[JUSTIFY]
ذكرت صحيفة «سودان تربيون» أمس، أن قياديين بارزين من حزب الحركة الشعبية الحاكم بدولة جنوب السودان قد انسحبوا من اجتماع مجلس التحرير الوطني أمس الأول بعد أن اتهموارئيس الدولة ورئيس الحزب سلفا كير ميارديت بالانحراف عن روح الحوار، وبحسب المصدر أمس فإن أعضاء كباراً في الحزب في أعلى الجهاز التنفيذي والمكتب السياسي من ضمنهم الدكتور رياك مشار نائب رئيس الحزب وأعضاء مجلس التحرير الوطني أعلنوا أن الرئيس سلفا كير لم يقدر بادرة الحوار البناء حول الديمقراطية في الحزب. وكان مشار ومجموعته قد حضروا الاجتماع الأول وشاركوا في المداولات بشأن الوثائق الأساسية التي تضمنت البيان والدستور إلا أن نائب الرئيس مشار قال إن تصريحات سلفا كير خلال الاجتماع قد انحرفت عن روح الحوار والمصالحة التى دعا إليها أنصار الحركة الشعبية، وقال إن الرئيس الذي نتهمه بالديكتاتورية لم يلتفت إلى صوت الحكمة من الأساقفة والشيوخ الذين شرفوا الجلسة الافتتاحية لتذكير القادة بأهمية الحاجة إلى الحوار والمصالحة، وأضاف أن تصريحات سلفا كير اتسمت بالعداء بحيث لم تترك فرصة للحوار السياسي، لقد حضرنا اجتماع مجلس التحرير الوطني بالرغم من عدم انعقاد اجتماع المكتب السياسي إلا أنه لم تكن هناك حرية للحوار حيث أعلم أعضاء مجلس التحرير الوطني الذين هم أيضاً أعضاء في المكتب السياسي أن وجهت نظرهم قد نوقشت في المكتب السياسي، في إشارة إلى اجتماع مارس الماضي، وعلل مشار انسحابهم من الاجتماع قائلاً إن جماعته قررت أن تنأى بنفسها عن عمليات غير ديمقراطية وسط مخاوف من تمرير قرارات غير ديمقراطية في الاجتماع، وقال مشار إن مجموعته لا تريد أن تشارك في عملية فصل الأمين العام للحزب باقان أموم الذي كان الرئيس سلفا كير قد علق مهامه في وقت سابق والذي بحسب مشار قد حوكم غيابياً بواسطة لجنة انتقاها سلفا كير. وكان سلفا كير قد قال في كلمة افتتاح الاجتماع إن لجنة التحقيق قد أوصت بفصل باقان أموم، وحث الأعضاء على العمل بنتائج التقرير، ومن ثم طلب مشار من الأعضاء الانسحاب من الاجتماع وعملياته غير الديمقراطية قائلاً إن جماعته الآن تعكف على مراجعة الوضع الحالي للحزب في ضوء عدم حماس الرئيس سلفا كير للحوار السياسي.وبحسب ذات مصدر صحيفة «سودان تربيون» فإن مجموعة مشار قد انتقدت قرارات سلفا كير التي وجه بموجبها حكام الولايات لاختيار لجان من أجل تنظيم مؤتمرات الحزب في الولايات، فضلاً عن اتهامه بالديكتاتورية في إدارة الحزب وإذابة مؤسساته بالإهمال، ورداً على هذه الممارسات أعلن القادة عن تنظيم تظاهرة جماهيرية يوم السبت الماضي من أجل تنوير الرأي العام حول شؤون الحزب، غير أن مكتب نائب رئيس الحزب رياك مشار الذي أصدر بيان قيام التظاهرة، عاد وأصدر بياناً آخر بتأجيله من يوم السبت «14» ديسمبر إلى الجمعة «20» ديسمبر، معللاً التأجيل بإفساح المجال أمام الحوار والمصالحة. وقال البيان نريد أن نعلم أعضاء الحركة الشعبية خاصة والجماهير عامة أننا قررنا تأجيل المسيرة العامة من اليوم «السبت»14 ديسمبر إلى يوم الجمعة القادمة، وأضاف البيان الذي جاء تحت توقيع الدكتور رياك مشار أن التأجيل جاء استجابة إلى مناشدة الحكماء في الحزب الذين طالبوا القادة في المجموعتين بالحوار، قائلاً إن هذا القرار جاء استجابة لنداءات حكماء الحزب من المجموعتين الذين دعوا إلى اجتماع مجلس التحرير الوطني لإعطاء فرصة للحوار الداخلي حتى يتم تحقيق توافق في الآراء بشأن القضايا الخلافية ديمقراطياً داخل الحزب، ويرى المراقبون السياسيون أن الرئيس سلفا كير لا يجد تأييداً وسط التسعة عشر قيادياً الذين يمثلون المكتب السياسي، لذلك فهو يتحاشى الاجتماع بهم، وكان ذلك صحيحاً حيث أن الرئيس سلفا كير قد أعلمهم حال انعقاد الاجتماع بأن مناقشة آرائهم تمت منذ اجتماع مارس الماضي.
صحيفة الإنتباهة
إنصاف العوض
ع.ش
[/JUSTIFY]