فضل الله محمد : قمة جوبا .. منعطف مفصلي
في الوقت الذي تلتئم فيه، اليوم، قمة بين رئيسي البلدين لاستكمال تطبيق مصفوفة الاتفاقات المبرمة بين بلديهما، تتحرك قوى الضغط في الجنوب لفرض واقع معين في أبيي خلافاً لاتفاق الرئيسين ولتأكيدات مجلس الأمن والسلم الأفريقي الرافضة لإجراء أي استفتاء في أبيي من طرف واحد على النحو الذي تعد له المجموعة المسماة مجتمع أبيي والتي هي في حقيقتها مجموعة ضغط من داخل حكومة جنوب السودان وحركتها الشعبية.
ما يحدث من تفلتات في أبيي لن تقتصر آثاره على المنطقة ولكنها ستمتد لتصيب كل الجهود التي بذلت منذ قيام دولة الجنوب لمد جسور المصالح المتبادلة بينها وجمهورية السودان.
يلتقي الرئيسان في جوبا اليوم لاستكمال فتح المعابر الحدودية بين الدولتين بينما يجهد قادة جماعة الضغط في أبيي لإحكام إغلاق هذه المعابر وزرع الأشواك أمام الطرق المؤدية إليها.
لقاء جوبا ليس قمة بروتوكولية عادية، إنه مختبر حقيقي لمدي قدرة القيادة الجنوبية على ضبط حركة منسوبيها من القيادات وعلى مدي التزامها بما تعهدت به.
العيون كلها مصوبة إلى جوبا في انتظار ما يصدر عن الرئيس سلفاكير الذي سبق أن أعلن على الملأ أن إجراء الاستفتاء غير ممكن في أكتوبر وأن إجراءه يجب أن يتم بتوافق الدولتين مثلما حدث عند إجراء الاستفتاء على مصير الجنوب.
اذا تركت الحكومة في جوبا الأمور تسير على أعنتها في أبيي، فإنها بذلك تفتح أبواب الحرب من جديد ليس بين جيشي البلدين النظاميين فحسب، بل بين اثنين من القبائل العريقة جمع بينهما تاريخ طويل من الإخاء والتعايش وتبادل المنافع.
خارطة طريق التسوية في أبيي محددة المعالم ونتوقع من القمة إقرار مصفوفة تطبيقات للخارطة تطمئن كل الأطراف على جدية الحكومتين في تسوية القضية وفق الاتفاقات المبرمة.
ما نطلبه من قمة جوبا هو اتخاذ إجراء شجاع لنزع فتيل القنبلة الموقوتة في أبيي التي صنعها بعض أبناء المنطقة ويتحلق حولها المواطنون الأبرياء وسط مخاطر انفجارها في وجوههم بأية لحظة.
المجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي، وقد أكدا رفضهما لإجراء أي استفتاء من طرق واحد، عليهما أن يقرنا القول بالفعل من خلال ممارسة ضغط حقيقي لإيقاف الخطوة الفوضوية التي شرعت في الإعداد لها جماعة الضغط في أبيي.
صحيفة الخرطوم
[/JUSTIFY]