مقالات متنوعة
ما مشحودين
قريب من هذا الموقف إعجاب ثلة من الرجال «الرايحين» بشاب صغير فتح لهم الباب، وقبل أن يدلهم على مقصدهم لاحظ التعب والغبرة التى علت وجوههم فأدخلهم حيث صلوا صلاة الظهر وطلب من والدته تجهيز الغداء، بعدها أيقظ والده للسلام عليهم، أعجب الرجال من تصرف الشاب وكانوا بالفعل على سفر، وتسابقوا على أن يزوجوه إحدى بناتهم ـ «وطالب يدها ليه يا ابنى … ما تاخدها كلها ! »ـ ، غير أن والده اعتذر لهم بأن ابنه لا يزال طالبًا فى المرحلة الثانوية، وبالطبع قمة الصدق فى الإعجاب أن تزوج لابنتك أو لابنك، فلذة كبدك، بهذه الطريقة..
ما مشحودين، وبسيطة، ولا شكر على واجب، كلمات معبرة يلقين بها فى وجوه بعضهن مخففات جهدهن المهول الذى بذلنه حتى تخرج مناسبة الفرح أو العزاء كما يجب، وتهمس الأم بصوت خفيض لأبنتها :ـ أرجعى مع أبوكى، وبكره جهزي إخوانك للمدرسة، أنا مبيتة هنا، شايفاهم محتاجين لي.
ومازالت الأمهات والحبوبات يحثثن بناتهن على المشاركة وبذل المساعدة لمن يحتاجها، ومد يد العون، رغم وجود عاملات تستعين بهن صاحبة المناسبة، الا أن مساعدة الجيران والصديقات والقريبات لها طعم مختلف، ويجب أن تختفى مقولة «المعاملة بالمثل» فهذه وغيرها من الأقوال والأمثال السالبة تتسبب فى أن يقل الخير بين الناس.
بالطبع يتفوق الأهالى فى القرى والأرياف على أهل المدن بسبب انشغالهم، الا والله دايرين الجد، نحن فى المدينة شاغلين روحنا ساي بالفارغة.
لذلك يجب أن نعلم أبناءنا «المافاضين فى زول ديل» المشاركة، على الأب أن «يتحرك شوية» ويغرس فى ابنه منذ صغره حب الغير ومشاركتهم وخدمتهم والأم كذلك تزن على بناتها «الغازات سماعاتن ديل»، طبعًا يسهل الموضوع كثيرًا حينما تكون أنت قدوة لهم.. من الأهمية التمسك بشدة بهذه العادات حتى تكون ماركة سودانية مسجلة.
فاطمة محجوب كرار