تحقيقات وتقارير

«أبيي » .. بين سندان الرئاسة ومطرقة ولاة جنوب وغرب كردفان

[JUSTIFY]يقول بروتوكول أبيي الموقع بضاحية نيفاشا بكينيا في 26 مايو 2004م ، تمنح أبيي وضعاً إدارياً خاصاً تحت رعاية رئاسة الجمهورية وتدار بواسطة مجلس تنفيذي محلي ينتخبه سكان أبيي.

جاء في فقرة الإيرادات المالية وفقاً لقسمة صافي عائدات بترول أبيي يكون نصيب حكومة الوحدة الوطنية وقتها 50% ونصيب حكومة جنوب السودان 42% و 2% لبحر الغزال و 2% لغرب كردفان آنذاك و2% محلياً لدينكا نقوك و2% محلياً للمسيرية.

ينص البروتوكول على أن تقدم الحكومة المساعدة لأبيي من أجل تحسين حياة سكان أبيي بما في ذلك مشاريع التنمية والعمران بالإضافة للإيرادات المالية الإضافية مثل العائد القومي والضرائب بجانب نصيبها من الصندوق القومي للإعمار والتنمية وكذا صندوق جنوب السودان لإعادة الإعمار والتنمية وينشيء المجلس التنفيذي صندوق أبيي لإعادة التوطين والأعمار والتنمية وينشيء المجلس التنفيذي صندوق أبيي لإعادة التوطين والإعمار والتنمية وإنشاء إدارة أبيي لتنفيذ برامج الإعانة وإعادة النازحين وإعادة التوطين وإعادة الدمج وإعادة التأهيل ويجوز للصندوق أن ينشيء وكالات متخصصة، حقيقة أنها وعود براقة يسيل لها لعاب المواطن المسكين الذي لم يقبض سوى الريح.

الواقع أن كل هذه الوعود التي تبشر إنسان أبيي بأنه سيجد التنيمة والإستقرار والتعايش بين المسيرية ودينكا نقوك ، كما في السابق ولكن هيهات !! وواقع الأمر أن كل هذه المستحقات بموجب بروتوكول أبيي ذهبت أدراج الريح. وظل إنسان أبيي يكابد العطش والجهل والمرض والجوع بينما المسؤولين من أبناء المسيرية يتصرفون في نصيب المسيرية الـ 2% من عائدات البترول لهم ولذويهم دون وجل أو خوف حتى من الله عز وجل.

حقيقة الأمر- أن الرئاسة أو القصر ظل يصرف بسخاء من أجل تنمية المنطقة وإنسان المنطقة وأعنى بالمنطقة منطقة أبيي ولكن بكل أسف أن هذه الأموال الطائلة ضلت طريق التنمية والإعمار وذهبت إلى جيوب أفراد مقربين من المتنفذيين من المسيرية والمنبطحين وظل المواطن في ديار المسيرية يئن من وطأة الظلم الذي لحق به من بني جلدته وظل يئن بين مطرقة والي جنوب كردفان عمر سليمان الذي أنشأ صندوق تنمية القطاع الغربي الذي جاءت إدارته وكأنها تريد تصفية حسابات سابقة مع السكان المحليين لأبيي من المسيرية الحمر.

بالرجوع لمكونات إدارة صندوق تنمية القطاع الغربي أن عدد أعضاء إدارة الصندوق بلغ سبعة وخمسون فرداً ومعظمهم من أصحاب الخطوة من أهل الدستوريين من المسيرية وذهبت أموال الصندوق إلى جيوب آخرين ومدن وقرى لا علاقة لها بأبيي وعلي سبيل المثال- أن رئيس الصندوق بدد الأموال في «شوارع زلط» بالفولة وصيانة مدارس بلقاوة وكورسات لطلاب الشهادة السودانية بينما سكان أبيي الأصليين من المسيرية يعانون من العطش والمرض والجهل كأنهم في العصر الحجري.

كل هذا الظلم والجور كان في عهد الوالي عمر سليمان آدم والذي لا نشك أبداً في نزاهته وعفة يده ولسانه وإحترامه للآخر مهما كان شكله ونوعه نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته ويجزيه خيراً.

ثم جاء عهد مولانا أحمد هارون وفتح عضوية إدارة الصندوق لتشمل كل إنسان جنوب كردفان نوبة وحوازمة ومسيرية جلابة وجميعهم لا علاقة لهم بأبيي وإنسان أبيي يبحث عن جرعة ماء تطفئ الظمأ بينما الدكتور رئيس الصندوق وأعوانه يمتطون العربات الفارهة واستأجروا العمارات في أرقى أحياء العاصمة القومية( حي المنشية) وإشتروا العربات الفارهة لهم ولذويهم الذين تم إختيارهم للعمل في إدارة الصندوق.

أخيراً تحرك القصر الرئاسي وأصدر قراره بحل إدارة الصندوق علي أن تؤول إدارته لإشرافية أبيي بقيادة الخير الفهيم المكي الذي وجد عنتاً ومشقة في التسليم والتسلم بحجة أن الوالي أحمد محمد هارون لم يصدر قراراً بذلك، سبحان الله الوالي ذات نفسه يتبع للقصر فكيف لا ينفذ أوامر القصر؟!.

إستبشرنا خيراً بحل لجنة إدارة صندوق تنمية القطاع الغربي ولكن بكل أسف تمخض الجبل فولد فأراً، حيث أننا لم ننج من تدخل الولاة فإذا بالجنرال أحمد خميس بخيت يسير علي درب سابقيه عمر سليمان وأحمد محمد هارون ويصدر قراراً بتشكيل مجلس إدارة جديد برئاسته أي تحت رعايته مخالفاً لذلك بروتوكول أبيي الذي ينص بتبعية أبيي لرئاسة الجمهورية وبالتالي أن مثل هذا القرار يجب أن يصدره الفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية.

حقيقة كما يقول المثل الدارجي السوداني(جاء يكحلها عماها) لذا نجد أن معظم الأعضاء الذين أتى بهم الجنرال خميس أو الخير فهيم لا أدري من خارج صندوق دائرة أبيي المعنية والتي تقع في الخط 10-10 شمال أبيي المدينة .

أقول للأستاذ الخير الفهيم المكي رئيس إشرافية أبيي إن كنت تريد أن تنجح في مهمتك هذه أو إدارة ملف أبيي الذي أوكل إليك بقرار جمهوري أرجو أن تسند هذا الأمر لأصحاب المصلحة الحقيقية من السكان فلا داعي للمجاملة بحقوق المواطنين وأقول للسيد الوالي أرجو أن ترفع يدك من هذا الصندوق لأنه بنص بروتوكل أبيي يتبع للقصر الجمهوري والآن المسيرية دخلوا البحر أي منطقة أبيي المنتازع عليها وعن قريب سوف تبدأ المشاكل بسبب الماء والكلأ وبعدها يكون إشتعال النار والذي هو من مستصغر الشرر.

وأخيراً وليس بآخر نقول للأستاذ/ الخير الفهيم أسمحوا للمنظمات الأجنبية والوطنية بالعمل في المنطقة حتى يساهموا في توفير المياه الصالحة للشرب والعلاج والتعليم إن أمكن ذلك وعما قريب سنتناول الأسباب التي أدت إلى التفلتات الأمنية بالمنطقة ومن الذي من ورائها من المتنفذين والمنبطحين كما يقول المهندس الطيب مصطفي جزاه الله خيراً، وأيضاً سيكون لنا حديث عن الذين يأوون أفراد التمرد من الحركات المتمردة بدارفور وكذلك الذين شاركوا في تأسيس بؤرة التمرد الأول بديار المسيرية(شهامة) وهم الآن يتسلمون السلطة في حكومة المؤتمر الوطني.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]