تحقيقات وتقارير

دولة الجنوب.. تحول الصراع الدموي إلى حرب إقليمية

[JUSTIFY]دعت الجمعيات والمنظمات الحقوقية في دولة جنوب السودان، المجتمع الدولى والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، إلى عدم السماح للرئيس اليوغندي موسيفيني بتدمير جنوب السودان، من خلال اتخاذه قرارًا أحاديًا بالتدخل العسكري السافر في دولة الجنوب. وأكد ــ بيان صادر عن الجمعيات الحقوقية بجنوب السودان ــ وفقًا لوكالة أنباء دولة الجنوب أمس الثلاثاء ــ إن منظمة الإيجاد ترتكب حاليًا خيانة لا تغتفر فى حق شعب جنوب السودان، من خلال السماح لموسيفينى بالتدخل المنفرد وأخذ قرارات أحادية لتنفيذ مخططه المعروف سلفًا لتدمير جنوب السودان، مستخدمًا غطاء شرعيًا في هذا الأمر، يتحجج به بدعم جوبا والرئيس سلفا كير. وأشار البيان، إلى أن البرلمان بجنوب السودان اتهم من قبل الرئيس اليوغندى موسيفيني باعتباره الرجل الذي يشجع على نشوب الأزمات في جوبا، والتدخل في الشأن الداخلي، وطالب البيان باستبعاد موسيفيني من جهود الوساطة بالإيجاد، لعدم حياديته، واستخدام قوات الدفاع الشعبي الأوغندية لتأجيج العنف والصراع بجنوب السودان، وطالب بإدانة تدخل موسيفيني في الشأن الداخلي للجنوب، ومنعه من الإدلاء بالتصريحات التهديدية التي لا تخدم أهداف السلام والمصالحة بل تعمل على تأجيج العنف، وحث الأمم المتحدة على إنشاء منطقة عازلة بين القوات المتقاتلة لمنع مزيد من تصاعد العنف.
تدخل أوغندا أكد السفير أحمد حجاج مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس الجمعية الإفريقية، أن الاتحاد الإفريقي لا يكيل بمكيالين، في التعامل مع أزمة جنوب السودان، وأن التدخل العسكري الأوغندي استند إلى وجود علاقات ثنائية مع جوبا. وأشار إلى أنه من حق أي دولة أن تستدعي دولة أخرى، وأن التعاون الثنائي العسكري بين الدول لا يندرج تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.

جهود أممية جدد مجلس الأمن الدولي دعوته إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية في جنوب السودان حاثًا طرفي النزاع الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس السابق رياك مشار وغيرهما من الزعماء السياسيين على الانخراط بشكل عاجل في محادثات مباشرة دون شروط مسبقة. وقال رئيس المجلس السفير الفرنسي جيرارد ارو في بيان صحافي إن المجلس شدد على أنه يجب ألا يكون هنالك المزيد من التأخير في وقف الأعمال العدائية وبدء الحوار. وكانت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون وقائد القوة لبعثة الأمم المتحدة اللواء ديلالي جونسون ورئيس إدارة حفظ السلام هيرفيه لادسو أطلعوا المجلس عبر دائرة تلفزيونية حول الوضع في جنوب السودان. كما جدد المجلس دعواته إلى جميع الأطراف المعنية بتوفير الحماية الكاملة للمدنيين والرعايا الأجانب وأفراد ومنشآت الأمم المتحدة إضافة إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وضمان أمن البنية التحتية الاقتصادية بما في ذلك منشآت النفط وسلامة الموظفين. ورحب المجلس بالخطوات التي اتُّخذت لتعزيز قدرات التحقيق في مجال حقوق الإنسان في «يونميس» مؤكدًا عزمه على تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات للمساءلة. أشاد المجلس بقيادة بعثة «يوناميس» والأفراد العاملين فيها لعملهم في إنقاذ الأرواح مشجعة في الوقت ذاته الدول المشاركة عبر القوات والشرطة على الاستمرار في دعم البعثة من خلال التعاون المشترك معها إضافة إلى نشر المزيد من قوات وشرطة حفظ السلام. وكان المجلس وافق الأسبوع الماضي بناء على توصية السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون على إرسال 5500 جندي إضافي و423 من أفراد الشرطة وعدد من طائرات الهليكوبتر الهجومية لتعزيز بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان «يوناميس» وذلك على وجه السرعة وبشكل مؤقت. بدوره، قال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس ــ في حديث للصحفيين بعد الجلسة ــ إن الأمم المتحدة تعمل على مدار الساعة لإرسال المساهمات والمعدات إلى بعثتها في جنوب السودان. وأشار لادسوس إلى أن وحدتيْ شرطة وصلتا هناك، وأن نشر بقية الوحدات سيتم خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وذلك بدعم قوي من بعض الدول الأعضاء التي ستقدم النقل الجوي.

واشنطن تحث قالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومسؤولين كبارًا آخرين بالإدارة الأمريكية على اتصال دائم بالقادة في جنوب السودان وبعدد من الدول الإفريقية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات المتفاقمة في جنوب السودان والسماح بإجراء حوار سياسي ووصول المساعدات الإنسانية للمتضررين بجنوب السودان. وأضافت هارف أن كيري أجرى عدة اتصالات هاتفية برئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه المقال ريك مشار خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت المسؤولة الأمريكية إن المبعوث الخاص لجنوب السودان دونالد بووث موجود حاليًا في جوبا في محاولة لاستكمال بعض التفاصيل مع الرئيس سلفا كير ونائبه المقال مشار لإجراء حوار سياسي خلال الأيام القادمة وذلك بالتنسيق مع منظمة «الإيغاد». وأشارت هارف إلى أنه لا مكان للعنف في جنوب السودان وعلى كل الأطراف المُضي قدمًا نحو إجراء حوار سياسي، وأضافت أن كيري والرئيس باراك أوباما قد أكدا سابقًا أن الاستيلاء على السلطة بالقوة في جنوب السودان سيضع نهاية للمساعدات الأمريكية وكذلك مساعدات المجتمع الدولي.

الإفريقي يهدد هدد الاتحاد الإفريقي بفرض عقوبات على من يحرض على العنف في جنوب السودان، ويعرقل الجهود الدولية للتفاوض على إنهاء القتال المستمر منذ أسبوعين. وقال الاتحاد الإفريقي، خلال اجتماع في جامبيا بغرب إفريقيا، إنه يشعر بقلق من إراقة الدماء، التي أدت بالفعل إلى قتل أكثر من ألف شخص في أحدث دولة بالعالم. وأمهل جيران جنوب السودان الأطراف المتحاربة، لإلقاء أسلحتها وبدء مفاوضات، ولكن لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى توقف العمليات القتالية. وقال مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، إن المجلس يبدي نيته لاتخاذ الإجراءات الملائمة بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف كل هؤلاء الذين يحرضون على العنف.. ويواصلون الأعمال العدائية ويقوضون الحوار الشامل المتصور. واندلع العنف في 15 ديسمبر عندما تفجر قتال بين مجموعة من الجنود في العاصمة جوبا، ولكنه سرعان ما امتد إلى أكثر من نصف جنوب السودان.
آلاف بلا طعام معاناة آلاف المدنيين في جنوب السودان، وفوضى دستورية نتيجة رفض البرلمان البريطاني اتخاذ إجراء عسكري ضد دمشق، من أبرز الموضوعات التي جاءت ضمن تغطية الصحف البريطانية لشؤون الشرق الأوسط أمس. ونبدأ من صحيفة ديلي تلجراف التي نشرت تقريرًا عن معاناة حوالى سبعة آلاف مدني، بينهم أيتام، من عدم توفر الغذاء في مخيم تابع للأمم المتحدة في جنوب السودان. وتقول الصحيفة إن اللاجئين الموجودين في مدينة بور يحصلون على المياه النظيفة، ويقوم على حمايتهم جنود حفظ السلام، لكن الوضع الأمني المتردي لا يسمح بتوزيع الطعام. وأشارت إلى أن البعض داخل المخيم لم يأكلوا شيئًا منذ عدة أيام. ومن بين هؤلاء الجوعى 163 يتيمًا لاذوا بالمخيم في 20 ديسمبر، بحسب التقرير. ونقلت ديلي تلغراف عن بيرت يين رياث، مدير ملجأ أيتام في جنوب السودان قوله: الأمم المتحدة وفرت لنا المياه والحماية، لكن لا يوجد طعام مطلقًا. جلبنا بعض الطعام معنا، لكن انتهى، وقد تحدثنا إلى الجنود وأخبرناهم بأنه ليس لدينا شيء نعطيه للأطفال. ويلوذ حاليًا أكثر من 60 ألف شخص بمنشآت تابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان. ويجري توزيع الطعام في معظم هذه الأماكن، لكن الوضع في بور متوتر، وهو ما أعاق توصيل إمدادات الغذاء.

مستقبل خطير ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن مستقبلاً خطيرًا ينتظر دولة جنوب السودان، وحذرت من انزلاقها إلى أتون حرب أهلية. وأضافت الصحيفة أن التوتر بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار سرعان ما تحول إلى أعمال عنف تنذر بحرب أهلية وتطهير عرقي في البلاد. وتابعت: على الولايات المتحدة مسؤولية كبرى في ضرورة التدخل لإيجاد حل سياسي للأزمة، خاصة أن واشنطن سبق أن لعبت دورًا كبيرًا في نشوء دولة جنوب السودان واستقلالها. وكانت معارك واسعة اندلعت في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر في أعقاب اتهام سليفا كير نائبَه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب على السلطة.

صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر
[/JUSTIFY]