ليك منو نحن شعبك – الزول دا ما نصيح ؟
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
25 سنه مافي اسلام يا جماعة الشريعة وين عايزين الشريعة الفيها العدل والامام اخر واحد بياكل وآخر واحد بنوم