مقالات متنوعة
شنباوي وليلة ساهرة «1»
فنظر اليها نظرة مرهقة وقال لها: كان أنا صبرت أصحاب الديون ما بصبروا والله بقيت ما عارف أودي وشي وين منهم!
فردت عليه مواسية: حسع أمشى اخت ليك الغدا وبعدين اعمل ليك كباية شاي منعنعة تنعشك وتنسيك هموم الدنيا!
فقال لها والهم يعلوه: والله ما عندي نفس لا يحل ولا شاي ولا غيرو .. حا ارقد شوية ارتاح اصلي تعبان جداً..
فردت فوزية: خلاص ارتاح ولما تشعر بالجوع كلمني يا ابوسعد كويس!
فقال لها وهو يلقي بجسده المرهق على الفراش .. إن شاء الله .. إن شاء الله!
ونام شنباوي ولم يستقيظ الا عند العشاء فقام وصلى وحاول ان يأكل شيئاً ولكنه لم يستطع فرقد على فراشه وعيناه تبحلقان في السماء وأصابه أرق شديد وتخيل ما سيحدث له غداً .. عندما يأتي ماراً بخضر الجزار وإمام أهل الحي يصيح فيه غاضباً: شنباوي وين قروشي يا زول .. ديونك كترت .. انت فاكر الجزارة دي ورثتها من ابوك .. يا زول يا تديني حقي يا حا أعرف كيف أخدو منك..!.
فيرد عليه بخجل : يا حاج خضر حقك محفوظ بس أصبر عليّ يومين و..!
وفجأة يخرج حاج خضر من جزارته ويمسك به من قميصه ويجذيه بعنف قائلاً بغضب: انت فاكرني أهبل ولا شنو .. شنباوي هووي شوف زول غيري أضحك عليهو !!
ويحضر حاج أحمد ويخلص شنباوي من قبضة حاج خضر وهو يقول: يا حاج خضر قول بسم الله الزول برضو جارك وحقك ما بيأكلو بس الظروف ملطشة معاهو شوية!
فيرد حاج خضر: قدامك الليلة وبكرة يا شنباوي عليّ الطلاق بالتلاتة ما تجيب قروشي اجيك في بيتك واجيب معاي دفار واشيل عفشك وابيعو قدام عينك .. فاهم يا نصاب !!
وهنا اغمض شنباوي عينيه كأنه يطرد شبحاً يخافه وتقلب في الفراش مثل «العيش الريف» على النار .. وفجأة ظهرت أمامه صورة حاج بابكر صاحب البقالة وهو يصيح فيه غاضباً: شنباوي هووي قربت أقفل البقالة منك ومن الذيك البقرفوا منها بدون حساب ومليم أحمر ما بيدفعو .. يا زول أنا سمعت كلام حاج خضر وبديك برضو يومين وفي الثالث بجيب مع حاج خضر الدفار وببيع عفش بيتك وكان ما تم نبيعك انت ذاتك معاهو !!
وفجأة سمع ود الفكي وهو يصيح: يا ناس الحلة هووي بكرة عفش شنباوي حيتباع في المزاد العلني وقالوا حيحلقوا لشنباوي شنبو الكبير دا على الفاضى ويبيعوه بيع العفش يعني تمام خير أوعى يفوتكم الفيلم الهندي دا والحاضر يبلغ الغائب!!.
يوميات ساخرة – الوطن
[email]samird4d@hotmail.com[/email]