منوعات

زاهر بخيت الفكي : في شنو خلاك تستقيل ؟

[JUSTIFY]مقال نثرته عبر بلا أقنعة الأسبوع الفائت فيه سألت الأخ بدر الدين محمود بالعدول والتريث في تقديم استقالته بعد إقراره واعترافه بفشلهم الذريع في الدفع بعجلة الاقتصاد السوداني الى الأمام، كتبت ساخراً عن هذا الأمر ورجوته متسائلاً ومتعجباً لماذا الاستقالة ولا سبب يدعو لها والفشل
أصبح سمة تلازمنا أينما حللنا وبها نوصف ولم نشهد حالة من حالات فشلنا المستمر عاقبوها أو عاقبت نفسها بالاستقالة سوى المرحوم المهندس عبدالوهاب محمد عثمان ولم تُقبل منه أصلاً رحمة الله عليه..
سألته متعجباً خائف أن يقيلوك..
لم يقيلوه..
ولم يستقِل..
وقد كانت الترقية لمن اعترف بالفشل في إدارة بنك وهو نائب فقط لم يصل بعد الى أن يكون مديراً لبنك السودان أن نصبوه وزيراً لمالية السودان المنهكة العليلة التي لم يستطع القائمون على أمرها من أن يعيدوا اليها ما فقدته من عافية رغم الجراحات القاسية التي أجروها ورغم المسكنات والضمادات وما تعاطته من جرعات أخرى، مكافأة له لما اعترف به من فشل وكما قرأت ما سيحصل حسب ما لدينا من حالات تشبه حالته كنا نحسب أن نراها معنا في الشارع بلا منصب وقد تكررت الإخفاقات وكالعادة كانت الترقيات الى مناصب أعلى وأسمى.. لك الله يا وطني العزيز..
تستقيل!!!
كيف تستقيل؟
في شنوا.. خلاك تستقيل؟
خائف يقيلوك…
ده المستحيل..
جائز.. يرقووك..
لي أعلى منصب يرفعوك..
أو ينقلوك..
لي أي بنك من البنوك..
بس ما بفصلوك..
لسة بدري على الرحيل..
لى أعلى منصب يرفعوك..
وهذا ما حدث وبالضبط وقد تبوأ واعتلى سُدة الاقتصاد في بلادي، منصب يتوق له كل من له علاقة بالاقتصاد ليُجرب فيه ما تعلمه في سابق أيامه.
العالم من حولنا يخطو للأمام مُسرعاً ونحن نتلكأ في المضي قُدماً ونسرع في الرجوع الى ماضٍ سحيق كنا نحسب أننا قد تجاوزنا محطاته وبدأنا نحسب أننا قد اقتربنا من المقدمة؛ لكن وجدنا أنفسنا وقد تزيلنا العالم وفي كل شيء ويصعُب اللحاق به وقد سارت به التقنية وما استجد
فيها الى أمكنة عصىٌ علينا وصولها…
أيها الناس نحن من نفرٍ عمروا الأرض حيثما قطنوا..

صحيفة الجريدة
ع.ش[/JUSTIFY]