رأي ومقالات

عبد اللطيف الملحم : المدرس السوداني يتمتع بثقافة و معلومات عامة عالية

في جميع مراحل دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية في الأحساء, قام بتدريسي الكثير من المعلمين الأجلاء من جنسيات عربية مختلفة في وقت لم يكن فيه الكثير من المدرسين السعوديين. ولا تزال أسماؤهم عالقة في ذاكرتي. إلا أن المدرس السوداني كان له الأثر الأكبر في حياتي اليومية في المدرسة وأثناء النشاط اللامنهجي. و مازلت أذكر المباراة الثقافية بين مدرستي الهفوف النموذجية المتوسطة بالهفوف ونظيرتها من المبرز والتي تم نقلها تلفزيونيا وكان من ضمن فريق مدرستنا إبراهيم الحزاب و محمد العمران. وأدار حلقة المباراة أحد المشرفين في إدارة التعليم بالأحساء والأستاذ (موسى وداعة) من السودان. وكان من

كنا نلاحظ كطلبة أن علاقة المدرس السوداني و الطالب السعودي لها ما يسمى كاريزما خاصة. و كان المدرس السوداني دائما يمثل جزءا من المجتمع. فكنا نراه في الأندية الرياضية و المناسبات الاجتماعية و في كل الأنشطة. وكانت العلاقة بين المدرس السوداني و الطالب علاقة مميزة

ضمن الحضور في الأستديو الأستاذ عبدالمحسن المديرس و محمد بن عيسى الشعيبي. وفي الابتدائي كان من يرأس النشاط اللامنهجي الأستاذ عوض عبد الرحيم من السودان. وفي المرحلة المتوسطة كان من يشرف على النشاط المدرسي الأستاذ ساتي والأستاذ عبد المنعم من السودان. وفي الثانوية كان الأستاذ خليل من له تأثير مباشر في تحديد نوعية نشاطاتنا اللامنهجية ومعه الأستاذ خالد رحمة وكلاهما من السودان. و قد كنا نلاحظ كطلبة أن علاقة المدرس السوداني و الطالب السعودي لها ما يسمى كاريزما خاصة. و كان المدرس السوداني دائما يمثل جزءا من المجتمع. فكنا نراه في الأندية الرياضية و المناسبات الاجتماعية و في كل الأنشطة. وكانت العلاقة بين المدرس السوداني و الطالب علاقة مميزة، إذ أن الاحترام المتبادل بين المدرس السوداني و الطالب كانت قوية لدرجة أنني لم أسمع طوال دراستي عن مشكلة بين طالب و مدرس سوداني. وإضافة لذلك فقد كان المدرس السوداني يتمتع بثقافة و معلومات عامة عالية و كان لها تأثير على تشجيع هواية القراءة و حب الإطلاع لكثير من الطلاب. و مازلت أذكر الرحلات التثقيفية لمدرستنا الابتدائية و منها زيارة لفرع الهلال الأحمر الواقع قرب محطة القطار و التي كان أحد مسؤوليها ممرض سوداني من إقليم كسلا و الذي كان يقوم باعطائنا معلومات مبسطة عن الإسعافات الأولية و أسماء الأدوية رغم أن من كان بالرحلة هم من طلبة الصفين الخامس و السادس…ولذلك سؤالي الآن هو… أين المدرس السوداني من مدارسنا في وقتنا الحاضر؟ لقد كنا نرى المدرس السوداني في الفصل و في ملعب المدرسة و في المقصف و في المكتبة و في الأندية الصيفية. لقد كان يحدثنا عن المنجا و القطن و الصمغ و النيل الأزرق. لقد كان المدرس السوداني جزءا من المجتمع. و لكن في ذلك الوقت لم نكن نعلم كلمة (زول).
عبد اللطيف الملحم– اليوم

‫9 تعليقات

  1. ما براك احنا ذاتنا بنسال وين المدرس السوداني
    ما تحكي عنه استاذنا صار ذكرى من الماضي
    المدرس السوداني مثله مثل جامعة الخرطوم ومشروع الجزيرة والسكة حديد وسودانير والخطوط البحرية جميعهم صاروا في خبر كان بفعل فاعل اتى بليل ليبقي نهار السودان ليلا الى الابد

  2. المدرس السوداني عانى كثيراً في بلده السودان من جراء سياساته فهاجر كغيره من اصحاب المهن الاخرى الى استراليا وكندا وامريكا وغيرها من البلاد التي حباها الله بالنعم خاصة ان هذه البلدان لا تمانع في منح الاجنبي جنسية وجواز سفر واستقرار وعدل ومساواة رغم انها دول ليست مسلمة . طبعاً دول الخليج ما قصرت مع الاجانب مادياً لكن من حيث الاقامة والتجنس دي صعبة ونحترم بالطبع سياساتهم لحماية بلدانهم. مع احترامي لتقديرك للمدرس السوداني وجزاك الله خيراً .

  3. لن ينصلح حال التعليم في السعودية خاصة ما لم يتم التخلص من جميع المصريين. من واقع معايشتس لهم أجزم أنهم يجيدون فنون التدليس والغش وبيع الدرجات ولا يفقهون شيئا عن التدريس.

  4. السلام عليكم ،،، يا اخ عبداللطيف ،،، ومرحبا بك وبآل الملحم ،،، بل بكل النبلاء والشرفاء أمثالك الذين لاينسون الجميل ،،،

    اما بالنسبة للمعلم السوداني ،،، فأبشرك فهو قادم بإذن الله بكل ماذكرته من صفات ،،، وذلك لان المعلم عندنا ،،، هو ذهب ،،، والذهب كما يعلم الجميع لا يصدأ ولا يبلي ،،، حتي وهو في باطن الارض وهو خام ،،،فهو قادم لول بعد حين.

    كما ويجب علي ان أذكر بلسان الشكر والإمتنان أن أبنائي وهم أطباء ومهندسين قد درسوا علي يد كثير من المعلمين السعوديين ،،، وبالاخص علي يد كثير من المعلمين من آل الملحم من الإبتدائي الي الثانوي ،،،

    لله الشكر والمنة ،،، ان جعلنا بينكم ،،، نتعلم منكم ونعلمكم ،،، ومن أرضكم المضياف أنتشر نور الاسلام ،،، والهداية البشرية.

    اخوك /ابو الشريفة

  5. الإحلال هو سبب إختفاء المدرس السودانى من التدريس بالمدارس السعودية نتمنى من وزارة التربية السعودية إعادة النظر فى هذا الموضوع

  6. الاسلام يأمرنا بحفظ الجميل وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه امر أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور”.
    الانسان السوداني هكذا تركيبته السيكولوجية والنفسية دائما مخلص ومتفاني في عمله وجاد في تعامله اضافة للتأهيل ليس الاكاديمي فقط بل التأهيل الاجتماعي الذي تناوله الاستاذ المحترم الملحم (حافظ الجميل) هذا يدل علة معدن الملحم..الكثير صار يتنكر لهذا الجميل خاصة الجيل الحالي لكن من ينكر دور السوداني في كل منظومات العمل المدني في دول الخليج ولا ننسى لهم الفضل ايضا في حسن تعاملهم واحترامهم للسودانيين وطيب تعاملهم ..وهذه الصفات الجميلات جلبت الينا حساداً يصفوننا بالكسل في الخليج ونعلمهم اشاعوا هذه الاشاعة لأننا مخلصون في عملنا لله وهذه تربيتنا…. النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل بالفضل