رأي ومقالات

عبير زين : السودان وصكوك الرِق العصري !

[JUSTIFY]أعدت منظمة (والك فري) الأمريكية العاملة في لندن تقرير لعام 2013م يعدّ الأول من نوعه وظفته لرصد العبودية الحديثة لأشخاص تُسرق منهم حرية الحركة والحياة الكريمة، جاء التقرير بعنوان (مؤشر العبودية العالمية) أفادت من خلاله أن نظام الرِق لا زال موجوداً بشكل مستحدث في العالم و أن ضحايا ما أسمته بـــ(العبودية الحديثة) في العالم يناهزون 29,8 مليون شخص تصدرت فيه موريتانيا قائمة الدول التي تحتوي على أكبر نسبة عبودية حيث قامت بتسجيل 150 ألف حالة استرقاق واستغلال البشر في أعمال قاسية أو قسرية، وقد أحرزت الجزائر المرتبة 91 بين جملة دول العالم حيث أفاد التقرير أن بها 70 الف حالة إسترقاق وأكدت المنظمة أن نظام الرِق والعبودية متمركز في شمال أفريقيا بشكل رئيسي.

وفقاً للمنظمة فإن الفساد هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة العبودية وليس الفقر كما هو متداول لدى عامة الناس، ويتجسد ذلك من خلال أنشطة الإتجار بالبشر والتشغيل المقيد بشروط قاسية والزواج القسري و تجنيد الأطفال بغرض استغلالهم في الحروب.

كما أشار التقرير فإن دولة عربية هي على رأس قائمة أنتشار العبودية قياساً على تعداد سكانها الأصليين، ولكن التقرير ألمح أيضاً إلى إنتشار الظاهرة في الدول العربية التي تستخدم العمالة الأجنبية حيث أشار إلى أن العمال المهاجرين من جنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا هم أهم ضحايا العبودية الحديثة ويبلغ عددهم أكثر من 95 ألفا يعملون فى دول الخليج العربي في قهر وإستبداد وسلب لإنسانيتهم، وتتمثل مظاهر عبوديتهم في تعرضهم للاستغلال بسبب الرسوم الباهظة التي يتقاضاها مستقدمو العمالة والممارسات التجارية غير المشروعة مثل هذه العقود المخادعة والقيود المفروضة على مقدرة العمال على ترك كفلائهم أو نقل الكفالة وكذلك تشمل الحالات التي تشمل حجب الرواتب واحتجاز جوازات السفر، وعدم القدرة على المغادرة.

و يقع السودان ما بين هذا وذاك، بين مطرقة التشغيل المقيد بشروط قاسية والزواج القسري و تجنيد الأطفال بغرض استغلالهم في الحروب و بين سندان إستخدام العمالة الأجنبية ذات الهجرة غير المشروعة أصبح السودان مُهدداً بدخول الاقائمة في التقرير القادم فقد أبان البروفسير (كيفين بيلز) أحد القائمين على إعداد التقرير أن معظم الحالات في بلدان كالسودان يصعب الوصول إليهم و إدراج حالاتهم ضمن التقرير نظراً لتعذر إحصاء عدد الأشخاص المتضررين المختبئين بعيدا وكذلك لأن الحكومات تنكر وجود حالات الرِق ولا تعتبر أن التشغيل المقيد بشروط قاسية والزواج القسري و تجنيد الأطفال وتشغيلهم و إستخدام العمالة الأجنبية ذات الهجرة غير المشروعة عبودية بل تعتبرها ظواهر سلبيه نتيجة للفقر وترفض إدراجها تحت مظلة الرِق والعبودية، و قد وعدت المنظمة على لسان البروفسير إلى الوصول الى هذه المناطق وحصر حالات الرِق والعبودية في السنوات القادمة حتى تتخذ على إثر ذلك خطوات إيجابية بتقييم أولوية اجتثاث العبودية الحديثة والأساليب المتبعة لمواجهة المشكلة وكيفية تطويرها بالنسبة لكل دولة .

همسة: كم أتمنى أن يمزق السودان صكوك الرِق العصري قبل أن يبدأ الإعداد للتقرير القادم!

همسات … عبير زين

[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. اولا يااستاذة عبير شكرا علس اسلوبك الراقي لعرض مشكلة الرق العصري بهذا التعبير الجيد,اوافقك الراي في ان المجتمع السوداني علي وجه الخصوصوص ومجتعاتناالشرقية علي العموم, تعاني كثير من الرق العصري , في صوره المختلفة.همسة(( الحل من وجهة نظري في الاتي:
    1/ الاعتراف بوجود المشكلة , وتوصيفها و وتشخيصها ليسهل حلها((50%)) من الحل.
    2/ الرجوع للمبادئ والقبم والعادات السمحة والتقاليد والارث الجيد, المتنفق مع المفاهيم الحديثة لحقوق الانسان , والتي أرستها كل الديانات السماوية , وعززها الاسلام قبل 14 قرن.((وكرمنا بني ادم))
    3/سن القوانيين وتطبيقها بدون محابة والتي تعاقب من يقوم بافعال الرق بكل صوره التقليدية والعصرية.
    4/ومن قبل هذا وذاك ((الاعلام)) والتوعية المستمرة باستخدام كل الميديا المتاحة, ولاباس من الترويج والتسويق الاجتماعي لمحاربة ظاهرة الرق العصري.
    5/ واخير, ولو بهمسة و ان يقوم كل فرد بدوره اتجاه مجتمعه في محاربة الظواهر السالبة والعادات الضارة وهي كثيرة(( من راء منكم منكرا فليغيره ولو بقلبه وذلك اضعف الايمان)
    لك نصحي وماعليك جدالي فأفت النصح ان يكون جدالا وافت الجدال ان يكون جهارا. وشكرا لهمساتك,,,,علها تجد اذن صاغية وقلب مفتوح وعقل متقد, كما وصلتنا.,,,,,,شيبة