رأي ومقالات

ديون السودان الخارجية مرة أخرى


[JUSTIFY]عاد وزير المالية والاقتصاد الوطني من مباحثاته مع صندوق النقد الدولي بتفهم دولي لإعفاء ديون السودان الخارجية !! واصفا المؤشرات التي حظي بها السودان من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وصندوق النقد فيما يتعلق بإعفاء ديونه الخارجية بالايجابية .

واعتبر علي محمود في تصريحات لوكالة السودان للإنباء عقب عودته بان وجود الوسيط الإفريقي امبيكي بجانب وجود حكومة جنوب السودان كان له الدور الأكبر في المطالبة بإعفاء ديون السودان الخارجية . وان المباحثات التي أجراها مع وزير مالية الجنوب تتعلق بكيفية الإسراع في حل ديون السودان واتفاقهما على تسريع خطى اللجنة في هذا الجانب . ولفت الوزير إلى أن الاجتماع الذي تم بخصوص ديون السودان الخارجية سادته روح التفاؤل نسبة للإشارات الايجابية التي تمت من قبل الدول الدائنة.

أصبحنا نعول علي وجود الوسيط الإفريقي امبيكي وعلى وزير مالية جنوب السودان في حل مشكلة ديون السودان الخارجية!! أننا متفائلون أكثر مما يجب ، فالمسالة سادتي ليست في الإشارات الايجابية التي تمت من الدول الدائنة ، إننا نريد فعلا ، نريد أن نسمع بان السودان قد أعفيت ديونه تماما بناء على مبادرة الهيبيك . لأننا سمعنا كثيرا عن نبرة التفاؤل التي يرجع بها أعضاء وفد السودان في كل اجتماع سنوي، وبعدها ترجع حليمة لعادتها القديمة وتتبخر الإشارات الايجابية ونبرة التفاؤل وغيرها من الكلمات الدبلوماسية التي تقال عقب كل اجتماع .

وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت السبت الماضي أن الدين الأمريكي قفز فوق 17 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ ، ووصل إجمالي الدين الأمريكي بعد انتهاء أعمال يوم الخميس 17/10 وبعد أن رفع الكونغرس الأمريكي سقف الدين إلى 17,075 تريليون دولار بينما كان يوم الأربعاء الماضي بلغ حجم الدين 16,7 تريليون دولار ، وهو رقم ظل ثابتا بواسطة وزير الخزانة جاكوب ليو ، حيث استخدم تدابير صارمة كي يبقيه تحت هذا الحد منذ مايو الماضي .

كم مرة طلب السودان من دول نادي باريس مساعدة السودان في الاستفادة من المبادرة المطروحة لإعفاء الدول الفقيرة من ديونها ؟ كم مرة أعلن السودان استيفاءه للشروط المطلوبة ؟ في كل مرة تكون النتيجة سلبية لأسباب سياسية في المقام الأول ليس لها علاقة بالشروط المطلوبة أو أثقال بالديون لان السودان والحمد لله مثقل بالديون وهذه وحدها كافية للاستفادة من الهيبيك.

لا أريد أن أحبط القائمين بالأمر فهم يعلمون أن الموقف ليس بالسهل مهما تغيرت الحكومات والدول الدائنة للسودان أو تغيرت رئاسة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي (أو ما تعرف ب مؤسسات برتن وودز) ولاعتبارات يدركونها تماما منها على سبيل المثال لا الحصر المقاطعة الأمريكية واتهام السودان بأنه ضمن الدول التي ترعى الإرهاب .. الخ . وتصبح كل محاولة لمعالجة الأمر حرثا في البحر . أما زال هناك عشم وجولات أخرى لمناقشة أمر الديون ومعالجة الأمر؟.

صحيفة التغيير
سامية بابكر احمد[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. البنك الدولي و صندوق النقد الدولي وغيرهما من المؤسسات المالية العالمية التي أوجدتها الدول الغربية و خاصة الولايات المتحدة الامريكية ما هي الا وسائل حديثة لاغتيال الدول اقتصاديا حتى تظل ترزع تحت مظلة الاستعمار الحديث الذي تقوده امريكا من اجل السيطرة على العالم !!!! يخطئ من يظن ان هذه الصناديق الدولية اسما قد أسست من اجل خدمة و رفاهية شعوب افريقيا او امريكا اللاتينية او اسيا !!!!!!!!! أدعو الجميع لقراءة كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم للكاتب الامريكي جون بركنز ……و سوف تروا من خلاله الوهم الذي نحن نعيش فيه ….بثقتنا العمياء في هؤلاء !!!!!!!!!