رأي ومقالات

التشكيل الوزاري.. نصيحة لوجه الله !!

[JUSTIFY]ربما ظن بعض الناس من المتابعين أو المهتمين بالشأن السوداني في الداخل والخارج أن التشكيل الوزاري نسخة 2013م هو من أفضل التشكيلات التي خرجت بها الإنقاذ.

ويؤكدون ذلك بأن التشكيل الماثل أمامنا قد أخرج بعض القيادات التي كانت حجر عثرة في وجه أي إصلاح أو رتق لفتق السودان الذي حدث في سنوات الإنقاذ التي أوشكت أن تتجاوز ربع قرن من الزمان.

فريق آخر قد لا يعجبه هذا التشكيل لأنه أبقى على بعض القيادات التي يظن أنها أولى بالمغادرة، إلى درجة أنه ربما ظن أن مفردة مغادرة منها قدر كبير من المجاملة والمداهنة وكان يجب أن تحل محلها الطرد أو الإبعاد.

وثمة فريق آخر بلا أدنى شك لا هو من هؤلاء ولا من أولئك، لأنه يظن أن من خرج ما هو إلا أحمد ومن بقي ما هو إلا حاج أحمد.. ولو انقلبت الصورة فخرج الذين بقوا أو بقي الذين خرجوا فهي ذات الصورة وذات الإنقاذ.. ولا جديد بالرغم من كل ذلك فهناك فريق رابع!!.

هذا الفريق الرابع ربما يتكون من شخص واحد أو إثنين أو ثلاثة.. وإن زاد فلن يزيد كثيراً..

إن الذي لا شك فيه أن تشكيلات الإنقاذ الوزارية تنعدم فيها الرؤية تماماً.. وأن التشكيل حتى وإن جاء من داخل المكتب القيادي أو من داخل أعلى هياكل المؤتمر الوطني، أو حتى من أعلى مراكز الحركة الإسلامية لا يزيد على كونه تغميشاً.. والتغميش معروف في الفلسفة وفي مفردات المفكرين وأهل الرأي.. لقد قدمت للإنقاذ عشرات النصائح ورفعت إليها مئات الرجاءات وأعداد لا يستهان بها من المبادرات، والتقت بعشرات بل مئات من العلماء في لقاءات مكتبية ولقاءات ديوانية.. وكلها تدور حول ضرورة إقدام الإنقاذ بجدية على تطبيق الشريعة في مستوياتها المختلفة.. التشريعية والتنفيذية والسلوكية في مجالات الاجتماع والاقتصاد والسياسة والأسرة والمعاملات وغيرها.

صحيح أن مقدمي المبادرات وشهود هذه اللقاءات لم يتابعوا مبادراتهم واقتراحاتهم.. ولم يستمروا في ملاحقة التطبيق والتنفيذ.

إلا أن هذا لم يعف الإنقاذ من إحجامها عن تقديم أية بادرة ولو من باب إبداء حسن النية حول الاستجابة للتطبيق.

إن الإنقاذ ما زالت تغزل شعراً حول الشريعة ولا تزيد على الحب الأفلاطوني والجدل البيزنطي اللذين لا يقدمان شيئاً مهما تطاول الزمن.. ولا يحققان شريعة ولا يمكنان لدين.. إن الجدية في التطبيق يعدو ظاهرة في الشخصيات المرشحة والممتازة، وذلك من باب إعطاء القوس لباريها، ووضع الحصان أمام العربة، وكل الأمثلة والشواهد التي تضرب في سائر اللقاءات لبيان الجدية.

إن الدليل على إحجام الإنقاذ وعدم جديتها حتى الآن في تحقيق أحلام الملايين وطموحات الأمة في تحقيق الشريعة، هو أن هناك أسماء رشحت للوزارة أكثر من مرة أو مرتين.. وعلمها الكثيرون.. وأنا شخصياً ظللت أتشكك في جدية الترشيح وفي استحالة التنفيذ، لأنني أعلم علم اليقين أن هذا الشخص في أي مكان وضع فلن نرى غير الشريعة تمشي على قدمين.. وبقدر ما كنت أصدم في كل مرة إلا أنني لم أكن أتوقع غير هذه النتيجة.

إذن فلا في السياسات ولا في الرجال لا نرى أثراً يدل على إقدام الدولة على إقرار دستور إسلامي يسد خلة أهل السودان، وينشر بركته على ما سواه من البلاد والأوطان.

دعونا نبعد عن التكهنات.. والأسهاب في تعاطي الشائعات.. ونقدم هذه النصيحة لأهل الإنقاذ .. أعني لأهل الحكم منهم.. لأننا جميعاً.. من أهل الإنقاذ.. نقدمها خالصة لوجه الله تعالى.

إنني أخشى ما أخشاه أن تدور الدائرة على الإنقاذ وعلى أهل الإنقاذ.. وأنا منهم قبل أن نخط أو نضع لبنة واحدة من أساس الشريعة، فتبقى في وجوهنا وفي تاريخنا سبة إلى يوم القيامة.. ونخرس السنتنا مع أعداء الإسلام الذين لا يجدون هذه الأيام أفضل من تعييرنا بإعراضنا عن الشريعة، ويصفوننا بأفظع الأوصاف وينعتوننا بأقبح النعرت.

ربما ظن بعض الناس أني أبالغ في كلامي هذا، وأن أعداء الإنقاذ الذين يتصيدون أخطاءها وسقطاتها يعفونني من النعوت والأوصاف والقبائح والزمائم التي يلصقونها بالإنقاذ.

بل هم في واقع الأمر يجدون لذة ومتعة تفوق المتعة واللذة التي يجدونها في توجيه ذات النعوت والألفاظ للدستوريين وأصحاب الياقات المنشأة- كما يقول الفرنجة.

ليس ذلك وحده هو السبب الذي يدعو أهل الإنقاذ إلى سرعة الإقدام على تطبيق الشريعة، فالذي تدور عليه الدائرة لن يكون خوفه من المثول أمام الشامتين والمبغضين.. بل خوفه من يفضي إلى رب الشريعة، ومن يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.

صحيفة آخر لحظة
رأي: سعد احمد سعد
ت.إ[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. لا شك عندي في صدق نوايا الكاتب ولكن ما هو واقع يؤكد بان الانقاذ وظفت اشواق السودانيين لتطبيق شرع الله، بغرض الكسب السلطوي وتمكين الموالين واقصاء المناوئين، قد أدى ذلك في نهاية المطاف الى التدين الشكلاني للمجتمع. فقد ارتدت الفتيات الحجاب وفلق الرجال جباههم بغرة السجود وتقصير الثياب والتزام قاموس (نحسب وابتلاء وهي لله)، بينما الممارسة السلوكية للفتيات لم تقلل من عدد اللقطاء ولا التجربة العملية منعت الفساد من الوصول الى مواطن العفة في المجتمع حيث استشرى الفساد بديوان الاوقاف والزكاة والحج والعمرة، دع عنك بقية المؤسسات الديوانية التي لا يقوم عليها أعلام من دعاة الشريعة. القمع والقتل والتزوير والكبت الاعلامي وقطع الارزاق وتولية الفشلة والجهلة واقصاء الاكفاء واحتكار السلطة، بزعم تطبيق شرع الله جعل الناس تفرق بين شرع الله وشرع الانقاذ. فمن اراد شرع الانقاذ فليغدق عليها النصائح وما هي بمستجيبة الا لما يرسخ سلطانها ومن اراد شرع الله فليواجهها بتبيان مخالفتها لشرع الله وانتهاجها نهج كل المستبدين الهالكين، وهل من رئيس يبقى لربع قرن ويطلب المزيد لاقامة شرع الله .. انها شريعة الانقاذ

  2. دعو الشعب يأكل ويشرب ويتعلم ويتعالج ويعيش كبقية شعوب الارض ثم فكروا فى تطبيق الشريعه اتودون تطبيقها عن شعب جائع ايها المعتوه