تحقيقات وتقارير

وقيع الله حمودة شطة : يا لهفي على سنار.. لا حديد لا نار

[JUSTIFY]سنار التقاطع، وسنار المدينة، وسنار الخزان أجزاء تكون مدينة سنار العريقة بحواشيها وضواحيها وملحقاتها عاصمة ولاية سنار.. سنار السكر.. سنار الخزان.. سنار زهرة الشمس.. سنار الذرة الرفيعة.. سنار المواشي والبداوة والظعينة.. سنار الدندر والخضرة والجمال.. سنار الرُّواق ولاية سنار تلك البقعة التي شهدت ميلاد أول مملكة إسلامية في السودان نشأت حوالى «1504م» بعد الحلف الشهير ـ الذي رواه التاريخ ـ بين الشيخين الجليلين عمارة دنقس وعبد الله جماع، تحالف «العبدلاب والفونج» الذي أخرج إلى الوجود مملكة سنار «مملكة الفونج» الإسلامية التي عوضت زوال الحكم الإسلامي في إسبانيا والبرتقال وجنوب فرنسا التي عرفت بدولة الأندلس.

تعاقب على مملكة سنار بعد مؤسسيها عظماء الملوك والحكام الأقوياء أمثال السلطان بادي أبو شلوخ، والسلطان بادي أبو دقن، والسلطان تيراب، والسلطان إدريس ودعدلان وسواهم من ملوك وسلاطين ووزراء المملكة وغدت سنار قبلة الأنظار ومحط القوافل ومبعث النور والحضارة فعرف العالم بأسره سنار المملكة والحضارة والدولة الإسلامية القوية. وعرف الناس الرّواق السنارية في مصر والأزهر وما أدراك ما الأزهر في تلك الأيام النضرات.. الرُّواق هم البعثة العلمية من طلاب العلم الشرعي واللغة العربية الذين كانت تبعثهم المملكة الإسلامية في جنوب الوادي «سنار» إلى الأزهر الشريف أعظم جامعة سنية قامت في تلك الأيام في شمال الوادي أرض الكنانة «مصر» قبل أن يمسخ البلطجية والفراعنة الأزهر ويعيش فيه أقزام الرجال أمثال السيسي وقطيعه ويدنسوه.

سنار الزاهرة بمشروعاتها العظيمة في الدالي والمزموم والرماش والسوكي وأبو نعامة وأم بنين وأبو حجار وأهلها هم أهل الزرع والضرع والنشاط الدائب الموار، وهم أهلنا أهل المثل السائر «الفرّة التودِر جملك ولا القعدة أُم بُوم».. سنار مدينة الحديد والنار هكذا كان سابقاً يفخر أهلها بها ويتباهون لكن ماذا دهاها اليوم؟

شاهدت يوم الأربعاء الماضي الحلقة التلفزيونية في قناة الشروق برنامج المحطة الوسطى التي استضاف فيها الأخ طلال مدثر المهندس أحمد عباس والي ولاية سنار الذي تناول في حديثه كثير من الملفات الشائكة، لكن الأخ الوالي فلت من أسئلة كثيرة وعويصة كان يمكن أن يسأل عنها لولا المقلب المرتب الذي مارسه علينا الإخوة في إدارة البرنامج حيث لم يتيحوا الفرصة لأحد بالمداخلة والمساءلة والمحاورة والمجادلة مع الوالي رغم وعدهم بذلك، ورغم ظهور بعض أرقام الاتصال والرسائل «SMS» التي ظهرت أسفل الشاشة لكن كلها كانت «مضروبة ومجرد ديكور» وإن عللوا أن هناك مشكلة فنية.. أنا شخصياً اتصلت بأحد الأرقام وبعد إلحاح شديد ردوا عليّ فعرّفتهم باسمي وقلت لهم أود المشاركة بمداخلة اليوم.. قال لي أحدهم «كويس» ولكن زاغ مني حتى الآن.

فوّت الأخ طلال فرصة لا تعوض لتفاعل وتحاور بل وتشاكس كان سيحدث بين الأخ الوالي ومواطني الولاية الذين تزاحموا على خط الهاتف للمشاركة التي حرمتهم منها إدارة البرنامج بفعل فاعل مترصد ومُصر حيث كان ينبغي أن تتاح فرصة للمواطنين كما وعدوا سيما وأن البرنامج امتد لساعتين بالتمام والكمال، كان الوالي مسترخي وآمن من الأسئلة المفخخة بسبب رفض المشاركة من الخارج إلا الاستطلاعات رغم حالة التردي التي تعيشها الولاية في أسواقها ومدنها وطرقها ومزارعها ومستشفياتها ومحطات مياهها حيث صارت سنار بلاد الخزي والعار والأحلام المؤجلة بعد أن كانت حديد ونار يا لهفي على سنار في السراء والضراء والمأساة لا تزال تردٍ في الخدمات وتجاهل حكومة الولاية.

الوالي سُئل عن تردي البيئة فقال هذا حال السُّودان كله، سئل عن آفة أكياس البلاستيك قال منعها ليس له بديل، سئل عن تدني الخدمات وسوء المياه قال الولاية تعاني من حالة هجرة مستمرة وبداوة إنسانها، بالله عليكم هذه ردود مسؤول يحترم عقول الناس.. ويسأل عن تردي الطرق والأتربة والغبار الذي أذى السكان داخل المدينة يجيب بأنه لا توجد قوى منظمة حتى توفر ردمية لكل قرية لكن سنة نعمل «100» كيلو متر ردمية، غلاء السكر يطحن مواطني الولاية على الرغم من سنار السكر والوالي يضرب صفحاً عن الحال والحاضر يتحدث عن إنشاء أكبر مصنع للسكر في الولاية أنه سوف يتعاقد مع شركة جزائرية لإنجاز هذا المشروع!! لقد سمح الأخ طلال للأخ الوالي أن يتهرّب كثيراً من الأسئلة أحياناً وبالإجابة القصيرة والمعممة أحياناً أخر.
ثم تحدث الوالي عن أنه لا توجد برامج إرشادية في الإعلام تزيد من وعي المواطن وهذا ليس صحيحاً، وكان الوالي يصر في رده عن الأسئلة بتعميم المشكلات على السودان كله حيث كان الوالي يلبس علينا «قميص عامر» مع كل سؤال وهو يعلم أن الحلقة إنما خُصصت لمناقشة قضايا ولاية سنار فحسب لكن هو الهروب وعدم الاعتراف بالأخطاء والتقصير الذي يسأل عنه الوالي أحمد عباس في الولاية.

نفى الوالي وجود الفساد وقال تطلق كلمة الفساد على عواهنها بلا مقياس، وقال لا يوجد فساد صفقات ولا فساد شركات ومقاولات، واعترف بنقص الكوادر الطبية في مستشفى سنار ولم يحدثنا عن مجهوده لحل هذه المعضلة، وقال جهود توفير المياه النقية داخل المدينة وصل نسبة «97%» ولا أدري هذه حقيقة أم تعبئة؟.

لكن المضحك المبكي أن أحد المواطنين في الاستطلاع قال إن الولاية أمرت بترحيل الطواحين من داخل السوق إلى مكان آخر، وقال حدث التنفيذ دون استشارة وإعلان أهل الطواحين وقال المواطن لما ذهبت إلى الوالي بنفسي قال لي نقفلها رغم أنفكم! لكن الوالي أنكر ذلك على الهواء مباشرة لكن السؤال هل نقل هذه الطواحين من مهمة الوالي؟ اللهم أرحم الحكم المحلي وأغفر له.

أخيراً وليس آخراً نقول للأخ الوالي أحمد عباس قبل أن تعلن سنار عاصمة للثقافة الإسلامية عام «2017م» نطالب بنظافة الولاية وتشييد الطرق ومنها طريق الدالي سنجة، ونطالب الولاية أن تضع برنامجاً إرشادياً طالما واليها يرى أن رعاياه بدو.. الأخ طلال مدثر فات عليه أن يسأل الوالي عن قصة مصطلح الزحزحة الذي سنه الوالي وتلك سنة سيئة مرفوضة لأنها خلقت مشكلات بين أصحاب الأراضي الزراعية من بادي أبو شلوخ إلى أحمد عباس يا لهفي على سنار لا حديد لا نار!!.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]