القمة العالمية لطاقة المستقبل تطلق “ثورة سلمية”
وقال الكس إن العالم سيواجه خلال القرن الواحد والعشرين تحديات نضوب مصادر النفط والطاقة الهيدروكربونية إلى جامب تداعيات التغير المناخي، مؤكدا أهمية الاعتماد على الطاقة الشمسية في التغلب على هذين التحديين الكبيرين اللذين يواجهان العالم مستقبلاً.
وكان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان افتتح القمة التي تستمر ثلاثة أيام، بحضور رئيس سيشل جيمس ألكس ميشيل و15 وزيراً للطاقة والبيئة .
ونقلت صحيفة “الحياة” اللندنية عن ألكس قوله أن التوسع في استخدام الطاقة الشمسية بالاستفادة من المساحات الصحراوية الكبيرة، يمكن أن يوفر بين 2020 و2050 جزءاً كبيراً من حاجات العالم من الطاقة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه.
ومن جانبه أكد الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل “مصدر” سلطان أحمد الجابر في كلمته أن القمة العالمية لطاقة المستقبل ستشهد هذا العام حضور نحو15 ألفاً، بزيادة 25% عن العام الماضي، فيما يضم المعرض المرافق أكثر من 300 شركة و20 جهة حكومية.
واعتبر الاهتمامُ بالطاقة المتجددة في غمرة انشغال العالم بمسائل المال والأزمة الاقتصادية التي جعلت عام 2008 عاماً قاسياً، إلى حد كاد أن تفقد تحديات الطاقة المستقبلية أولويتها على الأجندة العالمية، وبرزت شكوك حول مستقبل هذا القطاع نتيجة الافتقار إلى رأس المال وتراجع أسعار النفط، ما طرح تساؤلات حول جدواه ومدى قدرته على مواصلة استقطاب الاستثمارات في مثل هذه الظروف الصعبة.
وأكد أن الطاقة المتجددة لا تزال تتمتع بجدوى مطلقة حتى في ظل الأوضاع الصعبة التي يشهدها العالم اليوم.
وأشار في هذا الصدد إلى ثلاثة أمثلة منها أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهّدَ باستثمار 150 مليار دولار في الطاقة النظيفة على مدى السنوات العشر المقبلة، وصادق البرلمان الأوروبي مؤخراً على قانون يتضمن إجراءات هادفة إلى خفض انبعاث الكربون بنسبة 20% في حلول عام 2020 وبادرت الحكومة الأسترالية إلى تأسيس صندوق ببلايين الدولارات للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.
وأعلن الجابر أن أبو ظبي ستعلن في غضون أسابيع، سياستها الشاملة في مجال الطاقة وتتضمن التزاماً بتوفير ما لا يقل عن 7% من إجمالي إنتاج الكهرباء في الإمارة من مصادر متجددة للطاقة بحلول 2020، ما يمهّدُ إلى إنشاء سوقٍ حجمها 6-8 مليارات دولار خلال السنوات العشر المقبلة تشكل فرصة استثمار كبيرة لشركات محلية وعالمية.
ونوه رئيس سيشيل جيمس ألكس ميشيل بتجربة أبو ظبي في مجال الطاقة المتجددة، وقال إنه على رغم كونها تمتلك خامس أكبر احتياط نفط في العالم فإنها تعمل لتكون مركزاً للتطور والإبداع في مجال الطاقة المتجددة ومثالاً يحتذى على المستوى العالمي. وأكد أن العالم يمتلك التكنولوجيا اللازمة للتطور في مجال استخدام الطاقة المتجددة ويتعين عليه فقط توفير الإرادة لإنتاج الطاقة المتجددة والمستدامة بقوة، وتوفير الاستثمارات لها. وأشار إلى أن إنتاج العالم من هذه الطاقة بلغ حوالى 10 آلاف ميغاواط سنة 2007.
ومن جانبه أكد وزير البيئة الاتحادي في جمهورية ألمانيا سيجمار جبرييل في كلمة بالنيابة عن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن سوق الطاقة المتجددة في ألمانيا والعالم ستكون الأكبر على المستوى العالمي خلال السنوات المقبلة، وأن سوق تكنولوجيا الطاقة المتجددة بلغ في 2008 نحو 1.4 تريليون دولار وسيتضاعف الى 3.1 تريليون عام 2020 ليكون أكبر سوق في العالم.
وقدّر أن حجم سوق التكنولوجيا الخضراء في ألمانيا سيرتفع من 220 مليار دولار في 2008 الى 500 مليار في 2020 لتكون أكبر من سوق صناعة السيارات، مؤكدا الوزير الألماني أن الطاقة المتجددة ستكون أبرز قضايا القرن الحادي والعــشرين، وأن الطلب عليها يرتفع 50% حتى عام 2030، وبينما يصير سكان العالم 9 مليارات في 2050، نصفهم يعيش في المدن.[/ALIGN]