زيارة الرئيس للقضارف دلالات المكان والزمان
الهم الاقتصادي:
undefinedالمكان والتوقيت حملا إشارات واضحة لاهتمام الحكومة بدعم الزراعة بحسبانها أحد العناصر المهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز استقرار الاقتصاد القومي.
وقد حمل حديث رئيس اتحاد المزارعين بالقضارف والوالي السابق كرم الله عباس الشيخ تقديراً لموقف الرئيس الداعم لقضايا الزراعة، مشيراً إلى امتنان قطاع المزارعين لقرار رئيس الجمهورية بوقف الرسوم على القطاع الزراعي قبل عشر سنوات، وجدد المطالبة بعدم فرض رسوم على الزراعة رغم إقراره بوجود فجوة إيراديه بسبب أن تعويض الفاقد الزراعي يقل حسب قوله عن حجم الإنتاج، قائلاً «نحن نثق في أنك قادر على حل مشكلة مياه ولاية القضارف التي أعطت ولم تبق شيئاً».
واتفق معه وزير الزراعة بالقضارف د. محمد عثمان محمد نور حول أهمية توفير الدعم اللازم لإنجاح برنامج الزراعة للصادر الذي جاء ضمن حزمة البرنامج الثلاثي للإنقاذ الاقتصادي. مشيراً إلى اهتمام الوزارة بتطبيق التقانات الزراعية لرفع الإنتاجية واستزراع الغابات وتطوير القطاع البستاني للمنافسة على الصادر.
وزير الزراعة الاتحادي لم يبعد كثيراً عن هذا المنحى، مؤكداً أن القضارف تمثل رأس الرمح في تحقيق الأمن الغذائي، مضيفاً بأن القضارف ستظل مطمورة السودان، وتعهد المهندس إبراهيم محمود حامد بتذليل كل العقبات التي تواجه الزراعة في السودان، وقال سنعمل على توفير التقاوى والبذور المحسنة والأسمدة وندعم السياسات الرامية لتوفير التمويل اللازم لاستجلاب أحدث الآليات الزراعية التي تساعد على زيادة الإنتاج، وعدّ ذلك أولوية لوزارته في المرحلة القادمة بغرض إحلال الصادر محل الواردات.
الوالي الضو محمد الماحي أشار إلى أن اهتمام الدولة بالزراعة يؤكده وضع حجر الأساس لطريق القضارف سمسم باندغيو بطول 146 كم بتمويل من صندوق دعم الشرق،وهو يسهم في ربط مناطق الإنتاج الزراعي بالأسواق ومواني الصادر.
الرئيس البشير أوصى أهل القضارف بشكر الله على نعمائه، مذكراً بقول الله تعالى «لئن شكرتم لأزيدنكم». مشيراً إلى أن أهم دلالات الشكر إخراج الزكاة، مطمئناً بأن مطلب القضارف بتوفير المياه بات قريباً بعد توقيع عقد الحل الجذري الذي سيحل المشكلة لمائة عام قادمة. ووجه سيادته اتحاد المزارعين بالقضارف لتكوين مؤسسة تتولى تصدير الإنتاج الزراعي، مشيراً إلى أن القضارف تمثل أكبر مصدّر للضأن «وعشان كده نحن بندعم القضارف»، وقال «كل ما تمشوا خطوة بنمشي معاكم عشرة خطوات».
محور الدعم الاقتصادي:
الزيارة شهدت أيضاً توزيع عدد من المعينات الإنتاجية للفقراء والمساكين ضمن المرحلة الثانية من مشروع دعم الشرائح الضعيفة بكلفةٍ إجمالية بلغت 20 مليون جنيه لأكثر من 14 ألف أسرة. فيما أشاد الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي بدافعي الزكاة في ولاية القضارف، مشيراً إلى أن الولاية تبوأت المركز الأول في التحصيل على مستوى السودان، مشيراً إلى أن الديوان تحصل على مليار ومئتي مليون جنيه.
مشاعر الدولب وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي قالت إن الزكاة منهج متكامل للعمل الاجتماعي والاقتصادي يحقق التراحم بين أفراد المجتمع المسلم.وقالت إن المبادرة الاجتماعية تمثل إحدى حزم برنامج الإصلاح الاقتصادي وإنفاذ توجيهات رئيس الجمهورية بدعم الأسر المتعففة بالتزامن مع الحزم الأخرى القائمة على إتاحة فرص العمل وتوفير وسائل الإنتاج، مؤكدةً بأن العام القادم سيشهد تطبيق نظم الجودة لتيسير وصول خدمات الزكاة للمستحقين.
تقابة القرآن:
أيام وليالي القضارف تعطرت خلال الأيام الماضية بأريج القرآن الزكي. فقد احتضنت الولاية حفاظ كتاب الله الكريم الذين جاءوا من كل فجٍ في أرض السودان للمشاركة في مهرجان القرآن الكريم في نسخته الحادية والأربعين.
وقد أنارت تقابتهم الأمسيات والليالي لتأكد تمسك أهل السودان بتوجهاتهم الإسلامية واهتمام قيادة الدولة بالعمل الدعوي.
وليس أدل على ذلك من حرص رئيس الجمهورية على زيارة حلقات الذكر في ميدان الحرية، ليأتي تشريفه الليلة الختامية وتكريم حفظة القرآن الكريم دلالة واضحة على استمرار المشروع الحضاري القائم على مرتكزات الدين وقيمه التي تربط الأرض برسالة السماء الداعية للخير والفضيلة والإيمان. ويمثل تزامن الاحتفال بختام مهرجان القرآن الكريم مع التئام الملتقى التنسيقي لوزراء الرعاية الاجتماعية والإرشاد بالولايات سانحة لرسم السياسات الكلية الرامية لخلق مجتمع الفضيلة،وفي ذلك أيضاً تأكيد لتكامل العمل الدعوي والإيماني مع المعاني السامية للبر والتراحم وإعلاء قيم الإنتاج والعمل، على حد قول وزير الرعاية والضمان الاجتماعي.
تقرير :محي الدين محمد ” صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]