الحكومة السودانية وقطاع الشمال .. المصير والمآل !
فى السياق نفسه أجرى رئيس الآلية الرفيعة ثامبو أمبيكي اتصالاً بالعاصمة السودانية الخرطوم طلب فيه تحديد مقترح لموعد المفاوضات، وتلقى أمبيكي رداً بأن الخرطوم جاهزة للتفاوض فى الوقت الذي يحدده. غير أن سؤالاً مهماً بالقطع سيبرز فى هذا الصدد حول الطريقة التى ستجري بها المفاوضات وما إذا كان قطاع الشمال سيكون هو الطرف الوحيد فى مواجهة وفد الحكومة السودانية، ذلك أن الحكومة السودانية أكدت مراراً وما تزال تؤكد أنها لن تقصر تفاوضها حول المنطقتين على قطاع الشمال وحده باعتبار أن هنالك أصحاب مصلحة حقيقيين من سكان المنطقتين من غير العدل أن يتم تجاوزهم وتترك المائدة للقطاع وحده!
كما أن الحكومة السودانية ترى أن نطاق التفاوض نفسه -موضوعياً- ما ينبغي أن يخرج عن إطار المنطقتين وهي إشارة مهمة بسبب أن قادة القطاع ما برحوا يعزفون على وتر شمول التفاوض لقضايا السودان بأسرها وهو لا يعدو أن يكون (لعبة خلط أوراق) برع فيها قادة القطاع لإيهام المجتمع الدولي أن القطاع يمثل نطاقاً شاملاً للسودانيين، وهي أيضاً خدعة كبيرة من المستحيل أن تفوت على فطنة المفاوض السوداني، إذ أن بقية قضايا السودان مرتبطة باتفاقات رسمية معلنة ومعروفة، فإقليم دارفور مرتبط بمنبر الدوحة واتفاقية الدوحة التى تضم عدداً من الحركات الدارفورية المسلحة المعتبرة.
والشرق لديه هو الآخر اتفاقية سلام معروفة هي اتفاقية سلام الشرق الموقعة فى أسمرا فى العام 2007 وبالطبع ما من منطقة أخرى فى السودان بخلاف ذلك تعيش أزمة تستدعي التفاوض حولها، هذا بالإضافة الى القطاع -مهما كان وزنه فى نظر قادته- وحتى على مستوى المنطقتين غير متفق حوله إذ أن هنالك قوى أخرى تشاركه فى ذات الأطروحات، وغير مرتبطة به، فكيف يتم تجاوز هذه القوى وهي صاحبة مصلحة؟
إن المفاوضات مع قطاع الشمال فى الحقيقة ما هي إلا مضيعة للوقت فإن لم يكن لأن قادة القطاع ليسوا بجادين وأن هدفهم المعلن والمخفيّ هو إسقاط السلطة الحاكمة والحلول محلها، فعلى الأقل لأنّ القطاع لا يعدو كونه (أثراً) تركته الحركة الشعبية الأم وهو يحاول الاقتيات مما تبقى من ما تركته له!
سودان سفاري
ع.ش