رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : «ملحدون» لكنهم مهزومون بالتوعية والمناظرة

[JUSTIFY]يبدو أن أهم ما رشح في الأخبار أمس هو خبر أبرزت عنوانه بعض الصحف يتحدّث عن أن مجموعة من السودانيين «ملحدة» لا تؤمن بوجود الله عز وجل، رغم أنها تبصر في أنفسها «وفي أنفسكم أفلا تبصرون»؟.. الآية. ولا تفهم مؤشرات كتاب الله: «عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يديرك لعله يزكّى أو يذكرّ فتنفعه الذكرى». ولا تستحضر حالات غيبية في الكون تحدث مثل عمل «السحر» الذي يقوم به «إنسان» مخالف للشرع، فالسحر غيب وليس شهوداً. ولا نتحدّث عن بلاغة القرآن الكريم إذا كان الملحدون في كل العالم ليسوا من الناطقين باللغة العربية وبالتالي ليسوا من المتنكهين بنكهتها البلاغية التي لم يتنطقها حتى العرب أنفسهم قبل الإسلام بل حتى شعراءهم الأفاصح.

لكن هل حكاية «الإلحاد الساذج» هذي غريبة على الساحة؟! كلا، ففي حوار مع أحد أبرز الخارجين من الحزب الشيوعي أجراه معه كاتب هذه السطور عام 2003م في صحيفة «الأزمنة» التي جاءت كصحيفة يومية سياسية كبديل مُمَوَّه لصحيفة «رأي الشعب» التابعة للمؤتمر الشعبي بقيادة الترابي بعد إيقافها. قال الخاتم عدلان «رحمه الله» إنه خرج من الحزب الشيوعي لأنه رأي أن الماركسية ما عادت منتجة للمعرفة، وحينما سألته أين الماركسية في برنامج الحزب الشيوعي المطروح حيث لا إلحاد ولا دكتاتورية بروليتاريا ولا إلغاء ملكية ولا تأميم، أجابني قائلاً: «للأسف كلامك غير صحيح، فإن في الحزب الشيوعي يبقى الإلحاد في دائرة ضيقة، وهم يضمرونه في المستقبل إلى حين القضاء على التخلف والرجعية».. إنتهى. والمقصود بالتخلف والرجعية هنا طبعاً الطائفية والحركة الدعوية إلاسلامية والنشاط الكنسي قبل انفصال جنوب السودان والرأسمالية ومشروع حزب البعث القطري بشقيه العراقي والسوري.. و.. و…و.

لكن السؤال من الناحية الذهنية هل هؤلاء الملحدون أذكى من المسلمين بالفطرة أو بالفكرة؟! طبعاً كلا. فإذا أخذنا أيضاً إثبات وجود الله من الناحية الرياضية مثلاً، فنجد أن الأرقام لا تبدأ من رقم معين ولا تنتهي إلى رقم معين. فنحسبها هكذا:«مما لا نهاية سالب 3 سالب 2 سالب 1، صفر،1.2.3، إلى ما لا نهاية؟!» بهذا المنطق مثلاً فإن الله هو الأول والآخر.

وإذا درسنا تاريخ الأنبياء فإننا نجد من الناحية التأريخية القصص التي صاغها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم دالّة بقوة على حقيقة الغيب. إن الدجالين مثلاً يدّعون علم الغيب وينشرون بين أتباعهم المغفلين أنهم يأتون بما لم يأت به الأوائل، لكنها في الحقيقة ليس إلا أساطير الآخرين الدجالين المنجمين والأبراجيين الذين يصيغون تنبوءات الأبراج التي تنشرها بعض المواقع والصحف. لكن سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.. معلوم النسب.. ومنظور الأدب ومشهود استحالةالكذب «صلى الله عليه وسلم» لم يقل إني أعلم الغيب. فهو يقول لا أعلم الغيب ولا أملك للناس ضراً ولا نفعاً ولا رزقاً ولا حياة ولا موتاً. ولا يهب للعقيم الولد، ولا يحول البنت إلى ولد.

ولو قال كل هذا لما اعتنق دينه الخاتم والأخير والذي يمثل نهاية التاريخ الديني أكثر من مليار ونصف المليار، فهو الدين صاحب الأغلبية البشرية الآن.. إذا استثنينا الصينيين والهندوس والسيخ والوثنيين في إفريقيا. ولا أعجب من إلحاد غير الناطقين باللغة العربية لأنهم لا يستطيعون تذوق الأسلوب القرآني الذي أوحاه الله إلى رسوله وخاتم رسله صلى الله عليه وسلم. لكن أعجب لصاحب اللسان العربي أن يخرج من الإسلام أو ألا يدخل إليه من دين آخر، دعك من أن يكون ملحداً بالمرَّة. إن المناظرات مهمة جداً لإثبات وجود الله وإثبات أن الإسلام حق أمام المغفلين الذين يتعرضون لعمليات تغبيش في الوعي.

وإذا كان لا بد من زيادة الدعاة، فلا بد أيضاً من أن تهتم دولة المشروع الحضاري وغيرها من الدول المهتمة بأمر الدعوة بزيادة المناظرين. لا بد من لقاء الملحدين ولو في السر لمناقشتهم وإثبات أنهم أغبياء جداً إذا كانوا من الناطقين باللغة العربية أو لم يكونوا.. فهم سواء في بعض المؤشرات الكونية. مثل السحر والطب والفلك. وإذا كان في البلاد هيئة علماء للمسلمين ومجمع فقه إسلامي وهو ما أتى رئيسه بتجديد خبر جماعة سودانية ملحدة فلا بد إذن من هيئة مناظرات تستقطب المناظرين لتوعية الناس بالحقائق الكونية التي تدحض أصحاب الخيال البليد جداً. ولو لم يكن من سبيل إلى اللقاءات المباشرة فإن الهيئة يمكن أن ترد على كل ما قاد البعض من المغفلين إلى الإلحاد. والإلحاد يعني إباحة الزنا وشهادة الزور والسرقة وعقوق الوالدين وإدمان المخدرات وتحرير المرأة من أحكام الإسلام وما إلى ذلك من أفظع المنكرات. فهل يمكن أن تتحرّك الدولة لاحتواء هذا الخطر الفكري قبل أن يصبح السودان من الدول المصدّرة للإلحاد؟! إننا نعلم من هم هؤلاء الملحدون المغفلون تماماً، ولا داعي للإشارة إليهم هنا، وعليهم أن يواجهونا للنقاش فإننا مستعدون.. لو كانوا قادرين.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. هذا ديدن التعاس وجماعاتهم في الحزب الوثني..الاسلام الحق من ربنا ومحمد صلي الله عليه وسلم رسولنا من شاء فليمن ومن شاء فليكفر…
    من انتم لتحاسبوا هذا و تكفروا …خلونا في اللصوص والحرامية… لماذا لا يستطيع هؤلاء العيش بدون عداوات؟؟؟؟؟؟؟

  2. [SIZE=4]طبيعة الاشياء تحتم من وجود صانع لها..اماانهم يريدو ان تكون لهم بعض الشهرة…او انهم غرر بهم….اللهم اهدنا اجمعين……[/SIZE]