تحقيقات وتقارير

قمة الرياض.. هل تفلح وساطة الكويت بين السعودية وقطر؟

[JUSTIFY]جمع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة ثلاثية في الرياض، بحسب ما أعلن التلفزيون السعودي الرسمي مساء السبت، وتأتي القمة الخليجية التي استعرضت القضايا التي تهم البلدان الثلاثة وتعزيز التعاون بين دول الخليج العربية والقضايا الإقليمية والدولية، دون مزيد من التوضيح، وبحسب تقارير صحفية فإن القمة الثلاثية في الرياض جاءت بعد طلب السعودية من دول الخليج إدانة تصرفات قطر في مصر واليمن، وترجع القضية بأن تأزمت العلاقات السعودية القطرية حتى اشتعلت حرب إعلامية بين البلدين مما حدا بأمير الكويت بالتوسط للتهدئة وتطويق التوتر، وتفيد تقارير إخبارية خليجية أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد قام بجهود وساطة عاجلة ومكثفة لتهدئة الأوضاع المتوترة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، حتى أن أنباء تحدثت عن جهود تبذلها المملكة لإخراج الأخيرة من مجلس التعاون الخليجي.

وتقول تقارير إعلامية بأن مظاهر التأزم في العلاقات القطرية السعودية، انعكست في الحملات المتبادلة، فقد شنت صحف محسوبة على دولة قطر هجوماً على السعودية، وأظهرت شماتة مبطنة بتعرض مركز حدودي لها في حفر الباطن لقصف عراقي، في المقابل ردت صحف سعودية على هذه الحملة بتبني انتقادات لدولة قطر، ونشرت مجلة «المجلة» السعودية غلافاً تصدره هجوم شرس على أبرز شخصيتين غير قطريتين تلعبان دوراً كبيراً في توجيه سياسة قطر الخارجية والإعلامية وهما الدكتور عزمي بشارة والشيخ يوسف القرضاوي، كما كان لافتاً أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد قام بجولة خليجية قبل أسبوعين شملت كلاً من الكويت والبحرين والإمارات ولكنها لم تشمل السعودية، وكان أول المغادرين للقمة العربية الإفريقية التى انعقدت في الكويت الأسبوع الماضي عقب الجلسة الافتتاحية مباشرة.

وبحسب مصادر فإن أمير الكويت اتصل مرتين يوم الجمعة الماضية بالأمير تميم لتهدئة غضبه، وبالتالي مغادرته القمة بسرعة، وما إذا كان هذا الغضب ناجماً عن سوء الاستقبال أو الملاسنة مع بعض رؤساء الوفود المشاركة في القمة، والوفد السعودي بالذات.

أمير الكويت لعب دوراً فاعلاً قبل أربع سنوات في إبعاد شبح صدام عسكري بين البلدين عندما غضبت السعودية من قطر وبثت قناة الجزيرة فيلماً وثائقياً بعنوان «سوداء اليمامة».

ويلاحظ مراقبون أن قنوات الاتصال مغلقة كلياً بين البلدين، ولا توجد أية زيارات متبادلة منذ أن أبعدت السعودية قطر من السيطرة على المعارضة السورية، وإخراج المقربين منها من الائتلاف السوري والإخوان منهم بالذات وتهميشهم كلياً، وخاصة مصطفى الدباغ وأحمد رمضان علاوة على رئيس الإخوان السوريين رياض الشقفة.

الخلاف السعودي القطري انعكس بشكل واضح أيضاً في الأزمة المصرية، حيث دعمت قطر الرئيس محمد مرسي، بينما وقفت السعودية بقوة إلى جانب الانقلاب العسكري ورئيسه الفريق أول عبد الفتاح السيسي. ويعتقد مسؤولون قطريون أن السعودية أقامت تحالفاً مع الإمارات والكويت والبحرين ضدهم، وأن الأمير بندر بن سلطان هو الذي يقف على رأس هذا التحالف، والسؤال المطروح هل ستنجح وساطة أمير الكويت الثانية بين السعودية وقطر مثلما نجحت الأولى؟ ولعل الإجابة ستظهر خلال الأيام المقبلة.

صحيفة الإنتباهة
المثنى عبدالقادر
ع.ش
[/JUSTIFY]