الحرام والحلال في رأس السنة.. والأمور المتشابهات
بالمقابل يصر عدد من الشباب على تكرار بعض السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا كل عام، حيث يرشقون المارة بالبيض الفاسد ويفاجئك آخر بالدقيق.. وربما يتم رشك بالمياه الباردة في أمسية رأس السنة، هي عادات لا تشبه مجتمعنا، وهو سلوك استلابي.
مظاهر عدة طرحت نفسها في الاعياد السابقة ويبقى التمني أن يصحو شبابنا من نومه.
في هذه المساحة نطرح اراء بعض الشباب حول هذه الاحتفالات وما بها من سلبيات وايجابيات ..
ظواهر غير مقبولة
التقينا بالشاب خالد الضو والذي قال إن الاحتفال برأس السنة من الظواهر غير المقبولة على أنها لا تمت لأخلاق بصلة، وأستنكر مشاهد الإختلاط على امتداد شارع النيل، لذا فهو يطالب بوقفة قوية من أولياء الامور، بالإضافة إلى جهات الإختصاص ( الشرطة).
ويعتقد خالد أن الشباب يحرص على إقامة هذه الاحتفالات هروبا من الوضع الاقتصادي المتردي، إلى جانب عدم مقدرة الكثيرين منهم على اكمال نصف دينه بالزواج، وعدم حصوله على الوظيفة التي تساعده على بناء مستقبل جيد رغم حصول العديد منهم على شهادات رفيعة..
وتابع: ( نحن دولة مبنية على القيم والمباديء الجميلة التي بعدنا عنها، ولا بد من الرجوع الى ديننا الحنيف والاقتداء برسولنا الكريم والبعد عن البدع والثقافات الغربية التي شكلت حضورا قويا عبر وسائل الاعلام المختلفة).
البحث عن ترفيه
أما الشاب عمر يوسف فهو يعتقد أن الناس في الأصل تبحث عن الترفيه، و لا يهمها نهاية سنة أو بداية أخرى جديدة، وقد عبر عن ذلك بقوله:( الناس ما شغالين بسنة جديدة ولا سنة قديمة عايزين ليهم حاجة يحتفلوا بيها، وان شاء الله دائما مبسوطين، وربنا يجعل أيامنا كلها فرح) .
خارج الحدود
بعض الشباب من الأسر ذات الدخل العالي أو ما اصطلح على تسميتهم بـ ( أولاد الراحات)، يحرص غالبيتهم على قضاء رأس السنة خارج حدود الوطن.
فالموطان محمد أحمد أكد أن أسمرا وأديس أبابا أصبحتا واجهة محببة لكثير من الشباب، وأنه وأصدقائه يذهبون في رأس السنة إلى هناك، لأسباب متعددة، ذكر منها إنخفاض مستوى المعيشة وكثرة الفنادق وتعدد أنواع الأكل بأسعار أقل بكثير من السودان .
داخل المنزل
والتقينا بسلمى محمد – ربة منزل – حيث قالت إن رأس السنة الميلادية فرحة، لكنها أعابت بعض السلوكيات التي رأت أنها لا تليق بمجتمعنا السوداني، لكل هذا فهي تفضل الإحتفال داخل المنزل، على أن تذهب هي وأفراد أسرتها لرحلة في اليوم التالي.
السنة الهجرية
أما الأستاذة أميرة عبد العظيم فقد أكدت أنها : ( مناسبة جميلة وحلوة وربنا يعيدها علينا بالخير.. مفروض الناس تذهب للأماكن العامة ويحتفلون بدون تراشق بالبيض والمياه حتى ننعم باحتفال جميل.. نحنا في السودان بنركز كباقي الدول على السنة الميلادية أكثرمن الهجرية.. المفروض انو نحتفل بالهجرية لأنها مناسبة دينية عظيمة).
شعب مرح
في حين يعتقد أمجد عمر – موظف – أن الاحتفال برأس السنة يدل على أننا شعب يحب المرح والخروج من مشاكل الحياة التي يعيشها غالبيتنا، لهذا أكد أن الناس ينتظرونه بفارق الصبر، ( ولكن بدل الاحتفال برأس السنة من الأفضل أن يكون الاحتفال بعيد الاستقلال المجيد لأنه حررنا من المستعمر، وما نراه في الشوارع والميادين من احتفالات برأس السنة يشير إلى اننا ما زلنا مستعمرين فكريا) وطالب الشباب بضرورة التخلص من العادات الزميمة التي شاهدوها عبر الفضائيات، وتقليد غير المسلمين في احتفالاتهم .
مشاكل اجتماعية
الباحث الاجتماعي خالد عباس ذكر أن الاحتفال برأس السنة يحقق نسبيا التقاء للشباب في جميع قطاعات المجتمع المختلفة، و يساهم في حل المشاكل الاجتماعية بالالتقاء حول أهداف سامية مثل الإخاء والحب والسلام، إلى جانب أن التقاء الشباب من الجنسيات المختلفة وقبائل شتى يمكن أن يساهم في نزع الخلافات والمشاكل القبلية مثل التي تحدث في إنحاء مختلفة من البلاد وبعض الاقاليم .
وقال خالد إنه يمكن أن تنشأ من خلال هذه الاحتفالات واللقاءات روابط اجتماعية وجمعيات خيرية يقوم من خلالها الشباب بالأعمال النافعة للمجتمع، وبذلك نكون قد استفدنا من طاقتهم في ما ينفع الناس .
وأشار إلى أن الرحلات المختلفة إلى مدن وأقاليم السودان تفيد الشباب في التعرف على اجزاء واسعة من بلدهم ويتعرفون على عادات وطبائع مختلفة، مبينا أنه من خلال هذه الاحتفالية تنشأ روح التسامح بين الديانات المختلفة مثل الاسلام والمسيحية لأنهم الأقرب إلينا مودة كما ذكر الله سبحانه وتعالى: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82)))
رأي الدين
الشيخ أحمد عيسي؛ إمام مسجد الترتيل قال إننا كمسلمون لا يجوز لنا الاحتفال برأس السنة لأسباب كثيرة، العيد رمز من رموز الدين، وأشار إلى أن ربنا أكد أن الدين الاسلامي هو الأصل لأن عقائد بقية الدين فاسدة، فهم يقولون إن عيسى هو الله، و ربنا يقول: (َقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ). ويقولون عيس بن الله والمولى عز وجل يقول: (لم يلدولم يولد).
وقالت اليهود وقالت النصارى المسيح بن الله، وإنه ثالث ثلاثة، ونحن نقول (قل هو الله أحد)، ( لقد كفرالذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا الله ).
وأكد أنه في هذا العيد توجد مظاهر غير شرعية، مثل اختلاط البنات والأولاد.. الرحلات المختلطة، ويستخدمون الخمور وهي حرام، ويتلاعبون بنعم الله مثل التراشق بالبيض وهدا حرام شرعا.
وتابع الشيخ قائلاً: ( من الملاحظات أنهم يهدون لعبة الاطفال (بابانويل )وهو راهب أرسله البابا لجمع التبرعات للحروب الصليبية التي احتلت العالم الاسلامي وطمثت هويته .. عندهم رمز شجرة الارز يعلقون عليها الهداية ويعتبرونها( مثوبة ) أي توبة، ونحن في الاسلام عندنا التوبة بالاستغفار والاغلاق عن الذنب، وعندهم الجليد يقولون فيه اشارة لمولد المسيح وهدا خطأ، ونحن في الاسلام المسيح ولد مع خروج التمر»وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا»).
وأكد الشيخ أحمد أنه لا يجوز تهنئتهم على الباطل الذي ذكره، لأن عقيدتهم باطلة مبنية على الكفر والشرك.
تحقيق: آلاء عمر علي الضو: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]