تحقيقات وتقارير

الولاة .. والنوم على عسل البقاء

[JUSTIFY]انقضى عهد من تاريخ سياسي حافل بعد مغادرة لاعبين من طراز رفيع، وإن كان هذا التقييم معرضا للتباين في أفهام وفلسفة من يمتهنون العمل السياسي، وجيل جديد هبط براحلة ربما تشهد حقبته واقعا آخر أسخن في ديربي المنافسة السياسية المحمومة.

نافع صاحب أكثر التعبيرات السياسية حدة وخشونة سيهدأ وينقطع سيل حديثه الذي دائما ما ترك الملعب يرتج ويمور، خط دفاع الإنقاذ الأول غادر تاركا آخر التصريحات المحبطة بعدم إزاحة أو تغيير ولاة الولايات بعد أن قطع بعدم حدوث تغيير في حكام الولايات لكونهم منتخبين. الحديث ترك دويا هائلا وسط المتفائلين بأن التغيير الذي بدأ لا محطات له وأن سيله الكاسح سيقتلع الجميع بلا استثناء خاصة حاملي بطاقات الشرعية الجماهيرية. بيد أن عودة الدكتور نافع مرة أخري للقول بأن تغيير الولاة يتم لظروف معينة تفتح آمالا عراضا أمام المتطلعين لرؤية ولاة وحكام جدد لولاياتهم التي ظلت ترزح وتعاني طوال الفترة التي أعقبت الانتخابات ومرت فترة السنوات الخمس التي تقارب على الاكتمال بطيئة ومتعثرة ومبتسرة لواقع تحقق الشعارات الانتخابية التي حملها أولئك الحكام في ولاياتهم.

طيف واسع من ناخبي الولايات بدأوا يراجعون موضع أصواتهم بعد أربع سنوات من الحكم. الولايات على كثرتها ضعيفة ينعق فيها بوم الخواء الاقتصادي والفراغ المالي والانتاجي، ولايات في شرق السودان أعياها تبلد أفكار الحكام ومحاصصات الحكم، في الوسط والجنوب تكابد الولايات للعودة إلى فردوس الانتاج المفقود، أما ولايات الغرب فقد أعياها الصراع من أجل الحكم وماعاد الكرسي يسع الجميع، وولايات الشمال تتطلع لتغيير يقلب طاولات ظلت بلا حركة وضربها السكون والانتظار.

مراقبون فسروا خطوة التراجع عن الولايات بالمحطة الأخيرة ليصبح التغيير ذا سعة لا يتجاوزها باعتبار أن التصريحات السابقة لحزب المؤتمر الوطني أكدت أن التغيير سيشمل جميع المستويات.

ويرى المراقبون أن خطوة الإبقاء على الولاة بهذه الوضعيات ربما تفقد المؤتمر الوطني الكثير خاصة وأن معظم الولايات تشهد سخطا كبيرا وربما تؤدي بالولاة لمزيد من تكريس السلطة في أياديهم والنوم على عسل البقاء.

صحيفة اليوم التالي
حسن محمد علي
ع.ش[/JUSTIFY]