وقولوا للناس حسناً !!
ولكني أرجيء الرد عليه إلى مقال قادم طالما إن مادته لم يجِّد فيها جديد.. وأوفر زفراتي الحرى للذي يجري في جوبا طالما أن زفراته الحرى تلك لم تساعفه ولا بأنه ولا بآهة بسبب الذي يجري في جوبا.
فقط الذي أحب أن أذكره للأخ الطيب مصطفى إنني لم أطعن في ذمته المالية، ولا أملك ما يؤهلني للطعن في ذمته المالية.. الذي قلته وأذكره أن الموارد التي تصل إلى المنبر من دخل الانتباهة لا يعرف عنها المكتب القيادي شيئاً طيلة وجودي فيه..
وليس له فيها كلمة، بل قلنا في الاجتماع الوحيد الذي فتحت فيه قضية ملكية الانتباهة إن الواجب عرض الوارد والمنصرف فيما يتعلق بالانتباهة والمنبر على المكتب القيادي.. بل اتخاذ قرار بتقديم تقرير ربع سنوي عن أموال الانتباهة طالما أن الإنتباهة أنشأها المنبر ومولها منذ أن كان منبراً، وقبل أن يحول إلى حزب، وليعلم الأخ الطيب مصطفى أنني لا أطعن في ذمته المالية، كل الذي نصحته به هو أن يتقي الشبهات ومن أتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
ولكن ليسمع مني الطيب مصطفى- آسف الأخ الطيب مصطفى- إنني أطعن في ذمته الإدارية.. وأقولها بالصوت الجهير ليسمعه الثقلان.. إن ذمة الطيب مصطفى الإدارية مطعون فيها من جهات كثيرة.. من جهة قلة المعرفة، ومن جهة سوء القصد وسوء النية.. وأرجو ألا يتعبني الأخ الطيب مصطفى بالبحث عن الأدلة.. وليته قد قرأ مقال مقرر مكتبه القيادي أمس في الحرة الذي طعن طعناً مباشراً في ذمته الإدارية من ناحية سوء القصد وسوء النية، ومن ناحية الضعف المعرفي ومن ناحية العزيمة.
ولسوف أعود للرد على الأخ الطيب مصطفى وزفراته الحرى التي أرجو ألا تكون على تاريخه وسجله ومبادئه ومواقفه التي شاركناه فيها ردحاً من الزمان.. ثم بدا له فيها أمور.
* ماذا يجري في جوبا؟ وما مآلاته؟!:
إذا قلنا إن قراءاتنا لما سيؤول اليه الحال في جواب قد صدقت وتحقق ما كنا نظنه.. فإن ذلك لا يعني أننا شامتون.
إن الأهم من هذا أن يسمع أخوة الأمس وجيران اليوم نصحنا لهم… وأنه رغم الاختلافات الكثيرة الكبيرة بيننا وبينهم.. فإن حسن الجوار محكم وميسر.
ونحن نؤكد لهم أن الذي يجري الآن في جوبا من الإحتراب والاقتتال ليس له سبب كوني إلا سياسة سوء الجوار التي انتهجوها مع الشمال منذ أكثر من خمسين عاماً، أن الأمور اليوم ليست واضحة والأقوال متضاربة.. وكل واحد من الفرقاء في الجنوب ومن الكومبارس أو الداعمين في الخارج يغزل شملته على هواه.
فمن قائل إن الفكرة كلها نشأت لدى سيلفاكير وهو انقلاب مصنوع أراد به أن يتخلص من أعدائه الألداء باقان ورياك، ولكن سيلفاكير يرد بأنها محاولة انقلابية قد أحبطت وشارك فيها باقان والور ولوسنا وباي دينق ومئة آخرون.. ولكن رواية تجدد القتال تؤكد شيئاً جديداً على المسرح السياسي الجنوبي.. وهو أن الخصومة السياسية بين الفرقاء انتقلت إلى خانة التصفيات الجسدية.. وسواء كان انقلاباً حقيقياً أو مصنوعاً فإنه قد أدى إلى حالة من الفوضى لا يمكن السيطرة عليها.
إن أخطر ما في هذا الذي يجري الآن في جوبا هو أنه يؤثر على السودان تأثيراً سالباً لأسباب عدة، وأهمها أن جملة من المسائل في الحدود والقوات والنفط والديون، والتبادل التجاري والحريات الأربع، وخميرة العكننة المسماة بقطاع الشمال، كل هذه مازالت معلقة.. وأكثر وأهم وأخطر من كل ذلك قضية أبيي.. الأرض السودانية الخالصة التي أوشكت نيفاشا أن تحولها من دار إسلام إلى دار كفر.
ربما ظن بعض المحللين بل بعض الساسة أن انتصار فريق على فريق في الذي يدور في جوبا أفضل للسودان ويضمن له علاقات جوار متوازنة ومبنية على المصالح المشتركة.. وهذه نظرية مغلوطة.
فأياً كان المنتصر في صراع عصابات المتمردين في جوبا.. عصابة سيلفاكير أم عصابة باقان.. فإن تعامل المنتصر مع السودان سيكون بذات المنهج، لن يتبدل ولن يتغير. إلا إذا بدل السودان سياسة الرفرفة و(الاسبطرار) – بالمناسبة الاسبطرار معناها الانبطاح- والضعف وانتهج سياسة الحزم والعزم والوضوح وقدم مصالحه الدينية والدنيوية التي أقرتها الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية على هذا الهلع والانكسار والجزع وتحويل الحبة إلى قبة.
فلو أن إنسكم وجنكم وأولكم وآخركم اجتمعوا في صعيد واحد ما نقص ذلك من ملك الله شيء.
والذي يجري بين السودان وجنوب السودان إنما هو جزء صغير من ملك الله…ولكن أهل الإنقاذ لا يعلمون.
صحيفة آخر لحظة
رأي: سعد احمد
ت.إ[/JUSTIFY]