أبيي بين حكمة و”برغماتية” القيادة .. وأحلام المهووسين
في هذا الوقت تحديداً جاء البيان الختامي للقاء الرئيسين (البشير / سلفاكير) ليوجه لهم لطمه قوية كما يلاحظ ذلك في محتوياته الواضحة القاطعة التي لا تقبل الشك أو التأويل.
وبعيداً عن أبيي التي أصبحت واقعاً غير قابل للمزايدة أو التحريف، قام البيان المشترك والجامع بالتناول الإيجابي لكافة القضايا من فتح للمعابر الحدودية وغيرها؛ بما يعني تنشيط تجارة الحدود، لتكون جسراً آمناً للتواصل بين البلدين الشقيقين، مع الإسراع في تحديد الخط الصفري الفاصل بين الحدود وإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح.
أما بخصوص العزيزة “أبيي” فقد ارتكز البيان علي متطلبات تنفيذ اتفاقية أديس أبابا والخاصة بتهيئة المناخ المناسب لمنطقة أبيي وذلك بإنشاء جسم إداري للمنطقة، وإنشاء الأجهزة الأمنية؛ مما سيسهم في استقرار المنطقة، ويوفد لخلق المناخ المناسب للتعايش الآمن بين أهلها من مسيرية ودينكا نوك.
وبذلك يكون الرئيسين قد أفرغا مخططات أبناء دينكا نقوك الرامية إلي إجراء استفتاء من طرف واحد؛ متحدين بذلك الاتفاقات المبرمة بين الدولتين والمجتمع الدولي المتمثل في رفض بريطانيا وأمريكا وفرنسا، والإقليمي المتمثل في رأي الاتحاد الأفريقي.
وهكذا تكون قمة الرئيسين قد حققت أهدافها وأفرغت الاحتقانات التي حاول البعض توليدها وصولاً إلي فتنة تقضي علي الأخضر واليابس.
إننا إذ نشيد بحكمة كل من الرئيس المشير عمر البشير والفريق سلفاكير وقد تجاوزا بهذا اللقاء التاريخي كل عقبات الماضي مقدمين بذلك درساً مباشراً لكل المهوسين والمتآمرين والمتاجرين بجراحات شعبنا ليكون بعد هذا الاتفاق التاريخي العمل بحكمة وتؤادة الوصول لخلق مناخ إيجابي يتم بموجبه الاستفتاء المطلوب في موقف لا أقضاء فيه لأحد بل سيكون أمام أهلنا المسيرية والدينكا نوك التعايش السلمي الذي يتم في إطار نسيج اجتماعي متماسك يعيد السيرة الأولي لأولئك الرموز الشرفاء من أمثال الراحلين المقيمين الناظر بابو نمر والناظر دينق مجوك.
صحيفة الخرطوم
د. الباقر احمد عبد الله