تحقيقات وتقارير

حينما تضغط واشنطن علي نفسها !!

[JUSTIFY]من المؤكد أن اليوم الذي ستضطر فيه واشنطن لرفع عقوباتها الجائرة ضد الخرطوم سيحل يوماً ما، إذ أنه وجرياً علي الحقيقة المجردة المعروفة أن (لكل بداية نهاية) فإن العقوبات الاقتصادية الجائرة وهي بحق جائرة جوراً بيناً سوف تنقضي بقرار أمريكي يوماً ما كما تقررت بداية.

وسوف يلحظ الكثير من المراقبين حينها، أن هذه العقوبات وكما قررت بغير مقتضي، فقد رفعت بذات المنطق، أيضاً بغير مقتضي!!
ولكي نفهم طبيعة اللعبة، فلننظر الي حيثيات هذه العقوبات فهي ترتكز علي أن السودان مازال يشكل تهديداً جدياً للأمن القومي للولايات المتحدة.

هكذا فقط وفق ما تضمنه خطاب الرئيس أوباما العام الفائت الي الكونغرس ووفق لما جري هذا العام علي ذات النهج والوتيرة.

لا يوجد تفصيل جيد يشير الي وقائع محددة (نماذج لحالات تهديد أمني) مثلاً، لا توجد حقائق مجردة يمكن إحصاؤها بحيث يقتنع كل من يقرأ وثائق الملف هذا بأن الإدارة الأمريكية علي الأقل من وجهة نظرها هي محقة!! وحتي ولو اعتبرنا أن هناك وقائع جدية تهدد أمن الولايات المتحدة القومي فإن من البديهي والبديهي للغاية إلا تجلس واشنطن هكذا ساكنة تراقب تهديداً أمنياً جدياً تهدد أمنها القومي وتكتفي فقط مع خطوة التهديد الجدي- بإيقاع عقوبات اقتصادية!

نحن جميعنا نعلم حساسية الدولة العظمي حيال المهددات الأمنية، بل ومن المأثور عن واشنطن أنها وحال الشك، مجرد الشك فيما يمكن أن يمثل تهديداً لأمنها فهي تفسر الشك لصالح أمنها وتبادر باستخدام القوة.

وقد عرف السلاح الأمريكي علي النطاق الدولي بأنه غاشم إذ يمكن للدولة العظمي أن تفرغ أطناناً من القذائف الصاروخية علي مشتبه به واحد في أقصي ركن من الكرة الأرضية يمسك بمدية أو عصا!!

وعلي ذلك فلو صح أن السودان عبء أمني علي الولايات المتحدة ولهذا تحرص علي إبقاء العقوبات عليه وأن مدة (16) عاماً متواصلة لم تكف لإبطال هذا التهديد الأمني فإن هذا في الواقع يقرأ لصالح السودان وخصماً علي قوة الولايات المتحدة.

فالبون شايع عسكرياً واقتصادياً بين الدولتين والفارق سحيق بينهما.
وعلي ذلك فإن واشنطن في الواقع إنما تخادع وتتوسل بطرق خداعية في هذا الصدد لمعاقبة السودان، ربما خوفاً من جماعات ضغط بعينها أو ربما خوفاً من نهوض هذا البلد وتأثيره في محيطه الإقليمي تأثيراً يصعب احتواؤه.

وهذا الوضع بهذه الطريقة سوف يظل يضغط علي واشنطن بأكثر مما يضغط علي السودان وهو الأمر الذي سيجعل بعد عام أو عامين باضطرار واشنطن للتراجع عن هذه العقوبات لمصلحتها هي، وللمحافظة علي هيبتها قبل أي شئ آخر.

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]