مقالات متنوعة

شنباوي وزميل في المواصلات !!

شنباوي وزميل في المواصلات !!
كان شنباوي مُتجهاً من الإستاد إلى بحري بعد أن صرف مرتبه وكان يركب حافلة الشعبية وكان يجلس بجواره شاب أنيق وما إن تحركت الحافلة حتى بدأ الشاب يتحدَّث مع شنباوي..
فقال له: المقاعد ضيقة جداً اليابانيون صنعوها على مقاسهم هم وتجاهلوا أنَّ هذه العربات ستذهب إلى دول أجسام الناس فيها كبيرة وسيقانهم طويلة!!
فاستظرف شنباوي الشاب وردَّ عليه قائلاً: كمان في مقاعد من الصعب الجلوس عليها ومقاعد النص مُتعبة جداً قيام وجلوس.. جلوس وقيام التقول نحنا في لعبة الكراسي!!
فقال الشاب: واللَّه نحنَ الشباب ديل حقنا رايح في البلد دي وظائف مافي وجامعات على الفاضي.. الواحد يقدد عيونو في المذاكرة وفي النهاية الواحد يبقى عاطل وحائم من جهة لجهة بدون فائدة!!
وفجأة دلفت الحافلة نحو اليمين فمال الركاب جميعاً ناحية اليمين واصطدم الشاب بشنباوي بشدة فصاح في السائق غاضباً: يا أخي إنت سائق ليك غنم ما تسوق زي الناس!!
فضحك شنباوي وقال: السواقة فن وما أي زول بعرف يسوق أنا أسوق ليك اللوري زي العربية البوكس يا ابني أنا اتعلمت السواقة وعمري خمستاشر سنة وفي زمنا ما كان في مشاكل زي مشاكل اليوم موية ريحتها عجيبة وكهربة بالجمرة الخبيثة!!
فردَّ الشاب بحماس: دا كلو ساهل يا عم الغلاء العمَّ البلد الحاجة الليلة بعشرة بكرة بعشرين وما في سبب واضح!!
في هذه اللحظة طلب الكمساري الأجرة فحلف الشاب ألا يدفع شنباوي ودفع هو فقال له شنباوي بحياء: كتر خيرك يا ولدي واللَّه البلد لسه بخيرها!!
ووصلت الحافلة إلى المحطة الوسطى ببحري وودَّع شنباوي الشاب ونزل وكان في غاية السعادة فيوم المرتب هو اليوم الوحيد البلقى فيهو شنباوي راحته في الصرف..
ووصل البيت ونادى فوزية فجاءت مسرعة وقالت له: شنباوي صرفت الماهية؟؟
فردَّ عليها ضاحكاً: أيوة والليلة عازمكم على عشوة ما حتنسوها طول حياتكم!!
وأدخل شنباوي يده في جيبه فلم يجد المرتب ووجد الجيب خاوياً وعرف أن الشاب نشله فقال لفوزية بألم شديد: فوزية أنا اتنشلت.. الشاب الكان قاعد جنبي نشلني.. واستغفلني بالكلام وخلاني على الحديدة!!
فردَّت فوزية: مليون مرة قلت ليك الماهية ما تشاور يديك لمن تصل البيت!!
ومرَّت الأيام وجاء الشهر التالي وصرف شنباوي المرتب فوضعه في كيس أسود وأمسك به في يديه ثم جلس في الحافلة في كنبة كاملة وعندما سأله الكمساري يا زول زح للراكب دا عشان يقعد جنبك
ردَّ شنباوي بحزم: المقعد دا كلو محجوز وأنا حأدفع ليك ثمن الشخص الثاني والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين!!

يوميات ساخرة – الوطن
[email]samird4d@hotmail.com[/email]