رأي ومقالات

ديمقراطية الانتخابات .. صوت واحد لكل واحد

[JUSTIFY]من خلال التلفزيون القومي تحدث قياديان بارزان من الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” وحزب الأمة القومي، هما علي السيد وصديق إسماعيل، عن خارطة الانتخابات التي اقترحها الرئيس البشير للبرلمان القادم، ولكن بدا وكأنهما من أهل الكهف، فقد طالبا بتعديل قانون الانتخابات وتركيبة المفوضية القومية للانتخابات لضمان حياد إدارتها وأيضاً التمثيل النسبي، وهذه كلها أشياء أعلنها الرئيس في القضارف وذهب إلي أكثر من ذلك بأن تتم الانتخابات في يوم واحد، وأشار إلي التشاور مع المعارضة لإعادة النظر في قانون الأحزاب، وهذه هي النقطة الوحيدة التي تحدث عنها بإيجابية رئيس مجلس الأحزاب في الاستطلاع التلفزيوني، وطالب الحركات المسلحة بأن تسارع إلي تكوين أحزابها للحاق بالانتخابات، وأعلن الاستعداد لتعديل القانون لتجاوز أية عقبات أو تأخير يطول تسجيلها.

النقطة الوحيدة التي طالب بها علي السيد هي أن تنعقد الانتخابات بالقوائم النسبية المطلقة، وهو أن يتم تجميع أصوات كل حزب من كل أنحاء السودان ويتم تقسيمها علي العدد المطلوب لكل دائرة برلمانية، وبهذا ينتفي التمثيل الجغرافي للناخبين، وهذا الاقتراح يسلب الدائرة خصوصيتها ويضعف مطالبها، لان تلك الأصوات يتم تجييرها لقيادات من خارج الدائرة لتوصليهم إلي السلطة، بينما اقتراح الرئيس البشير الأخذ بالنظامين الجغرافي والنسبي، وذلك بأن يتم إعلان فوز النائب المختار، تجمع كل أصوات أي حزب في سلة واحدة وتقسيمها علي العدد المطلوب لكل دائرة برلمانية، وبهذا لا يتم حرمان أي حزب مهما كان صغيراً من عضوية البرلمان وتوصيل صوته بدلاً من التغريد خارجه.

إننا إذ نحمد للقياديين البارزين في الحزبين الكبيرين التاريخيين المعارضين، أنهما لم يتمسكا بالمقترح الأمريكي لتأجيل الانتخابات عامين لإتاحة الفرصة للمعارضة لالتقاط أنفاسها بعد المعارك التي خاضتها ضد الحكومة لعقدين من الزمان، وأيضاً لإعادة تنظيم صفوفها، كنا نتوقع منهما، وبعد أن أصبح التصويت ديمقراطياً وراسخاً من خلال “صوت واحد لكل واحد” بدلاً من الدراما التي سادت الانتخابات السابقة، ان يطالب بوضوح بإلغاء نظام الأصوات العشرة وأكثر منها في بعض المناطق، لاختيار الولاة وأعضاء المجالس التشريعية الولائية والمحليات وقوائم المرأة، لأن ذلك التداخل تسبب في ارتباك لا حد له للناخب، وكثير من هذه الانتخابات يمكن أن تتم في وت لاحق بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمان الاتحادي.

صحيفة الرأي العام
يوسف الشنبلي
ع.ش[/JUSTIFY]