منوعات

رأس السنة.. عشق يتفق عليه الجميع وميلاد جديد لآمال لم تتحقق

[JUSTIFY]اليوم يودع الجميع عاماً مضى لاستقبال عام جديد يمنون أنفسهم بأن يكون فتحاً عليهم بالإنجازات وتحقيق الأماني التي لم يحققوها في العام الذي مضى.. الكثيرون يعدّون تلك اللحظة التي تعبر فيها الساعة الثانية عشرة ليلاً ميلاداً جديداً ويحتفلون في أجواء مختلفة وفي أنحاء متفرقة، وتكاد كل شعوب العالم تحتفي بهذا اليوم.

وتعزى أهمية الاحتفال باليوم، وحسب الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) إلى أنه (اليوم الأول للسنة الجديدة)، وهو أول يوم من أيام السنة الحديثة، وليلة رأس السنة الميلادية في جميع البلدان التي تستخدم التقويم اليوناني الذي يعرف بما يسمى بالتقويم (الغبريغوري) وهي ليلة آخر يوم في العام الميلادي أي يوم (31 ديسمبر) واليوم الذي يليه اليوم الأول في العام الميلادي الجديد، وهو عطلة رسمية ويحتفل به في كثير من الأحيان بإطلاق الألعاب النارية في منتصف الليل معلنة بداية السنة الجديدة الأول من شهر يناير.

{ رأس السنة في السودان يلاحظ أن أغلبية الاحتفالات في السودان ورغم عدم صخبها ومحدوديتها وتواضعها، تهتم بها الأسر اهتماماً كبيراً، وذلك منذ وقت بعيد وإلى يومنا هذا، الذي يشهد تطوراً مطرداً في شكل الاحتفال يكاد يضاهي الاحتفالات الساحرة في دول العالم المتقدم، وفيها تضاء وتزين المدن والشوارع وأصبحت لا تقتصر على العاصمة الخرطوم وحدها، وتخرج الأسر للاحتفال في الحدائق العامة والشوارع كما يكثر وجود الشباب في الحفلات.

{ (بارتي) زمان مع الجيران ببساطة أهل السودان قديماً وثقافتهم العالية واهتمامهم بالكثير من المناسبات، عرفت من بعض جداتي، وخالاتي وأمي الحبيبة، المعتقات بعبق الزمن الجميل أنهن كن يجهزن لرأس السنة في يومه والتحضير للاحتفال به مع الجيران قبل الأهل والأقارب، وذلك بتحضير أشياء بسيطة أهمها (الكيك الإنجليزي)، وهنا تقول الجدة “حاجة محمد”: إننا استعمرنا من الإنجليز طويلاً وأول يوم في السنة يصادف يوم رفع راية استقلالنا المجيد وعانينا لكننا استفدنا، وتمضي لتقول: (وبمناسبة رأس السنة كنا نصنع الكيك الإنجليزي الذي تعلمنا صنعه، كما تعلمنا النظام والدقة خاصة نحن اللاتي عاشرن الإنجليزيات وأزواجنا عملوا معهم)، وأوضحت: (بالرغم من عدم وجود أفران وثلاجات لصنع وحفظ الحلويات والمعجنات والكيك الذي أدخله الإنجليز والأتراك والمصريون إبان حكمهم البلاد، إلا أن المرأة السودانية كانت وقتها مفكرة ومبتكرة)، وأبانت أنهن صنعن الكيك بخبرة أمهاتهن وجداتهن اللاتي استخدمن الفحم و(الحلة) لصنع كيك يضاهي الإنجليزي.

وتضيف الخالة “محاسن علي” إن صنع الكيك بتلك الطريقة كان معتاداً في مناسبة مثل رأس السنة إلى وقت قريب، وإنها كانت تحضره مع جاراتها، وفي ليلة رأس السنة يجتمع الجيران رجالاً ونساء، شباباً وأطفالاً في بيت محدد للاحتفال، وعلى أنغام موسيقى وشرائط الكاسيت تقام حفلة وتسمى (بارتي) كما بالإنجليزية، وفيها يستمتع الجيران بقضاء وقت طويل معاً وعندما تحين لحظة (رأس السنة) توقد الشموع التي على الكيك وتطفأ مع نهاية العام، وبعدها يتناول الناس الكيك مع (شاي اللبن) ويتسامرون ويتبادلون القفشات حتى الصباح وينفضون سعداء بالليلة.

ويقول العم “الأمين”: (قديماً وحتى بداية التسعينيات كانت احتفالات رأس السنة التي تصادف الاستقلال تقام مع الجيران والأهل، وتكون بسيطة الشكل وكبيرة المضمون، فيها البارتي ليلاً والرحلات الترفيهية صباحاً إلى المزارع النيلية والمناطق السياحة) وأكد عدم وجود مظاهر اليوم التي يعدّها مبالغاً فيها مثل التراشق بالبيض بشوارع الخرطوم الكبيرة، وحفلات الفنانين الباهظة، ومظاهر بعض الشباب الخادشة للحياء بعيداً عن أسرهم ليلة رأس السنة.
{ البرد والبطانية والبيض في رأس السنة أغلبية من تحدثوا لـ(المجهر)، وكانوا من الشباب، عن شكل احتفالهم برأس السنة هذا العام، أوضحوا أنهم سيحتفلون مع أسرهم، وقد تحدثت “سارة” عن عدم رغبتها في الاحتفال خارج منزلها، معللة بأنها العام الماضي خرجت ولم تعجبها طريقة الاحتفال وعانت من زحمة الشوارع وعدم التزام البعض بالقوانين رغم اجتهاد الشرطة لمنع السلبيات مثل التراشق بالماء والدقيق والبيض الذي كان الأكثر بشارعي أفريقيا والنيل من شباب يركبون السيارات.

وقالت إنها ستحتفل مع أسرتها بتزيين بيتهم وإطلاق الألعاب النارية لحظة حلول العام الجديد.

أما “مودة محمد” فترى أن البرد الذي يشتد ليلتها يقلل من رغبتها في الخروج مع صديقاتها إلى إحدى الحدائق أو المطاعم أو حضور حفل وستكتفي بمتابعة الاحتفالات على القنوات الفضائية خاصة احتفالات دبي في الإمارات المدهشة وأمريكا وأستراليا الساحرة لتعيش معها الليلة، وسألتني باهتمام: (صحي جاية موجة برد قاسية ليلة رأس السنة؟!).

“ن. هـ” أخرج نفساً حاراً قبل أن يجيب بحزن وأسى بديا على وجهه قال: (هو في رأس سنة؟!) سألته: (لماذا؟) فأجابني أنه فقد مطرباً يعشقه حد الوله، هو فنان الشباب الراحل “محمود عبد العزيز”، وكل عام كان يتلهف لحضور حفله المشهود مع أصدقائه، لكن هذا العام هو حزين لفقده وسيتخذ من بطانيته وسريره مخبأ يبكي فيه مطربه الوحيد ويجتر ذكرياته معه كل عام.. وقال إنه في العام الماضي ونسبة لمرضه لم يقم حفله، وكنت وقتها أدعو له داخل أسوار مستشفى (رويال كير) بضاحية بري.
{ سنة حلوة بطعم (التورته) ولأن (التورته) أحد أهم طقوس رأس السنة، التقينا بالشيف الماهر “فائز محمد أحمد داوود”، مشرف التدريب بمركز تطوير المخبوزات بـ(سيقا).. بداية حيانا بقدوم العام الجديد، وقال إن الاحتفال برأس السنة الميلادية تقليد انجرفت إليه الأسر بسبب تعايشها مع مختلف الشعوب، وأضاف: (في السودان المسألة جاءت عفوية).

وأوضح الشيف “فائز” أن الاحتفال له طقوس مختلفة أهمها وجود (التورته) ليلة رأس السنة، مشيراً إلى أن (التورتات) تختلف في أشكالها وأحجامها وبالتالي تتفاوت في أسعارها، مبيناً أنه لا توجد (تورته) معينه لرأس السنة، ولكن تختلف الصيغة التي تكتب عليها بعضها غير معروف، ومنها، (سنة سعيدة) و(happy new year)، وبعض الزبائن يطلبون من صاحب المحل أن يضيف عليها كتابات مثل (سنة سعيدة يا أمي)، مبيناً أن الزبون هو الذي يحدد الحجم والسعر، وأسعارها التي تختلف من محل إلى محل يكشف أنها تبدأ من (50) إلى (250) جنيه وأحجامها متوسطة، وألوان (تورتات) رأس السنة هي البيضاء بالفانيليا أو الشكولاتة أو الفواكه، لافتاً إلى أن الهدف من (التورته) في رأيه إدخال البهجة في النفوس وتغيير الروتين، وليس من ناحية دينية، خاصة وأن رأس السنة يتزامن مع استقلال السودان، فتتعاظم الفرحة والمناسبة لدينا كسودانيين.

صحيفة المجهر السياسي
ت.إ[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. عن أبي سعيد الخدري عن النبي صل الله عليه وسلم قال(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قلنا يارسول الله اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟) رواه البخاري وورد أيضأ حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة..وهذا الحديث من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام وفيه نهي عن التشبه باليهود والنصارى واصحاب الملل المنحرفة وفيه ذم للمقلدين لهم لأن ذلك لا يكون إلا عن عدم الثقة بما هي عليه أمته من العلم والثقافة والعادات كما أن الإتباع لهم لا ينجم إلا عن الضيق والضنك والفساد الواقع على أمتنا اليوم..والإتباع لا يعني أن جميع الأمة سيفعل هذا التقليد والتشبه بل ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة.)وقال (أن الله لايجمع أمتي على ضلالة)..وما مظاهر الإحتفال بهذه المناسبة إلا أحد جحور الضب التي حذرنا رسولنا الكريم أن ندخلها مع اليهود والنصارى..فاعبروا يا أولي الأبصار..والله الهادي إلى سواء السبيل.

  2. ***الإحتفال بعيد الإستقلال وهنالك شريحه عزيزة علينا من وطننا الحبيب تعاني الأمرين الإضطهاد أو التمصير في حلايب وشلاتين التي إحتلها الجيش المصري وضموها لبلادهم طمعاً وظلما
    ***ومواطني حلايب وشلاتين يحدوهم الأمل في أن تعود ديارهم التي سلبها المصريين حره تحت قيادتنا الرشيدة ، ويرفرف العلم السوداني فوقها ويحتفلون سويا بعيد الإستقلال وعيد الجلاء
    ***الرجال يموتون ولكن الحرية لن تموت والحرب لن تكون من أجل العبودية ولكن من أجل الحرية
    ***وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى }
    ***وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه }
    ***الإنقاذيين حرروا أنفسهم وفقدوا الطريق نحو تحقيق شعارات الإنقاذ ، لوث الطمع والخوف أرواح الرجال وسنفقد في النهاية كل شئ
    *** نأمل تصعيد قضية حلايب وشلاتين وفي حال رفضت مصر الخروج من حلايب وشلاتين أن يقوم السودان بقطع علاقاته مع مصر ومنح السفير وكل البعثات المصرية بالسودان 24 ساعة للخروج من السودان وإلغاء الحريات الأربعة ، ونزع كل الأراضي التى منحت لهم ، ورفع ملف حلايب وشلاتين لمجلس الأمن للتحكيم الدولي فوراً

  3. عند الثانيه عشر ليلا اخلو بنفسى …تتساقط دمعات …عام مضى من عمرى …تناقص عمرى 360 يوما …ماذا قدمت لربى خلال هذا العام ؟ ماذا قدمت لوطنى ؟ ماذا قدمت لاهلى …ماذا قدمت لنفسى والطريق طويل والزاد قليل …راس السنه يعنى عندى محاسبه النفس …ليس فى بدايه العام ولكن كل يوم يجب ان احاسب نفسى ….اللهم اصلح حالنا واسترنى فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض .