[JUSTIFY]
مصطلح (حرب العملات) الذي أطلقه الاقتصاديون والسياسون ومضمونها وواقعها أمر قديم، ظهر بشكل بارز إلى الساحة الاقتصادية بعد إلغاء ارتباط الدولار الأمريكي بالذهب وتعويمه بدون أي غطاء ذهبيٍّ في الأعوام السابقة، وأصبحت أمريكا بعد ذلك تتلاعب باقتصاديات الدول الكبرى، وما تسمى بالنامية عن طريق الدولار مستخدمة سطوتها وسيطرتها السياسية وقوتها الاقتصادية وبعد الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة التي أشعلت شرارتها أزمة الرهن العقاري في أمريكا، برزت هذه الحرب بشكل ملحوظ، وتعالت التحذيرات من خطورتها سياسياً واقتصادياً على العالم. وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية والحصار التجاري الذي أثر سلباً على اقتصاد السودان وكان بمثابة أكبر مهدد للأمن الاجتماعي والاقتصادي وإبقاء السودان في دائرة الفقر والتخلف، وحرمان الشعب السوداني من الحصول على حقوقه في التنمية، وزيادة الأعباء على المواطن إلا أننا نجد الاستثمار السوداني مرتبط بشكل كبير بالدولار باعتباره العملة العالمية الأمر الذي دعا محافظ بنك السودان الأسبق صابر محمد الحسن لطرح فكرة استبدال الدولار باليوان الصيني في معاملات البلاد التجارية بسبب انتعاش الاستثمار بين السودان الصين والتوسع في مجال التنمية والاستثمارات في المناطق الطرفية بالسودان إضافة إلى توسع ملحوظ في مجال الزراعة والتعدين وقد بدأت العلاقات الرسمية بين السودان والصين في عام 1959م بعد اتفاق البلدين على تبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما وارتكزت العلاقات منذ البداية على احترام البلدين لمبادئ التعايش السلمي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالوسائل السلمية مما شكل القاعدة الأساسية لتطور العلاقات بين البلدين وتميزت بالاستمرارية والاستقرار والتطور على الرغم من تعاقب عدة حكومات على السودان واختلاف النظم السياسية في البلدين السبب الذي جعلها تصبح الشريك الإستراتيجي الأكبر في السودان فيما كشف وزير الاستثمار د. مصطفى عثمان إسماعيل أن البنك المركزي تقدم بطلب لدولة الصين لاستخدام عملتها «اليوان» في التعاملات بالسودان، لجهة أنه يعالج مشكلة الدولار. وقال إذا نجحنا في التداول باليوان سنعالج كثيراً من القضايا في البلاد، وأعرب عن أمله أن ترى تلك الخطوة النور مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات خلال الـ «10» سنوات الماضية بلغ «30» مليون دولار، منها «24» مليون دولار في قطاع النفط والغاز ولالغاء مزيد من الضوء على الدعوة لاستبدال الدولار الأمريكي باليوان الصيني أكد مدير الاستثمار الأسبق ببنك تنمية الصادرات خالد الفويل في تصريح لـ (الإنتباهة) أن اتجاه تعامل السودان التجاري واستبدال الدولار باليوان الصيني لا يحل المشكلة بيد أن كل عقودات النفط في السودان تم توقيعها بالدولار كما أن البورصة في نيويورك تتعامل بالدولار لذا ليس بالإمكان أن نتخلص من حصار الدولار إضافة إلى أن هناك «دول» تتعامل معنا في القروض والمنح بواسطة الدولار، وأشار الفويل أن أمريكا تفرض سيطرتها على العالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً لذا أي دولة مالم تأخذ الضوء الأخضر من أمريكا فلا يمكنها التعامل معنا لأن المشكلة الأساسية هي فرض الضغوط الأمريكية على الدول التي تريد مساعدتنا وتجنباً لما يفرضة مجلس الأمن من عقوبات بمصادرة الأموال، لافتاً إلى أن التعامل باليوان يمكن أن يخفف من حجز الأموال لكنه أيضاً لا يمثل حلاً أساسياً، ومن جانب آخر أكد الخبير الاقتصادي د. محمد الناير يمكن إمكانية التعامل تجارياً باليوان بين البلدين فقط ولا يمكن أن يرتفع بين الدول الخارجية الأخرى نسبة لأن المقاصد الدولية تتم بالدولار، فالسودان يعاني من الحظر الأمريكي لذا لا يمكن تفادي التعامل بالدولار بشكل نهائي إلى أن يحدث تغيير عالمي.صحيفة الإنتباهة
نجلاء عبَّاس
ع.ش
[/JUSTIFY]