تحقيقات وتقارير

« الصف الثاني » في الوطني .. الوقوف على حافة هاوية ..!

[JUSTIFY]كان لاعب فريقي القمة السابق «لعب للمريخ ثم الهلال» بابكر الحلو الملقب بـ «باكمبا» شديد الثقة بنفسه ومعتزاً بفريقه الهلال بصورة غير عادية.. ومما يروى عنه أنه كان يقف على خط الملعب ويطالب زملاءه بالإسراع للدخول لأرضيه الملعب لإلحاق الهزيمة بخصمهم، ونقلت إحدى الصحف أنه قال «انزلوا سريع خلونا نخلص من الحكاية ونغلب الجماعة ديل ونمشي». وفيما يبدو أن قيادات المؤتمر الوطني على رأسها رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر بذات الثقة أو أكثر وهو يعلن ترجلهم وإفساحهم المجال لقيادات الصف الثاني، ليس لقيادة الحزب فحسب بل البلاد في المرحلة المقبلة في إشارة لفوزهم المتوقع في المرحلة المقبلة .

تصريح الطاهر الذي أطلقه في زيارة له للولاية الشمالية ونشرته صحف الأمس حمل إشارات التغيير الذي ظل تتحدث عنه قيادات المؤتمر الوطني ونقل بشارات للصف الثاني بالحزب بإتاحة الفرصة لهم، مع أن الطاهر أعلن أن تنحي الكبار ليس لأي سبب سوى عامل السن ما يعني أن الحزب بات مضطراً للتغيير لكن المهم في الأمر هو مشقة مسيرة خلفاء الرئيس، النائب الأول علي عثمان ومساعد الرئيس د.نافع علي نافع ورئيس البرلمان وآخرين – حال تحقق حديث الطاهر – لجملة من الأسباب أولها طول فترة حكم القيادات الحالية، وهو الأمر الذي أشار إليه رئيس البرلمان ضمن تصريحاته، ثانياً قلة الفرص التي أتيحت للشباب في الحكومة وهو الأمر الذي فطنت إليه الحركة الإسلامية مؤخراً فأماناتها التي تتجاوز العشرين نحو 70% منها أسندت للشباب، ثالثاً وجود الكبار في كافة المستويات التنظيمية ور التنفيذية «تجد وزيراً يتولى أمانه في الوطني وفي ذات الوقت يتمتع بعضوية البرلمان بجانب عضويته في عدد من المؤسسات»، ثالثاً عدم قدرة قيادات الصف الثاني في الظهور بالشكل اللأئق في الحكومة مثل خروج وزيرة الدولة سناء حمد من الوزارة، بل والتسبب في إضعاف شراكة حزبها مع حزب آخر بعد الصدام الذي وقع في وزارة الإعلام بينها والوزير مسار «حزب الأمة الوطني»، وحتى من برزوا وتكاد تضعهم في مصاف قيادات الصف الأول مثل حاج ماجد سوار تم إيقاف قطارهم.

والملاحظ أن عدداً من المسؤولين الذين من الممكن تصنيفهم ضمن قيادات الصف الثاني – على الأقل بحكم السن- تجدهم تولوا مناصب دستورية لفترات طويلة تجاوزت الدورتين «ثماني سنوات»، وقد حسمهم وزير الكهرباء أسامه عبد الله ووالي شمال كردفان أحمد هارون ووزير المعادن كمال عبد اللطيف وآخرون، وفي ظل استمرارهم مابعد الانتخابات فهذا يعني سلوكهم ذات الطريق الذي مضت فيه قيادات الصف الأول و هو «التعمير » في المنصب.

لكن قيادات الصف الثاني التي سيفسح لها المجال في المرحلة المقبلة ستجابه بحزمة من التحديات أولها ورطة تأثر بها حتى قيادات الصف الأول وهو «تلاحق الكتوف»، فبعد خروج الترابي أو إخراجه – سيان- ظهرت الندية بين كافة القيادات، وقد ألمح من قبل د.قطبي المهدي لذلك، فالإيمان بعدم وجود فارق في الخبرة السياسية والدربة التنظيمية أثر على مسيرة المؤتمر الوطني وليس ببعيد من ذلك حالة التململ التي اعترت د. غازي حتى خرج وأسس «الإصلاح الآن» وثاني التحديات هو مضي قيادات الصف الثاني خاصة من الشباب في ذات طريق الكبار من خلال التمتع بعدد من المناصب وإن كانت صغيرة، فحتى من يتولون مناصب على مستوى شبابي تجدهم على سبيل المثال في الاتحاد الوطني للشباب وفي ذات الوقت في المؤتمر الوطني أو في الأخير، وفي ذات الوقت في البرلمان، وسبق للرئيس البشير في لقاء مكاشفة خاص مع شباب حزبه احتضنته قاعة الشهيد الزبير قبل سنوات قليلة، إبان رواج تصفية الشركات الحكومية، واجههم الرئيس بالقول «إنتو ذاتكم في الشركات دي ذاتها حتى أن بعضكم عمل زوجتين و ثلاثة». التحدي الثالث هو الاتهام المتكرر لقيادات من الصف الأول بالمركز بتحكمها على مقاليد الأمور في الولايات التي ينحدرون منها، على سبيل المثال وزير الثروة الحيوانية فيصل حسن إبراهيم الوالي السابق لشمال كردفان والوزير الولائي السابق، فحتي وقت قريب كانت مجالس عروس الرمال تنعت مجموعة داخل الوطني هناك بعبارة «تيار فيصل»، وذات الأمر ينسحب علي أسامه عبد الله في الشمالية بدخوله في صراع معلن مع الوالي السابق ميرغني صالح حتى غادر الأخير المسرح، وحديث عن صراع خفي في إطار الندية وعلو الكعب في الشمالية مع القيادي الباشمهندس الحاج عطا المنان، وهو أمر متداول على نطاق واسع في أوساط الإسلاميين..

ومع كل هذه التقاطعات فإن الوطني جزم بانتهاء زمن الترضيات والمزايدات السياسية، لكن تبقى العبرة في إحداث الإحلال والإبدال إبتداءً من الحكومة المرتقبة لتهيئة رجال الصف الثاني لتولي المهمة.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : أسامة عبد الماجد
ت.إ
[/JUSTIFY]