رأي ومقالات

مرتضى شطة: رياح التغيير الشمالية هل تهب جنوباً؟

[JUSTIFY]لعل المتفائل من أهل السودان يظن ان الرياح الجنوبية العنيفة لن تؤثر علي وضع السودان كلا فابسط التأثيرات يقع قريباً علي مد البصر فلننظر الي موازنة العام 2014م التي بدأت اسارير السيد وزير المالية الجديد تتكشف بها وتسفر عن وجه متفائل مبتسم يحدثنا عن فائض فيها يدخره للعام التالي سنجد مصدر كل ذلك التفاؤل هو تقديرات دخول مبلغ أربعة مليارات دولار لخزينة الحكومة من عائدات عبور منشاتنا النفطية وأراضينا ولو حدث عدم استقرار أو انه حدث بالفعل فلو لم تعد الأوضاع الي طبيعتها فسوف يصبح وضع الموازنة مكشراً عن أنيابه لا قدر الله والمعاناة الإنسانية ستجعل من المناطق المجاورة لدولة الجنوب داخل السودان ملاذاً امنا لالاف اللاجئين سيما وان الأنباء تتحدث عن نزوح أكثر من مائة الف من مواطني جوبا هذا إذا لم تتفاقم الأوضاع وينتقل النزاع المسلح الي مقاطعات أخري سواءً تتبعاً للمطلوبين وقواتهم أو تمترساً للقبائل في مناصبها أو حماية لأبنائها المعتقلين والملاحقين وستكون أعباء أي لجوء علي المنطقة في أمنها ومعاشها وصحتها صعبة كما ان البيئة ستصبح خصبة لتمرد قطاع الشمال في ان يوظف ذلك الوجود لأي عمل عسكري أو استخباري يفتح امتداداً لجبهات جديدة ولن يتوقف التأثير عند حدود جنوب كردفان والنيل الأزرق اذا حدث نوع من الاهتزاز أو حتي التغيير القسري في نظام الحكم في الجنوب بل سيمس التعايش في منطقة أبيي ويشغل أوارها ستنعكس عندئذ الأوضاع الجديدة علي العلاقاات بين الجولتين وسنعود الي صفحة كاد البلدان يطويانها من الاحتراب والعدوان وإيواء الحركات المتمردة لا قدر الله خاصة إذا وجدت المجموعة المعارضة المناوئة لنظام الحكم في الخرطوم والمرتبطة ببرنامج السودان الجديد في الشمال طريقها الي السجادة الحمراء وفي اقل الحسابات إذا طال النزاع مناطق إنتاج البترول التي تسيطر عليها توجهات قبلية أو هي حواكير لقبائل بعينها فسوف يتدهور وضع الجنوب كثيراً او ينعكس علينا وطالما ان التأثيرات ستكون بالغة الأثر فإن الواجب يحتم علي الحكومة السودانية ان تقدم العون لحكومة الجنوب في معالجة الأوضاع ليس من باب التدخل في الشأن الداخلي لكن من باب تيسير المهمة في تجاوز الزمة لان خبرة الحكومة في التعامل مع الطرف الثاني عبر عقود متراكمة وقوية وقد عرفت من قبل الطريق الي رياك مشار قبل ان يعود ثانية الي الغابة.
حاشية:
قد لا يصلح التوسط طالما ان قطاع الشمال المناوئ للخرطوم طرفاً في الأحداث لكن يجب ان يجري الرئيس سلفاكير ميارديت حملة تغييرات واسعة تعيد الأمور الي نصابها من حيث الإمساك بموازين القوي وحفظ التوازنات القبلية في مجتمع موغل في القبلية فضلاً عن ضخ دماء جديدة تفتح أفق النفس للأمل وتعطي جيلاً جديداً من قيادات الشباب فرصة في تسنم القيادة وإسناد المؤسسية.

صحيفة الراي العام
ع.ش[/JUSTIFY]