تحقيقات وتقارير
تمرد قديت وسقوط بور
ظهور مشار ظهر نائب رئيس دولة جنوب السودان السابق د. رياك مشار المتهم الرئيس في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها العاصمة الجنوبية جوبا يوم الاحد الماضي، عبر تصريحات نفى خلالها تورطه في التخطيط لانقلاب ضد الرئيس سلفا كير ميارديت، ووصف مشار الاحداث التي تشهدها جوبا هذه الأيام بالذريعة التي ينتهجها سلفا كير لاضطهاد خصومه السياسيين.
واتهم الرئيس سلفا كير ميارديت بتلفيق الادعاء واتخاذه ذريعة لاضطهاد خصومه السياسيين، بينما وصف رئيس مجلس الأمن الحالي مندوب فرنسا جيرار أرو الصراع بأنه «عرقي». أول تصريح وفي أول تصريح يدلي به منذ بدء المعارك في جوبا الأحد الماضي، قال مشار متحدثاً من مكان غير معروف:«لم تكن هناك محاولة انقلاب. وما جرى في جوبا كان سوء تفاهم بين الحرس الرئاسي». وأضاف النائب السابق لرئيس جنوب السودان أن سلفا كير كان يبحث فقط عن ذريعة لاتهامنا زوراً من أجل إحباط العملية الديمقراطية التي تدعو لها جماعتنا باستمرار، معتبرا أن سلفاكير قد خرق الدستور مراراً وتكراراً ولم يعد الرئيس الشرعي لجنوب السودان. انقلاب مزعوم ووصم مشار الانقلاب الذي تحدث عنه الرئيس سلفا كير بالمزعوم وتابع قائلاً: ما كنا نريده هو العمل ديمقراطياً على تغيير الحركة الشعبية، لكن سلفا كير يريد استخدام محاولة الانقلاب المزعومة من أجل التخلص منا للسيطرة على الحكومة والحركة الشعبية. ولا نرغب فيه رئيساً لجنوب السودان بعد الآن. متهم هارب وتقول السلطات الجنوبية إن مشار مطلوب القبض عليه. وأعلنت الحكومة أمس اعتقال عشرة من كبار الشخصيات بينهم ثمانية وزراء سابقون بالحكومة التي أقيلت في يوليو الماضي أبرزهم وزير المالية السابق كوستي منيبي، مع إقالة مشار نفسه من قبل الرئيس سلفا كير. وأوضح مشار الذي مازال رسمياً نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة بجنوب السودان قائلاً: ليس لدي أي اتصال أو معرفة بمحاولة انقلابية. كما أنه ليس هناك أي مسؤول في الحركة الشعبية له علاقة بالانقلاب المزعوم.
مكالمة باقان سمحت السلطات الأمنية للأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم بالاتصال بأسرته أمس، وقالت زوجته سوزان إن السلطات سمحت لزوجها بالاتصال بهم والاطمئنان إلى حالتهم، وذكرت أن باقان لا علاقة له بالأحداث الجارية، وحملت الرئيس سلفا كير مسؤولية حياته، وقالت: مسؤولية حياته وامنه تقع على الرئيس.ورأت سوزان أن باقان مسؤولية سلامته تقع ايضاً على الحكومة. وكشفت عن اقتياده بواسطة قوة من الاستخبارات والأمن من منزله إلى مكان مجهول امس، واضافت قائلة: لا نعلم مكانه وهناك قوة حضرت منزله واعتقلته. انفجار جونقلي وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الشعبي وقوات تابعة للفريق فيتر قديت بولاية جونقلي امس اسفرت عن سقوط عدة محافظات تحت سيطرته، منها منقلا وملاشان وبانديان والبيبور واكوبو وواك ونيرول، بالإضافة الى دخول قواته في العاصمة بور التي شهدت عمليات نزوح جماعية للسكان واحتماءهم بمقر بعثة الأمم المتحدة. مواجهات أخرى شهدت عدة مقاطعات بولايات مختلفة اشتباكات بين الجيش الشعبي وما يسمى بالمجموعة الانقلابية في ملكال وترويت ويي، وذكرت مصادر مطلعة لـ «الإنتباهة» أمس أن كل المقاطعات السابقة شهدت صدامات عسكرية. مقتل ثلاثة حراس قتل ثلاثة حراس من الفريق المختص بتأمين والي الوحدة جوزيف منتويل في اشتباكات بجوبا أمس، وقالت مصادر خاصة بجوبا إن الحراس لقوا حتفهم في عملية تفتيش مفاجئة على منزل الوالي في جوبا. اعتقالات جديدة اعتقلت السلطات الأمنية بجوبا أمس وزير الاتصالات السابق مدوت ديارو والقيادي باللاتوكا هايتن أوفا، في الوقت الذي رشحت فيه انباء غير مؤكدة باعتقال مدير الشرطة بجوبا فيانق دينق. احتمال سقوط رفض مسؤول حكومي بولاية جونقلي اعتبار دخول قوات قديت في مدينة بور احتلالاً للمدينة، وقال للصحيفة أمس إن المنطقة تشهد مواجهات عنيفة، فيما أقرَّ بانسحاب وصفه بالجزئي للجيش الشعبي. وذكر ان قوات تابعة لقديت استولت على مخازن السلاح في بور، وأضاف أن كل الاحتمالات واردة والوضع صعب الآن. انتهاء الأزمة قال وزير الإعلام في جوبا ماكويل إن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الشعبي شارفت على النهاية، داعياً في تصريحات له أمس المواطنين إلى العودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم. فتح الطرق قامت السلطات بجوبا أمس بفتح الطرق الرئيسة المغلقة منذ الأحد الماضي، كما قامت بفتح الطرق البرية مع دول الجوار واستأنفت الرحلات البرية مع يوغندا. تمركز بالجبل قال شهود عيان إن قوات ضخمة متمردة شوهدت تتمركز بالقرب من جبل كنجور، وذكرت أن القوات المتجمعة منذ فجر أمس لم تدخل في أية اشتباكات مع الجيش الشعبي الذي يراقب الأوضاع من على بعد غير كبير من القوات المتمركزة. حملات تدقيق نشطت السلطات الأمنية في جوبا في حملات تدقيق واسعة النطاق في الأوراق الثبوتية والشخصية للمواطنين، ونصبت السلطات حواجز لمراجعة الأوراق الثبوتية للمواطنيين، بينما فضلت غالبية المواطنين البقاء لليوم الرابع على التوالي داخل منازلها والتحصن بالأسلحة البيضاء. «20» ألف لاجئ قالت تقارير رسمية إن «20» ألفاً من مواطني جوبا يحتمون حتى يوم أمس بمقر البعثة الخاصة بالأمم المتحدة في المدينة، وأوضحت التقارير أن بعض المواطنين يتلقون العلاج جراء إصابات أو أمراض. وأوضحت أن المواطنين لم يغادروا المقر حتى الآن.
صحيفة الإنتباهة
هيثم عثمان
ع.ش