منى سلمان

‫بت الجيران


‫بت الجيران
رحلة ضياء للبحث عن شريكة حياة بدأت بمعاونة شقيقاته وابنة الجيران صديقة اخواته التي تربت امام عينيه حتى صارت له اختا ثالثة .. في سعيهم الباحث عن عروس مناسبة يلتقي ضياء ورفيقات بحثه بانماط مختلفة من البنات المرشحات واللتي لم ينلن اعجابه .. واحدة منهن مهوسة الشبكات العنكبوتية التي تنام وتستيقظ على تويتر وتشرب الشاي على صفحات الفيس بوك .. تلك النوعية التي تأخذ من الحضارة قشورها .. تخلط كل
امها ببضع كلمات انجليزية وتدعي الرقة والرشاقة والكلام بالجيم المعطشة ..
نوعية اخرى من طالبات الجامعة نلتقيها دون ان تكون مرشحة ولكنها تحاول ان تفرض نفسها بقوة بياض العين وهي الفتاة المرتبطة عاطفيا ولكنها مصلحنجية لا تأبه بأن تفك محبوبها عكس الريح اذا ما لاح عريس راغب وقادر وجادي وكمان مغترب .. تلك رباعية غير قابلة للمقاومة ..
نوعية ثالثة لم نراها ولكن حكت عنها اخوات ضياء لامهن وهن نوعية الفتيات اللتي يعشقن الحفلات ويحرصن على الظهور في مناسبات الزواج وربما الرقص امام الكاميرات والتبشير مع العرسان نظام شوفوني لعل وعسى ان تلتقطهن عينيي عريس باحث عن الجمال والدلال ولكن ضياء يعيب عليهن المبالغة (الاوفرة) في وضع المساحيق والارواج وفسخ الوجوه بكريمات التبيض مع فساتين السهرة المرتسمة على التضاريس والتي حتما لم يبتكرها مصمموها لذوات الحجم العائلي من غصون البان ..
نوعية رابعة هي نوعية الخملاوات والتي صدمت بها الوالدة حاجة نفيسة .. نؤوم الضحى التي تنام من ضل لـ ضل ولا تعبأ بمساعدة امها في شئون البيت ..
اثناء رحلة البحث الدؤوبة تتقارب خطى صفاء وضياء .. يكتشفان ميولهما المتشابه في الفن والاهتمامات الثقافية وتتحد رؤاهما الفكرية .. صفاء تبدأ في تغير نظرتها لضياء فيبدو عليها التوتر من ردود افعاله على الترشيحات وتسأل بقلق صديقتها عن هل ذهب مع ابيه لرؤية احدى قريباته المرشحات وعندما تتأكد من انه ذهب لزيارة جده المريض تفرح وترتاح ..
ضياء يلاحظ اهتمامها به وبحركاته وسكناته ووصيتها له بأن ياخذ بالو من نفسه فيتشوش تفكيره وتمتلكه حيرة لا يدري لها سببا فيعلن عزوفه عن البحث .. ولكن بما ان ضياء كان يبحث عن فتاة يراها بقلبه قبل عينيه .. انسانة .. مهتمة بالاخرين حنونة وفاهمة ومعطاءة فترشح له شقيقته شابة منخرطة في العمل الطوعي .. تقضي اوقات فراغها في خدمة المحتاجين وتكرس جهودها لجمع تبرعات الخيرين ولكن دواخله التي اصابها الارتباك بمشاعر غير مفهومة تجاه صفاء جعلته يراقب ردة فعلها على اعجابه بشابة العمل الطوعي والغضب والغيرة التي بانت عليها .. يسألها فتنكر وتتحجج بالصداع فيناكفها بأن الشابة تستحق الاحترام رغم عدم رغبته في الزواج منها ..
تقترب لحظة الوداع مما يبلور المشاعر ويكشفها .. صفاء تظهر حزنها على قدوم موعد سفره فتظهر دون ارادتها مشاعرها واهتمامها الذي يتبدى في حفظها لجميع ملابسه بألوانه وتطقيماتها بل وحفظها لمكان وجودها في الدولاب وهنا تنقشع غمامة (صفاء زي اختي) وتحل محلها انتباه مشاعر جياشة واعجاب مكتوم لم يجد طريقة للخروج .. يسأل أمه فتحذره من ان يحرجها مع جارتها وصديقتها اذا ما قام بخطبة صفاء ثم قرر بمزاجه المتقلب ان يتراجع و(ينط) ولكنه يؤكد على العكس وتأتي النهاية السعيدة بعثوره على قسمته التي كانت تتبعه كظله بحثا عن قسمة ضائعة ..
طاقم التمثيل بقيادة (سعاد محمد الحسن) كانت اكثر من رائعة واعطت للعمل نكهة سودانيته .. احببتها وتمنيت ان اجدها امامي فأحضنها واقبل جبينها ومن ورائه جبين كل ام تبحث عن سعادة ابنها الويحيد .. التنفيذ والاخراج ولا أحلى .. تسلم ايادي كل من ساهم في هذا العمل‬

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]