والي شرق دارفور العقيد الطيب .. ملفات في الإنتظار

***
لكن قد يرى البعض أن قُرب عبد الكريم ابن الدفعة (40) بالقوات المسلحة ليس كافياً لتوليه شؤون ولاية وليدة وحدودية مع بلد مثل الجنوب باتت النفس فيه أرخص من جوال بصل، وأن وجوده في القصر الرئاسي يكفي أن يكون أهله لمنصب معتمد شعيرية بولاية شرق دارفور، الذي تولاه في عهد كاشا في مايو العام الماضي وحتى أمس الأول، لكن مالا يعرفه كثيرون أن عبد الكريم ضابط استخبارات من الدرجة الأولى وفوق ذلك أنه منذ تخرجه كان هذا مجال عمله في المؤسسة العسكرية، وهو أول شخصية من الدفعة (40) يتولى منصب والي وسبقه اثنين من دفعته لمنصب المعتمد وهما الإعلامي المعروف د. فتح الرحمن الجعلي- القلابات بولاية القضارف وعبد الإله معتمد دار السلام.
بيد أن السبب الرئيسي في تعيين عبد الكريم والياً- ورغم أنه ليس من أبناء دارفور- فهو من أبناء الولاية الشمالية- الغابة- منطقة الغدار التي يعرفها كل أهل السودان وهي التي أنجبت الشهيد المشير الزبير محمد صالح ، يعود إلى ان الرجل يكاد يعرف دارفور أكثر من (بعض) أهلها، حيث عمل في كل ولايات دارفور في الاستخبارات والعمليات أبرزها محطة الفاشر والتي أدار فيها العمل الاستخباري في أهم فترة وأكثر دقة وحساسية، حيث وصل حاضرة شمال دارفور في اليوم الثاني مباشرة لضربة حركة التحرير لمطار الفاشر في 2003م عندما كان يقود الاستخبارات عوض بن عوف (سفير السودان الحالي في عمان)، وكان قائد المنطقة عصمت عبد الرحمن (رئيس هيئة الأركان السابق)، وكان عبد الكريم وقتها برتبة الرائد كما عمل في مناطق مليط، نيالا، الضعين، وأعالي النيل.. مما يمكنه من التعامل مع الحدود مع دولة الجنوب.. وحتى قبيل اختياره معتمداً لشعيرية كان قائد العمليات بالضعين ومهاجرية.
عمل الطيب عبد الكريم بمناطق دارفور وخاصة في مجال الاستخبارات جعله على دراية تامة بالصراع القبلي الذي يدور بين الفينة والأخرى بأنحاء دارفور، ويمكنه من معرفة النفسية الدارفورية حال وقوع نزاع، ولعل تعيين شخصية محايدة من غير أبناء الولاية والتي سبق إعمالها في النيل الأزرق بتعيين اللواء يحيى محمد خير ثم اللواء الهادي بشرى قد تقود لإنفراج، وتتطابق مع مقترح يدعو لاختيار ولاة من غير أبناء الولاية مثلما كان في وقت سابق، عندما كان د.الحاج آدم والياً على الشمالية، وكان المهندس ابراهيم محمود والياً لنهر النيل والطيب محمد خير (سيخة) بدارفور، وللمفارقة أن صاحب هذا المقترح هو عبد الحميد موسى كاشا الذي امتدح اختيار الطيب وتمنى له التوفيق.. وقال لـ آخر لحظة أمس الطيب يعرف دارفور وهي مسألة مهمة في هذا التوقيت.. وإن كان كاشا يرى ذلك فإنه ومهما يكن من أمر فالطيب تنتظره عدة ملفات أهمها تهدئة القبائل والإتجاه لبناء ولاية وليدة، تنعم بخيرات كثيرة.
قرير : أسامة عبد الماجد:صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]