مقالات متنوعة

عندما تكتب سوسن…

عندما تكتب سوسن…
مثل كل الرجال يعتقد خطيبي أحمد إنه من غير الممكن أن أمسك بقلم وورقة ، واجلس لأكتب شيئا .. بل إنه يقول إنني لا أجيد حتى إستخدام قلم المكياج.. كلهم يعتقدون إن الكتابة نشاط رجولي فقط ، وكلهم يؤمنون إنهم كاملي العقل وإن نقص العقل الذي لدينا يمنعنا من التعبير .. أخبرته عن أحلام مستغانمي و أجاثا كريستي فقال لي إنهن مصابات بإرتفاع في هرمون التيستيستيرون ( هرمون الذكورة ) وإن أجاثا كريستي كانت تحلق لحيتها كل ثلاثة أيام .. أنتم تعرفون أحمد خطيبي جيدا لذلك لا تعليق على ما يقول لأنه مهما علقت أو قلت سيهزمك في النهاية ، لأنه من الذين زادهم الله بسطة في اللسان … وأعود بكم لآخر مشكلة حدثت وهي مشكلة الكلبة .. غني عن الذكر إنني لا أصدق حرفا من تبريره عن الكلبة التي تحرشت به .. لقد قال لي كلبة عبر الهاتف مع سبق الإصرار والترصد ، ولكن الضغوط من جانب أسرتي بجانب توسلاته جعلتني أسامحه لنعيد المياه لمجاريها… أول سؤال سالته له بعد عودته هو أهم سؤال في الدنيا :
– الدبلة وين ؟
– آ آ آ .. شنو ؟
– الدبلة يا أحمد الرسلتها ليك .. وينها ؟
– أحم شالتها الكلبة…
لمح النظرة في عيني ، فصاح حالفا :
– لكن والله العظيم بجيب ليك واحدة أحسن منها
كان هذا فوق تحملي .. يصفني بالكلبة و ( قلنا ماشي ) يتماسخ طيلة اليوم و ( قلنا عادي ) ، ولكن أن يصل الأمر لأن يعطي دبلتي لكلبة فهذا كثييييير… لذلك تصاعدت كل شياطيني لرأسي وقلت له بلهجة شرسة :
– وين الكلبة دي ؟
وجررته من يده حتى منزلهم ، حيث أشار لكلبة ترقد بإسترخاء في ظل النيمة وعلى ذيلها تلمع دبلتي العزيزة ، وما أن رأت أحمد حتى نهضت بحماس وأطلقت نبحة حب قوية أتبعتها بنبحة غيرة حين رأتني معه .. قال لي أحمد متوترا حين رآني أشمر عن ساعدي :
– سوسن .. ناوية تعملي شنو ؟
وزمجرت كارينا وزمجرت أنا وهجمت عليها .. هاوهاوهاو جررررر طاخ ياع ..دارت معركة رهيبة تبدا من فجر التاريخ ولا تنتهي حتى الآن .. معركة انثى وأنثى من اجل رجل .. مع إختلاف الانواع في حالتنا هذه طبعا.. وأنتهت المعركة .. إنتهت وأنا أمسك بدبلتي وجزء من ذيل كارينا ، وقد تخدشت يدي وسال الدم من كارينا … ونظرت حولي لأجد احمد وامه وإخوانه وجيرانهم كلهم ينظرون لي بذهول ، ولكني لم اهتم ، فقط نظرت لأم أحمد نظرة خاصة لتفهم إنني لست من الفتيات المائعات ذوات الموبايل كما تظن ، وأعجبتني جدا نظرة الخوف في عينيها.. هذا جميل فخطيبة إبنها مجنونة تماما ويمكنها ببساطة أن تهشم رأسها ، وقال لي أحمد وهو لا يدري أين يدخل من نظرات الناس :
– سوسن .. تعالي أوديك الحوادث عشان تاخدي حقنة السعر
أدخلت دبلتي في أصبعي وأشرت للكلبة التي رقدت على الأرض تنزف وقلت له :
– سوق كارينا

د.حامد موسى بشير