مقالات متنوعة
يا ناس «الموية» سلام..!التواصل الاجتماعي عبر شبكة المياه..!
التواصل الاجتماعي عبر شبكة المياه..!
صدقوني .. ملك الموت كان حاضراً..
العبد لله أخذ يشرب ويشرب إلى أن تمكنت البكتريا والجراثيم و«البلاوي» منه.. وهاك يا «إسهال وطراش وحمة ودسنتاريا».. «أخر مرة أسمع بها كانت أيام نميري»، فعلى الفور اتصلت بصديقي الدكتور الإنسان أحمد عبد الوهاب مالك مستشفيات الأطباء والفؤاد، وأخبرته أن هناك «رجلاً قد وقع» ووصلت إلى المستشفى قادماً من «كوبر»، «الحِلة» مش السجن، حيث كانت تجرى مراسيم عقد قران اختي وبنت عمي عبير علي خليفة على الوجيه سامي أحمد الخليفة – وهنا تطابق الأسماء «صدفة سعيدة» – وبالفعل أوصلني ابني علاء الدين إلى المستشفى.. فوجدوا العجب العجاب: السكري أربعمائة وثمانون، الضغط هابط هبوط شديد، ودرجة الحرارة أكثر من ثمانية وثلاثين درجةً، ما أدى إلى تغطيتي بكمية من بطاطين وملايات مستشفى الأطباء.
جرت محاولات إدخالي إلى العناية المكثفة، ولكنني رفضت، مدعياً خوفي على أهلي وإخواني ووالدتي، ولكن بيني وبينكم أنا أصلاً «بهرش» من العناية المكثفة، لاعتقادي أن ملك الموت يكون فيها ناشطاً جداً، وتجاربي السابقة كانت «مريرة معه» ولكنه كما يبدو «قدر ظروفي» و«وليداتي الستة» وظروف الوالدة وإخواني الصغار عادل وأمير، وخفت أن يغير رأيه هذه المرة «فكبيت الزوغة» إلى غرفة محصنة في الطابق الثاني، بينما العناية في الطابق الثالث منبهاً ناس الباب أن يتأكدوا من هوية الذين يأتون لي خشية من وصول «ملك الموت» إلى غرفتي متنكراً، وذلك بعد قضاء ثلاثة أيام تلقيت فيها دربات وفلاجيل وسائل بالوريد كميته أكثر من مياه البئر التي سببت الكارثة لي ولبعض الأخوان من منطقة المايقوما.
كما ذكرت في البداية يبدو أن ناس الموية قد صدرت لهم تعليمات من جهات مجهولة لدينا أن يعملوا على تنشيط عملية التواصل الاجتماعي عبر«الآبار» وشبكة المياه وشبكة الصرف الصحي، وهنا أبشر هذه الجهات أن العملية قد نجحت وتواصلت مع الجيران والحبان وأخواني ناس مبارك وداعة وعبدو «الجيو» وأبو الجير وعمنا عوض كيتا وأخواني بابكر وعثمان حاج علي وكلونيا وياسر محمد الحسن، وذلك عبر هذه البئر التي أوصلتني بهم، ليس على الهواء مباشرة، ولكن تحت الأرض مباشرة وإلى الماسورة عِدل.
أخيراً لا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا ناس الموية والجهات الأخرى، إن كانت هناك جهات أخرى.. كما لا يفوتني أن أشكر أخواني وأخواتي بالصحيفة والقراء الذين ظلوا في حالة شفقة وسؤال عني، واتعهد أن أعمل بوصيتهم بعدم شربي من مياه المواسير، مستعيناً بالأخ الصديق جمال الوالي ليتوسط لي عند ناس «سوبا» للمياه، لعمل خصم معتبر بعد قراري بعدم استخدام موية المواسير، حتى في الاستحمام، ولو في حوض السباحة..!.
ضل النيمة – صحيفة الوطن
يوسف سيد أحمد خليفة
[EMAIL]yusifkhlifa@hotmail.com[/EMAIL]