تحقيقات وتقارير

تحرير (17) منطقة بجنوب كردفان.. الدلالات والأبعاد

[JUSTIFY]بالعودة إلى تصريحات كل من رئيس الجمهورية البشير ووزيري الدفاع والداخلية عن أولويات الحكومة في المرحلة القادمة في حسم التمرد بنهاية هذا العام في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور يمكن القول إن الجيش ينفذ الآن تلك الخطة الإستراتيجية، وقد أعدت الدولة العدة لحسم التمرد نهائياً، ومع ذلك لم توصد الباب أمام التفاوض مع الحركات المسلحة بشكل نهائي ولكن تركته مواربًا حيث شددت على رفضها الدخول في أي مفاوضات جديدة مع المجموعات المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق لحين الالتزام بالاتفاقيات والبروتوكولات لكونها هي المرجعية الأساسية لأي تفاوض مع المسلحين، أثار هذا التصريح تساؤلات عديدة بشأن إمكانية تحقيق هذا الهدف على حساب فرص الحوار والحل السلمي بحسب مراقبين أن الحكومة ظلت منذ العام »2004« تطلق سهام التصريحات دون أن تحقق نتائج على أرض الواقع وهي غير قادرة على معالجة الأوضاع بالقوة العسكرية معتبرين أن نهاية العام الحالي ربما عجلت بما تلاه من تغييرات داخل أروقة المؤتمر الوطني من خلال التشكيل الوزاري الجديد.

وفي الوقت نفسه أعلنت القوات المسلحة جاهزيتها التامة عبر سلسلة من الانتصارات بجنوب كردفان لدحر قوات الجبهة الثورية من أجل عودة الاستقرار للمواطنين، وبعد اكتمال جميع الترتيبات عزمت على خوض معارك فاصلة تقضي على القوات المتمردة في جنوب كردفان، وربما وجدت الفرصة سانحة لتحقيق النصر حيث أعلنت القوات المسلحة السودانية تحريرها »17« منطقة بولاية جنوب كردفان ممثلة في أبو دموع كجوربة مناطق الواليات شنقل الكاركو كيقا الخيل كالنج الحجير هبايل أم بَركة حجير سنينة الروكب الضعينات أمبير حجير يس والفَرشة. وقال المتحدث الرسمي للجيش العقيد الصوارمي خالد سعد: المعلوم أن القوات المسلحة تمكنت من تحرير منطقة أبو الحسن الحصينة التي تمثل قيادة تعبوية وإدارية ورئاسة العمليات بالنسبة لمتمردي الجبهة الثورية، مؤكدًا استيلاء القوات المسلحة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي الذي يجري حصره، فيما تواصل القوات المسلحة عملياتها في مطاردة فلول المتمردين الذين لاذ بعضهم بالفرار، وقال الصوارمي: استقبل المواطنون في كل هذه المناطق القوات المسلحة بالبشر والترحاب لتحريرهم من قبضة المتمردين وما كانوا يسومونهم من نهب لممتلكاتهم وأموالهم، وأن القوات المسلحة ستظل باقية على مبدئها في حماية المواطنين وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار بعد أن أصبحت كل هذه المناطق عصية على التمرد واستهداف المتمردين.

ويرى الخبير العسكرى إبراهيم نايل إيدام في حديث لـ »الإنتباهة« أن الطبيعي في الخلافات السياسية عدم حسم الأمر عبر القوة العسكرية حيث توقع الكثيرون فشل الحكومة في مسعاها لأن التمرد مستمر في وجود الجيش منذ الاستقلال حرب بالوكالة، ووفقًا لإيدام فإن قضية التمرد أكبر من أن تختزل في تحرير »17« منطقة فقط، ولن يتحقق النصر إلا بدحر التمرد نهائيًا مشيرًا إلى أنه في ظل وجود جماعات، لم يسمها، تحارب بالوكالة إنابة عن جهات خارجية مختلفة، مؤكدًا في حديثه أن لا كرامة للوطن في صراع الحكومة والمتمردين لأن الطرفين يساهمان في تدمير القدرات العسكرية وأن بعض الحركات المتمردة تمارس أسلوب زعزعة استقرار الوطن دون الدخول في صراع مباشر مع القوات المسلحة، وما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا انفجار البركان بدولة الجنوب، وفي تقديري وجدت القوات المسلحة فرصة مواتية وأرضية مناسبة بتكتيك مدروس للنيل من فلول التمرد نسبة لانشغال بعض قياداتهم في مؤازرة الجنوب علمًا بأن الأخير يمثل بوابة التمرد والداعم الأساسي لهم بالمؤن والذخيرة وبالرغم من ذلك فقد فشلت كل المحاولات لتسوية الموضوع سلميًا من قبل الحكومه لكن الكثير من حركات التمرد في السودان أصبحت مدعومة إقليميًا أو دوليًا لغرض إبقاء الوضع في السودان على صفيح ساخن دائمًا خطوة تحرير تلك المناطق حتى ولو ارتبط النصر بمجريات الأحداث بالجنوب اعتبرها جيدة وتصب في الاتجاه الصحيح، وعلى القوات المسلحة مواصلة انتصاراتها للقضاء على التمرد في كلٍّ من النيل الأزرق ودارفور.

أما الخبير الأمني اللواء حسن بابكر عبد الرحيم فيرى أن الحكومة ظلت تردد هذا الكلام منذ عرف السودان التمرد، ومع ذلك لم يتم حسمه بالكامل بل كانت الانتصارات بالتجزئة من مدينة إلى أخرى مشيرًا إلى أن طبيعة حرب العصابات التي ينتهجها المتمردون تصعب على أي قوة منظمة حسمها بالطرق التقليدية، وتكمن صعوبة المهمة في وعوة المنطقة واحتماء المتمردين بالجبال والأحراش، لذلك قد نجد دحر التمرد بتلك المناطق من أصعب العمليات مؤكدًا أن جميع فرص السلام التي تحققت نتجت عن حوار واتفاقيات سلمية دون البندقية وإن السلام في السودان لا تهدده الحركات المسلحة وإنما يأتي من جماعات استوعبتها الحكومة وضمتها لصالحها قبل أن تنقلب عليها وتتحول إلى مهدد حقيقي للأمن، ويؤكد من خلال حديثه لـ »الإنتباهة« أن معالجة الأزمات السودانية عبر البندقية أثبت فشله معبرًا عن أسفه أن يصبح هو النهج الذي تعطيه الحكومة الأسبقية في سياستها وإستراتيجيتها في حين أن الحل السياسي السلمي عبر الحوار متاح وميسور، ويعتقد أن الحكومة لا تسعى لإعادة النظر في مواقفها لتقدم على خطوة شجاعة بحثًا عن السلام في مائدة التفاوض عبر حوار تتبادل فيه التنازلات، ويرى أن انفجار الأوضاع بدولة الجنوب كان العامل الأساسي لإحراز هذا النصر علمًا بأن المناطق التي تحررت ظلت لفترة طويلة تحت قبضة المتمردين وعانى مواطنوها الأمرَّين.

صحيفة الإنتباهة
فتحية موسى السيد
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [SIZE=4]” 17 ” ؟!
    كترابة جاتنا والعجاج !
    أتاريييها الجبهة تتبجح وتقول المناطق المحررة….معاها حق ولسه محتلين شنو ياربي ؟

    [B]ويرى الخبير العسكرى إبراهيم نايل إيدام[/B] …أين هذا الإنسان ؟ اختفى ولم نسمع عنه إلا أيام مقتل ” عوضية عجبنا ” رحمها الله فهي قريبته[/SIZE]