تحقيقات وتقارير

عنـدمـا يعجـز الرجـال ..النساء يتصدين لمعالجة مشكلة دارفور

[ALIGN=JUSTIFY]يبدو أن أزمة دارفور التي لاتزال تراوح مكانها، باتت تغري الجميع، خاصة وأن الأوضاع الإنسانية والأمنية تسير من سيئ الى الاسوأ على الرغم من المبادرات التي طرحت وتطرح دون الوصول الى تخفيف المعاناة، كما أن الاتفاقيات التي وقعت مع بعض الحركات لاتزال تواجهها أزمة التنفيذ ومن ثم فإن المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة يأمل في أن يكون تهديد العقوبات كافيا لوقف موجة العنف التي جعلت بعض الجهات تستفيد من الأزمة لتحقيق اجندتها بإسم أهل دارفور وسارع البعض الى الوقوف معهم في محنتهم رغم ان الامر طال امده وطال انتظار السلام.
ورغم المبادرات التي ظلت تطرحها جهات مختلفة، الا ان نساء السودان كان لهن رأي آخر، يتمثل في انه لا بد من التدخل وبصورة مباشرة لمعالجة المشكلة التي عجز الرجال عن حلها، وان اوضاع النساء بدارفور تزداد معاناة باعتبار ان المرأه اكثر الشرائح تضررا.
واستفادت مجموعة نساء من اللقاء التفاكري السنوي الافريقي لاعلان التضامن حول دارفور والذي انعقد في اديس ابابا في الفترة من الخامس والى السابع من يناير الحالي تضامنا مع نساء دارفور وشراكة مع مبادرة عولمة تحقيق الحقوق وشبكة حملة الجندر وذلك بمركز المؤتمرات بالمفوضية الاقتصادية بالامم المتحدة والذي قام بتنسيقه تضامن المرأه الافريقية (FAS)، سارعت المشاركات بإعلان منبر النساء السودانيات حول دارفور من اجل السلام والاستقرار للمساهمة في حل الازمة وان يشكلن ضغوطا على الاطراف المتصارعة والمجتمع الدولي باشراكهن في العملية السلمية القادمة ليكن معنيات ومؤثرات في العملية معرباتٍ عن قلقهن بالصراع المستمر والذي قلن انه خرب الارض محدثا معاناه غير خافيه ونزوح الملايين من الدارفوريين والأكثر تضررا بينهم النساء والاطفال والعجائز بجانب العنف الجنسي المستهدف للنساء والفتيات وقررن في مؤتمرهن الصحفي لإعلان منبرهن ان يتصدين لهذه المشكلة بكافة الاساليب الممنوحة لهن مشدداتٍ على ادراجهن والتزامهن بالجهود التي تبذلها نساء دارفور سعيا لفض النزاع في دارفور وتقديرا لجهود حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق السلام وفي الدعوة لوقف اطلاق النار التي اعلنها الرئيس ومتشجعاتٍ بالجهود المتواصلة التي يبذلها اصحاب المصلحة بما في ذلك الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لوضع نهاية لهذا الصراع.
ودعا المنبر اطراف الصراع الحكومة والحركات المسلحة على ايقاف العنف والالتزام بوقف اطلاق النار الفوري الشامل والتفاوض كوسائل لتحقيق السلام المستدام، وطالب حكومة الوحدة الوطنية باستخدام كل الوسائل المتاحهة لضمان ومراقبة وقف اطلاق النار واستصحاب مبادرة اهل السودان لسلامة وكرامة النساء والفتيات بدارفور واقامة آلياتٍ قضائية شرعية متمركزة وذلك لبسط العدل والتعويضات لتكون قاعدة للمصالحة والشفاء بعد الحرب .
وناشد المنبر الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالاسراع والدعم لعملية النشر الكامل لقوات بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي مع ضمان ان تضم هذه القوات النساء خاصة شرطة المجتمع للاستجابة للعنف المؤسس ضد النوع وشدد المنبر على حكومة الوحدة الوطنية ان تلعب دورا في ضمان آليات حفظ السلام وبدون عرقلة، واعرب بيان للمنبر أعلن في مؤتمر صحفي امس بصحيفة اجراس الحرية، عن قلقه لغياب الصوت النسائي المتماسك في مفاوضات السلام القادمة واكد المنبر اهتمامه بان النشر الكامل والفعلي لقوات اليوناميد سيحسن من الاوضاع الامنية وشدد على عدم اهانة العاملين بالمساعدات الانسانية ووضع العراقيل التي تعيق من ان تكون المساعدات فعالة، كما تقول بعض المنظمات إن الحكومة تستخدم عراقيل بيروقراطية.ومن ثم فإن المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة يأمل أن يكون تهديد العقوبات كافيا لوقف موجة العنف.
وأدان المنبر كل اشكال العنف ضد المدنيين خاصة العنف ضد النساء والفتيات ونادى بايقافه الفوري تماشيا مع قرار مجلس الامن 1325 وان المنبر يمثل جهة ضغط للاسراع بحل الازمة اوضح المنبر ان تمويله من المنظمات الاممية وتوسع دعوته لايجاد الدعم من الخيرين والحكومة والاطراف المحبة للسلام .واوضح المنبر ان تقديرا لالتزام المؤتمر الدولي حول اقليم البحيرات للانضمام والعمل مع منبرالنساء السودانيات حول دارفور من اجل السلام والاستقرار . وندعو كل الداخلين من الاطراف في عملية سلام دارفور الى الالتزام بتأمين تكامل اوليات النساء ومشاركتهن الفعالة في عملية بناء على قرار مجلس الامن 1325 الاعلان الافريقي حول مساواة الجندر والبروتوكول الافريقي حول حقوق النساء والقيام بهذا منادين ببناء وتشجيع مهارات النساء ومؤازتهن في كل المجالات حتى يكن قادرات على المشاركة الكاملة والمنصفة في عملية الادارة والتحول لصراع دارفور منادين ايضا حكومة الوحدة الوطنية وكل الشركاء واصحاب المصلحة لضمان الانتفاع الملائم من مصادر الاقليم وتأسيس سعات اخرى شأنها ان ترفع الحالة الاقتصادية للنساء داخل المجتمع لتكون حجر الزاوية في بناء السلام والتنمية المستدامة، واوضح المنبر ان النازحات شاركن بفعالية في المؤتمر ويتم التنسيق بين نساء السودان والنازحات بالمخيمات لمعالجة كافة القضايا وانهم يتصلون بنساء الحركات الرافضة لاتفاق السلام
واكدت القيادية بالحركة الشعبية عضوة اللجنة التنفيذية للمنبر اقنس لوكيا تضامن نساء الجنوب مع نساء دارفور والمساهمة في حل الازمة بالحوار وتخفيف معاناه الاقليم وقالت اقنس في المؤتمر الصحفي (نحن نساء الجنوب نقف مع اهلنا في دارفور ومثل ما حلت مشكلة الجنوب نحل دارفور ونساهم في التنمية ولابد من ايقاف العنف) وتابعت لابد من احلال السلام في دارفور.
من جانبها قالت مساعدة الامين العام لحزب الأمة وعضوة اللجنة بالمنبر دكتورة مريم الصادق، ان المنبر يهدف لتحقيق السلام بدارفور وتحول واقع الصراع الى تعاون وتفاهم، واكدت دور النساء السودانيات مع الافارقة واضافت مريم (نريد أن ننتقل بالمعاناة من بعدها المحلي الى القومي) وشددت على أن المنبر توافق على ميثاق وأهداف هيكلية لبناء السلام بدارفور وأن يكون السلام متوازيا.
وأكدت عضوة المنبر صفاء العاقب، إستقلالية المنبر من اي اجندة خارجية او داخلية، عدا الاهداف التي أعلنها المنبر، كما رأت أن تشكيلة اللجنة التمهيدية للمنبر، تؤكد إستقلاليته، وعدم رضوخه لأية أجندة حزبية.
جعفر السبكي: الصحافة [/ALIGN]