دبلوماسية الموسيقى والغناء الناعمة هل تفتح الأبواب المغلقة ..؟!
أمريكا ترقص في الخرطوم:
المدخل الثقافي دائماً يكون مقبولاً لدى كل الشعوب باعتباره معرفة وتبادلاً حضارياً لا يتداخل مع السياسة ولذلك يتماهى مع الجميع رغم أنه قد يحمل في داخله عوامل استلاب وتطويعاً وتغييراً مجتمعياً، يقول الأستاذ محمد الأمين علي أستاذ علم الاجتماع لآخر لحظة حول علاقات الشعوب وتبادلها الثقافي على خلفية زيارة فريق أميريكي للسودان وإقامته في الخرطوم برنامج لتعليم الرقص «يس أكاديمي سودان»، وذلك بمشاركة أكثر من 100 شاب يجتاز الاختبار لموهبة الرقص عبر ستة مدربين أميريكيين، وهذا البرنامج تم بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام عبر صندوق دعم ورعاية المبدعين ويختتم بحفل استعراضي كبير للمواهب بقاعة الصداقة وبرعاية شركات متعددة.. مما يشير إلى أن أميريكا عبر بعض مؤسساتها بدأت بالتقرب إلى الخرطوم عبر خطوات رشيقة وراقصة وجهتها للشباب في أول برامجها والتي كما يبدو لن تتوقف على الرقص كبداية تبادل ثقافي بحسب قول الأستاذ محمد الأمين الذي حذر من أن أخطر أدوات الغرب هو الاستلاب الحضاري عبر البرامج الثقافية أو ما شابهها من رقص وموسيقى وغناء مثل البرامج التي غزت الفضائيات العربية مثل استار أكاديمي وارب آيدل وغيرها من البرامج التي تسهم في هدم الشباب وشغلهم بكل ما هو فارغ وغير مفيد، مشيراً إلى أن الرقص ثقافة وعادة اجتماعية والسودان لديه رقصاته الشعبية المعروفة وإرثه الثقافي وليس بحاجة إلى أن يتعلم من أميريكا الرقص، لأن أميريكا كمجتمع هي أيضاً خليط لثقافات متعددة جاءت إليها بإرثها وعاداتها المختلفة ولم تتخلَ عنها فكيف لنا أن نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا يقول الأمين ونتعلم رقص الهيب هوب والرقي والراب الأميريكي ولدينا العرضة والصقرية والنقارة والمردوم والكمبلا والجراري وكل هذا الزخم المتنوع من شرق البلاد إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها. وختم بأن نفتخر بما لدينا وليس علينا أن نتكيء على ما لدى الآخرين.
شيخ رزق ودق ناقوس الخطر:
الشيخ كمال رزق إمام وخطيب المسجد الكبير بالسوق العربي لم يفوِّت الفرصة فشن هجوماً ضارياً على هذا البرنامج وانتقد وزارة الإعلام في شخص وزيرها الذي سمح للفريق الأميريكي بإقامة برنامج الرقص الذي اعتبره من مظاهر الفساد لشباب الأمة السودانية وطالب الحكومة بالتدخل وإلغاء هذا البرنامج، وزاد بأن يحاكم وزير الثقافة ويقال من منصبه لأنه خان الأمانة بالمحافظة على شباب السودن من الفساد والضياع، مشيراً إلى أن الشباب السوداني معروف بالنضال والجهاد وهو الذي وقف على مشارف توريت مرفوع الرأس في حربه ضد الغرب والصهيونية التي كانت تدعم الحركة الشعبية ساخراً من من أميريكا التي جاءت للرقص في الخرطوم، بينما هي تمنع في ذات اللحظة شركاتها الأخرى العمل بالسودان وتحاصره اقتصادياً في ازدواجية واضحة وصفها بالكيل بعشرة مكاييل بدلاً من مكيالين، وقال إن ما يحدث هو تواصل للفساد الذي هدّ تماسك الأمة، وقال إن الدعوة إلى مد جسور التواصل بهذه الطريقة الهينة المذلة لا يجب للدولة ووزارة الثقافة والإعلام أن تستمر فيها، فالأجدى لها أن تعمل على الاستفادة من العلم والتقنيات الأميركية بدلاً عن الرقص وهز الوسط والمياعة للشباب السوداني، محذراً من أنها إحدى الخطط التي يعمل عليها الغرب لهدم المسلمين ومحاولة لشق النسيج السوداني من خلال استهداف شبابه بعد أن فشلت كل محاولاتهم ضد السودان .
تقرير: عيسى جديد
صيفة اخر لظة
[/JUSTIFY]