سياسية

مطلب أمريكي بالغ الغرابة !

[JUSTIFY]بالطبع من الغريب حقاً أن تطلب واحدة من كبريات الدول الكثيرة التشدق بالديمقراطية والحرية عرقلة تلك الديمقراطية فى بلد ناهض وتقدم خطوات مثل السودان؛ ولهذا تجيء جراءة المطالبة الأمريكية الأخيرة الداعية الى تأجيل الانتخابات العامة فى السودان المقرر لها العام بعد المقبل 2015 والتي وردت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص السابق (برنستون ليمان) فى سياق مثير للقلق بالفعل يفرض ضرورة إعادة قراءة هذا المطلب الغريب بعمق اكبر.

فمن جهة أولى ففيما يبدو أن الولايات المتحدة تبحث عن (جنوبيين) جدد -إذا صح التعبير- وهي بهذه المثابة تسعى لإعادة (تنفيش) -من نيفاشا- الوضع السياسي العام فى السودان لإعطاء حملة السلاح فى المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق (هدايا سياسية قيمة) لا تتناسب مع وزنهم السياسي والعسكري.

ولعل أكثر ما يعضد هذه الفرضية أن واشنطن لم تبدي ذات الاهتمام بالحركات الدارفورية المسلحة والتي تقاتل الخرطوم منذ أكثر من عقد من الزمان!

أغلب الظن أن واشنطن نظرت الى الأوضاع على الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان ووجدتها هادئة بفعل التحسن المضطرد فى العلاقات بين جوبا والخرطوم ما أفقدها أي وسيلة (لحشر أنفها) بين الدولتين ورأت إن أنسب منفذ للتدخل فى الشأن السوداني، هو فتح ملف النزاع بين الخرطوم ومقاتلي الثورية وقطاع الشمال فى المنطقتين. وتزداد تعزيزات هذه الفرضية من أن واشنطن اختارت توقيتاً مقارباً للمفاوضات المنتظرة بين الخرطوم وقطاع الشمال.

من جهة ثانية فإن توقيت المطالبة نفسه والمتزامن مع أزمة المبعوث الأمريكي الخاص الجديد (دونالد بوث) والذي ترفض الخرطوم استقباله إلا بعد تحديد أجندة محددة مسبقاً بطبيعة الموضوعات التى يود طرحها يشير الى قدر من الغيظ لم تفلح واشنطن فى كظمه، وبدا وضاحاً أنه ولفرط خواء حقيبة المبعوث (بوث) فإن واشنطن فكرت فى إثارة موضوعات شديدة الحساسية من جانب الخرطوم.

وهذا بدوره يكشف أن واشنطن -من الأساس- لا تملك رؤية إستراتيجية واضحة وثابتة تتعامل بها مع السودان. وهذا يؤكد أيضاً -بوضوح تام- أن واشنطن غالباً ما تبعث بمبعوثيها الى الخرطوم بلا رؤية مسبقة وتدع لهم حرية طرح ما يعنّ لهم، وحي الخاطر عند جلوسهم الى المسئولين السودانيين، وليس أدل على ذلك من أن يتم اجتراح هذا المطلب الغريب بدون مقدمات ودون وجود اتصال دبلوماسي أو طرح لقضايا محددة بين الدولتين.

من جهة ثالثة، فإن مجرد المطالبة مؤشر واضح لا تخطؤه العين على عزم واشنطن التعامل مع السودان فى المرحلة المقبلة عن طريق (التدخل السافر) فى شئونه الداخلية، فقد جرى استخدام بالون الاختبار هذا كمدخل لهذه الطريقة وتأكد أن المبعوث الخاص الجديد هو فى الحقيقة ليس سوى (مندوب سامي) مطلوب منه إدمان التدخل فى الشأن الداخلي السوداني لحين ترويض الخرطوم لصالح الإستراتيجية الأمريكية.

وأخيراً فإن واشنطن فيما يبدو (فوجئت) بالمتغيرات السياسية المهولة فى السودان والتعديلات الضخمة التى قام بها الوطني فى هياكل الحكم المختلفة واعتبرت واشنطن – بقراءة أولية خاطفة – أن الوطني استطاع أن يخطف الأنظار والألباب بنقلته الذكية هذه والتي تتيح له خوض الانتخابات وهو يتكئ على دعم شعبي معتبر.

واشنطن أصابتها مخاوف الى حد الهستيريا من أن يرسخ الوطني أقدامه عبر استجابته الذكية للمطالب الشعبية وبراعته فى إدارة الدولة.

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=5]من الاخر الحكومة تريد تطبيع علاقات مع امركا وامركا تريد اكل وتقطيع السودان ليس بالضرورة اليوم كل ماتضغط الحكومة على المبعوثين بان نحن خلاص دولة غير ارهابيه وتعاملنا معكم الى اخر مدى ليه الجفا وليه القطيعه امركا تبحث عن شيء اخر يحبط ويلهي الحكومة هو حكاية بوش مع توني بلير حجوة واقع حقيقي سئله احد الصحفيين ماذا بعد العراق قالوا نريد قتل عدد 2مليون مسلم وعدد واحد طبيب اسنان الصحفيين تغيروا من شغلهم 180 درجة يارب منو الطبيب دا وليه واحد طبيب سياسة الغرب امركا التمويه بشتى الطرق سوريا مثال من ثورة الى سلاح نووي هي بالاول تاخذ ما تريد بعده انت وحظك[/SIZE]

  2. واشنطن أصابتها مخاوف الى حد الهستيريا من أن يرسخ الوطني أقدامه عبر استجابته الذكية للمطالب الشعبية وبراعته فى إدارة الدولة.

    والله المؤتمر الوطنى كان قلب هوبا ما نافع الا تزوير

  3. …إن لم يستقر الحال فى جوبا فلن يستقر الحال فى الخرطوم :
    – تصريحات أمريكا بدعم سلفاكير مخيفه لأن امريكا تعمل دائما بعكس ما تصرح أنظر دعم مرسي ثم إقالته من الحكم وأنظر عداء إيران ثم رفع الحظر عنها وأنظر ملاطفة المسؤلين الامريكان للحكومه السودانيه وضغط الحكومه الامريكيه لها .بإختصار امريكا تعمل لمشار .
    – عسكريا ستبطل إتفاقيات التعاون المشترك ويعود دعم الجبهه الثوريه .
    – إقتصايا سيكون هنالك حوالى 10 مليار دولار عجز فى الميزانيه الجديده لعام 2014 التى أجيزت قبل أيام ولم يبدأ العمل بها حتى الآن وهي عباره عن 3 مليارات دولار إيرادات نفطيه و7 مليارات دولار تبادل تجاري مشترك بين الشمال والجنوب .
    أنتم تفكرون دائما جهارا وعدوكم الذي لاينام يسمع
    نحن نعيش أغذر وأخبث حرب تدور على سطح الأرض …
    الوصول إلى الخرطوم يأخذ مناحى أخري يتجه إليها العدو كلما صمدت الخرطوم وكأنما أخذ صبره ينفد..
    يجلسون على مكاتب البنتاغون والموساد ويخططون فى صمت ‘ مكشوف’ لكل زي بصيره إلا لشعوبهم وأتباعهم خطط تمتد من إشعال تمرد وإنفصال وإنهاك الجيش بحرب العصابات ثم
    فرض أجندتهم عن طريق المباحثات ثم إثاره الإقتتالات للنزوح للمركز حتي من دول الجوار (أفريقيا الوسطى جنوب السودان والحبشه ) ينزح الناس إلى السودان وا لمخدرات فى المدن وحظرا يضيق المعيشه فيهاجر الناس و.و… وجم خططهم يفشل بقوة لا يرونها . انها قوة من يجلس فوقهم وهم لا يبصرون الواحد الاحد القاهر الصمد .

  4. [SIZE=4]والغرابة في شنو ؟

    مش نحن الحيطة القصيرة التي تستطيع أمريكا القفز من فوقها كلما عنّ لها ذلك ؟ بل أحسبها تستطعم ذلك .
    بالأمس القريب تضاربت آراؤهم في تمديد العقوبات على إيران .
    في التاريخ الوسيط كان يقال عن روسيا ” الدب الروسي العنيد …
    ويجوز لنا أن نقولها الآن : الدب الإيراني الشرس[/SIZE]