تحقيقات وتقارير

رسالة عرمان الباكية .. وشعوره بالاسى العميق ..!!

[JUSTIFY]رسالة اجتماعية لا تخلو من رقة نادرة بعث بها ياسر عرمان من (منفاه الاستخباري البعيد) الى والديه بالداخل. مناسبة الرسالة كما أوردتها بعض الصحف السودانية قبل أيام هي عيد ميلاد عرمان (الحادي والخمسين)! والذي صادف الخامس من أكتوبر الجاري!
الرسالة حاولت أن تعطي تفسيراً (على طريقة عرمان السفسطائية) لما هو عليه و (شعوره بالأسى العميق) كما قال بنص تعبيره على غيابه الطويل عن أمسيات والديه وشروق الضوء النهاري!

ولعل أبرز ما تلاحظ على سطور الرسالة أنه حاول تأكيد وعيه بما يفعله بأنه (إذا رجعت عقارب الساعة الى الوراء فليس فى وسعي إلا أن أختار ما إخترت) وكأني بعرمان يصادر على المطلوب، حين يردد ذات الفشل على مسامع والديه فى عناد يبدو أن التجربة الطويلة لم ترفده بشيء يذكر.
ولعل الرسالة حمالة الأوجه والمتداخلة بين السياسي والاجتماعي تصلح لقراءة واقع الشاب الخمسيني الحالي والسابق وسبب شعوره بالأسى بعد كل هذه السنوات والحراك الطويل العاثر.
فمن جانب أول فإن عرمان فيما بدا يحاول (طمأنة) أسرته على صحة موقفه حالياً ولكن خانته حقائق الواقع وخانته تأكيداته هذه حين لجأ الى التأكيد دون أن يطلب منه ذلك أنه لو عاد مرة أخرى الى الوراء لفعل ما فعل! ففي هذه سكب عرمان (دموعاً دامية) غلفها بالمكابرة المفضوحة، فهل كان عرمان ليختار الهروب الى الخارج جراء استحقاق جنائي تورط فيه فى الجامعة، وأن السبيل الوحيد لديه فى ذلك هو أن يلتحق بحركة (خاصة بإقليم معين) ويقاتل فى صفوفها ويظل مقاتلاً حتى بعد أن (لفظت) الحركة المنفيستو الشيوعي وعرمان شيوعي محب؟

هل كان عرمان يجرؤ على (خلع لباس الشيوعية) مرغماً ويدلف يميناً مع قيادة الحركة الشعبية حيث المعسكر الرأسمالي وأين هي المبدئية هنا؟ كيف لشاب متوثب أن يقول أنه لو عاد الزمان سيعود (لركوب الموجة) وتبديل القناعات وفعل أي شيء والتحالف مع الشطيان؟

ومن جانب ثاني فإن عرمان نسي أيضاً أنه ومنذ غياب زعيمه قرنق فى أرجاء الاماتونج فى حادث تحطم طائرته قبالة الحدود اليوغندية أصبح (يتيماً) على مائدة غلاة قادة الحركة الشعبية يطعمونه الفتات ويرسلونه فى مهام (قذرة) ويمنعوه الترشح للرئاسة رغم كل ما أعد له واستعد، ثم يفاجأ بانفصال الجنوب وفقدانه لحركته الشعبية الى الأبد؟

ومن جانب ثالث فإن الرجل بعد كل ذلك لم تعد له (مكانة سياسية) لا داخل قطاع الشمال ولا داخل دولة الجنوب وبالطبع حتى هنا فى الخرطوم، فقد أصبح مشهود الجرم، كبير الخطأ، لا مجال لاستيعابه مجتمعياً دعك منه الاستيعاب السياسي!
من المفروغ منه هنا أن عرمان واتاه (حنين دافق) ليس فقط لأبويه الذين لا يمكن أن يكونا على إتفاق معه في حراكه اللاهث غير المجدي وقد فشل عرمان فى التفريق بين (شعوره الشديد بالأسى والإحباط) وبين محاولته تغطية ذات الشعور بغطاء سياسي شفاف بدا منذ الوهلة الأولى أنه خطاب يمكن أن يصبح متاحاً للجميع والرجل (في عيده الحادي والخمسين) يبحث عن (الستر) والأمل ولكن لم يجدهما ولا نعتقد أنه بحاله الراهن قد يجدهما!

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. المثل البليغ بيقول… مرمى الله مابترفع .. معنى المثل ان من يضعه الله لايستطيع احد ان يرفعه حتى لو حاول هو رفع نفسه فلن يتمكن ولو رجع به الزمن مليون مرة فلن يختار الا الوضاعة تماما كأبى لهب الذى كان بأمكانه ان يخلق ربكة كبيرة جدا لو انه اعلن اسلامه على سبيل الحيلة بعد نزول اية سيصلى نارا ذات لهب ولكن لم تدر بعقله هذه لأن الله عمى بصيرته

  2. ليس له الا ان يختار دلك بعد جريمة القتل حتى يفلت من القصاص ودخوله الى السودان بجوار الحركة الشعبية لا يسقط حد السيف من عنقه كان خيرا له ان يعتدز لاهل الدم ويطلب الصفح والعفو بدل ان فر هاربا مرة اخرى لانه يعلم جيدا مصيره بعد ان انكشف ظهره

  3. [SIZE=5]بالرغم من اختلافي الكلي لشخصية ياسر عرمان لكن لا اقبل من صحفي يدخل اسرة شخص في صراع يدفع ثمنه الوطن لان اي زول ملاحظ لمشاكل السودان بعمق وحسب اعتقادي مشاكل شخصية تحت غطا المعارضة السبب عدم وعي المسؤولين من الجانبين حاكم ومعارض اكرر عرمان ولد نفرض طائش هل هو مقطوع من شجره لا تمسوا حرمات الاسر [/SIZE]

  4. بتاع سودان سفارى العاجباهو رسالة صرمان ده .. ماتطبعها ليهو في ديوان شعر .. وتوزعو على الملتقيات الادبية في الكرة الارضية .. واهو على الاقل تكون فتحته ليهو لونية جديده وسكة للترزق ..

    بلاء يخمك انته وهو في قفه واحده