مقالات متنوعة

يا ناس «الموية» سلام..!التواصل الاجتماعي عبر شبكة المياه..!

‫‫‫‫‫يا ناس «الموية» سلام..!
التواصل الاجتماعي عبر شبكة المياه..!
صدقوني .. ملك الموت كان حاضراً..
الحكومة ممثلة في هيئة توفير المياه أو ما نسميهم نحـن «ناس الموية»، تمكنت من خلق نوع جديد من التواصل الاجتماعي، وذلك بعد حفرها لبئر ضخمة في الجانب الجنوبي من ميدان العلمين، على امتار من منزلنا بمنطقة السجانة وبالتحديد «المايقوما». الغرض من هذه البئر هو ربطها بشبكة المياه العامة «الجايانا» من النهر، منذ زمن الاستعمار الإنجليزي وحتى وصول جماعة «الوطني».. فبعد اكتمال الحفر وتوصيل الطلمبات وتوصيل الكهرباء تم ربط مياه هذه البئر بالشبكة العامة لمياه منطقة السجانة والمايقوما، فلم تزد كمية المياه بتاتاً، ولكن الجديد هو التغير في رائحة المياه وطعمها، وذلك لارتباط عين هذه البئر بمياه الصرف الصحي والسايفونات بهذه المنطقة، لدرجة أن البعض قال إن هذه المياه لا تصلح «للوضوء»، ناهيك عن الشرب أو الاستحمام بها.
العبد لله أخذ يشرب ويشرب إلى أن تمكنت البكتريا والجراثيم و«البلاوي» منه.. وهاك يا «إسهال وطراش وحمة ودسنتاريا».. «أخر مرة أسمع بها كانت أيام نميري»، فعلى الفور اتصلت بصديقي الدكتور الإنسان أحمد عبد الوهاب مالك مستشفيات الأطباء والفؤاد، وأخبرته أن هناك «رجلاً قد وقع» ووصلت إلى المستشفى قادماً من «كوبر»، «الحِلة» مش السجن، حيث كانت تجرى مراسيم عقد قران اختي وبنت عمي عبير علي خليفة على الوجيه سامي أحمد الخليفة – وهنا تطابق الأسماء «صدفة سعيدة» – وبالفعل أوصلني ابني علاء الدين إلى المستشفى.. فوجدوا العجب العجاب: السكري أربعمائة وثمانون، الضغط هابط هبوط شديد، ودرجة الحرارة أكثر من ثمانية وثلاثين درجةً، ما أدى إلى تغطيتي بكمية من بطاطين وملايات مستشفى الأطباء.
جرت محاولات إدخالي إلى العناية المكثفة، ولكنني رفضت، مدعياً خوفي على أهلي وإخواني ووالدتي، ولكن بيني وبينكم أنا أصلاً «بهرش» من العناية المكثفة، لاعتقادي أن ملك الموت يكون فيها ناشطاً جداً، وتجاربي السابقة كانت «مريرة معه» ولكنه كما يبدو «قدر ظروفي» و«وليداتي الستة» وظروف الوالدة وإخواني الصغار عادل وأمير، وخفت أن يغير رأيه هذه المرة «فكبيت الزوغة» إلى غرفة محصنة في الطابق الثاني، بينما العناية في الطابق الثالث منبهاً ناس الباب أن يتأكدوا من هوية الذين يأتون لي خشية من وصول «ملك الموت» إلى غرفتي متنكراً، وذلك بعد قضاء ثلاثة أيام تلقيت فيها دربات وفلاجيل وسائل بالوريد كميته أكثر من مياه البئر التي سببت الكارثة لي ولبعض الأخوان من منطقة المايقوما.
كما ذكرت في البداية يبدو أن ناس الموية قد صدرت لهم تعليمات من جهات مجهولة لدينا أن يعملوا على تنشيط عملية التواصل الاجتماعي عبر«الآبار» وشبكة المياه وشبكة الصرف الصحي، وهنا أبشر هذه الجهات أن العملية قد نجحت وتواصلت مع الجيران والحبان وأخواني ناس مبارك وداعة وعبدو «الجيو» وأبو الجير وعمنا عوض كيتا وأخواني بابكر وعثمان حاج علي وكلونيا وياسر محمد الحسن، وذلك عبر هذه البئر التي أوصلتني بهم، ليس على الهواء مباشرة، ولكن تحت الأرض مباشرة وإلى الماسورة عِدل.
أخيراً لا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا ناس الموية والجهات الأخرى، إن كانت هناك جهات أخرى.. كما لا يفوتني أن أشكر أخواني وأخواتي بالصحيفة والقراء الذين ظلوا في حالة شفقة وسؤال عني، واتعهد أن أعمل بوصيتهم بعدم شربي من مياه المواسير، مستعيناً بالأخ الصديق جمال الوالي ليتوسط لي عند ناس «سوبا» للمياه، لعمل خصم معتبر بعد قراري بعدم استخدام موية المواسير، حتى في الاستحمام، ولو في حوض السباحة..!.

ضل النيمة – صحيفة الوطن
يوسف سيد أحمد خليفة
[EMAIL]yusifkhlifa@hotmail.com[/EMAIL]