“واشنطن بوست” تسلط الضوء على وجهى الصراع الجديد فى جنوب السودان.. كير بدأ حياته “زعيم عصابة”
والرجلان الآن فى قلب ما يمكن أن يدفع بالدولة الأفريقية الهشة إلى حرب أهلية كاملة بعد عامين ونصف فقط من استقلالها الذى دعمته الأمم المتحدة وحلفاؤها.
وتناولت الصحيفة الصراع بين كير ومشار، منذ أن قام الأول بإقالة الثانى فى يوليو الماضى، ونقلت عن محللين ودبلوماسيين قولهم إنهم ليسوا مقتنعين بأن مشار كان يحاول الانقلاب على الحكم، بل يرون أن القتال الذى بدأ الأسبوع الماضى قد أشعلته على الأرجح التوترات السياسية والعرقية داخل الحكومة والجيش.
لكن وصل القتال الآن إلى ما يبدو أنها خطوة للإطاحة بالحكومة، أو على الأقل إضعاف قدرتها على حكم قطاعات كبيرة من البلاد، ويقول إريك ريفز، المحلل لشئون جنوب السودان، والخبير فى كلية سميث بماسوشستس، إن كلا من كير وماشار مختلفان جدا، ولديهما نوعان مختلفان من الغرائز السياسية، وموقف مختلف من الكيان السياسى، وأيضا الجيش حتى وقت قريب، ويضيف أنه فى ظل التنوع العرقى داخل الجيش، فإن أحداث الأيام الأخيرة كانت مرجحة بشدة ما لم تكن حتمية.
ويعكس التنافس بين الرجلين المسار المضطرب الذى اتخذته جنوب السودان نحو الاستقلال، إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن المستقبل السياسى والاقتصادى.
ويقول دوجلاس جونسنون مؤلف كتاب “الأسباب الجذرية للحروب الأهلية فى السودان”، إن ما نشهده فى دولة الجنوب هو تقارب بين صراعين متوازيين تطورا بمرور الزمن، الأول هو ظهور معارضة داخلية فى الحزب الحاكم، والآخر تنامى الصراع داخل الجيش.
ويعود الخلاف بين مشار وكير إلى أكثر من عقدين، حيث ينتمى كير إلى قبيلة دينكا الأكبر فى جنوب السودان، بينما ينتمى مشار إلى النوير، ثانى أكبر قبيلة. وقد صعد كلاهما فى صفوف حركة التحرير الشعبى وجناحها المسلح بطرق مختلفة.
فقد كان كير “قائد عصابة” فى الستينيات أثناء الحرب الأهلية السودانية الأولى. وكجزء من اتفاق السلام الموقع عام 1972 تم إلحاقه بالجيش الوطنى السودانى، ووصل إلى رتبة رائد. وفى عام 1982، انضم إلى تمرد ثانى وساعد على تأسيس جيش التحرير الشعبي، الذى خاض حربا ضد حكومة الخرطوم على مدار أكثر من عقدين.
وفى أغلب حياته كمتمرد، عمل كير فى ظل جون جارنج، القائد صاحب الكاريزما المنتمى لقبيلة دينكا أيضا، والذى توفى فى حادث تصادم طائرة بعدما أصبح أول نائب لرئيس السودان، وبعد أشهر من دوره فى التوصل إلى الاتفاق الذى أنهى الحرب الأهلية الثانية.
ومن يعرفون كير، يقولون عنه إنه متواضع وصادق ودقيق، يصفه البعض بأنه زعيم متردد وأجبر على دوره، ويختلفون مع تصريحات مشار حول استبداده.
ويقول أحد الخبراء المتخصصين فى الشأن السودانى، إن كير يستطيع تحقيق الإجماع، ولم ير لديه ميولا استبدادية، كما أنه ليس حريصا على البقاء فى السلطة. بينما يقول ريفز إن كير صادق، لكن مهام الرئاسة فى دولة جديدة لم تشهد محاولات للتنمية على مدار عقود قد طغت عليه. ويضيف ريفز، أن التعليم الرسمى الراقى لمشار وعفويته السياسية قد أثارت استياء كير.
أما مشار البالغ من العمر 61 عاما، فقد كان طالبا بالجامعة عند نهاية الحرب الأهلية الأولى، حيث سُمح لعدد صغير من الجنوبيين بالالتحاق بالجامعة الخرطوم. ودرس الهندسة، وواصل تعليمه فى أسكتلندا وبريطانيا حتى حصل على الدكتوراه فى التخطيط الإستراتيجى عام 1984. وبعدها التحق بجيش التحرير الشعبى، ودخل إلى الصفوف العليا بفضل تعليمه، وتزوج من عاملة إغاثة بريطانية.
انفصل مشار عن كير وجارنج عام 1991، وتعاون فى السنوات التالية مع حكومة الخرطو التى رأته أداة مفيدة لإضعاف جارنج وكير وحركتهما. ووقع اتفاق سلام عام 1997، مما أبعده عن كير وباقى الحركة الانفصالية.
ويقول ريفز، إن هذا الأمر لم يُنسىى، حتى بالرغم من تغيير مشار لموقفه مرة أخرى وعودته إلى جارنج، وانضمامه من جديد إلى جيش التحرير الشعبى. وعندما توفى جارنج، عين كير مشار نائبا له لإرضاء قبيلة النوير.
كتبت ريم عبد الحميد-اليوم السابع
بما أن الخواجات يمارسون التفرقة العنصرية دون أن يلتفتوا فإنهم يفترضون هذه الصفة في السودانيين الشماليين في التعليم أيضاً, وللدلالة على ذلك فلنقرأ هذه الجملة في التقرير 🙁 أما مشار البالغ من العمر …حيث سمح لعدد صغير من الجنوبيين للالتحاق بجامعة الخرطوم ودرس الهندسة … )هم يعتقدون أن دخول الجامعة عندنا يتم على أسس عرقية وليس له علاقة بالتنافس الشريف حسبما يحصل عليه الطالب من درجات!!وأن هناك أعداداً كبيرة من السودانيين الجنوبيين استحقت دخول الجامعة ولكن لم يسمح لها , كل أجنبي يدّعي أنه عارف أو متخصص في شؤون السودان فهو كاذب حتى المصرية المسمّاة هدى الحسيني , والمدعو هاني رسلان , صحيح أننا شعب مفتوح (القلب ) وطيب ومتسامح ويمكن أن تحصل على المعلومة منا بكل سهولة!!! النظام التعليمي في عهد مشار عندما كان طالباً لم يكن عنصرياً ولكنه كان صفويـاً (عنق زجاجة ) بحيث لا يتمكن الطالب من دخول الجامعة إلا إذا كان متفوقاً حقيقياً فيختبر للشهادة الثانوية عشرات اللآلاف ولا ينالها إلا 60% منهم ومن هذه النسبة يدخل الجامعات المتاحة بضعة آلاف توزيعهم التقريبي كالآتي : حوالي ألف لجامعة الخرطوم وحوالي ستمائة لكل من جامعة أم درمان الإسلامية ومعهد الكليات التكنولوجية ( جامعة السودان حالياً) وما بين ألف إلى ألفي طالب لجامعة القاهرة فرع الخرطوم ( النيلين حالياً) أما بعض الباقين فالطموح منهم يواصل تعلمه في مصر أو دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي ( العظيم )ولذلك بعض منا هواهم مع مصــر ( كالصحفيين ع/ ميرغني وفيصل م/ صالح,) وبعضهم هواه مع الشيوعيين لأنهم أوفدوه وأنفقوا عليه أما سبب قلة دخول الجنوبيين الجامعات فلمحدوديةهذه الجامعات ومن شدة التنافس ولقوة أوضعف مستوى الطالب حسب المدرسة الثانوية التي درس فيها لا لأنه سمح له أو لم يسمح له بفعل فاعل !!ويعلم الكثيرون أن التمييز الإيجابي في القبول خلال العقدين الماضيين أتاح للآلاف دخول الجامعات الحكومية والأهلية التي تربو على تسعين جامعة وكلية ومعهداً حتى ولو كان مستوى المتخرج فيها منخفضاً عن السابق فالعافية درجات , والحمد لله رب العالمين