مقالات متنوعة
عالم السماعات
عاد الموبايل الآن للأيدي مرة أخرى بسبب السماعات، سماعات «مغزوزة» في الإضنين طول اليوم، وما معروف شنو الشيء المهم البسمعوا فيه دا!، أوشكت المناداة للأولاد على الانقراض، يتحتم على الأم الآن أخذ مشوار لمكان جلوس بنتها أو ابنها «الغازي» السماعات والوقوف قبلو وأحيانًا هزه، بعدها يخرج السماعات من أذنيه مستفسرًا وبراءة الأطفال في عينيه.
وبعض العيال تجده متحكرًا أمام جهاز الحاسوب واضعًا سماعات كبيرة وكأنه قبطان يهم بقيادة طائرة، في الحالة دي تقنع منّو تب؛ لأنه يسمع ويرى كمان وما فاضى ليك ذاتو.
تتفاجأ وأنت تتكلم مع البائع في محل ما، بأنك تكلم الهواء، وتضطر لإعادة ما قلته مرة أخرى، وحتى الكمساري تجده أحيانًا غازي سماعاته، وإن كان عمله يعتمد على السمع، وفي ذلك دلالة على أن الكل محبط وغير مهتم أصلاً.
قبل أيام عدتُ من مشوار منتصف النهار، وقفت أمام باب البيت، وأدخلت يدي في الشنطة، وبحثت، فلم أجد مفتاحي، وكنت قد تركت ابني نائمًا، دعيت ربي أن يكون قد استيقظ، دقيت الجرس لمدة عشر دقائق، بعدها ذهبت إلى حيث الباب الآخر قريب من محل نومه وبدأت في ضرب الباب بحجر، لا حياة لمن تنادي.
ذهبت للجيران، وناديت ابن الجيران بعد أن استأذنت والدته، ظللت (مصنقعة) أراقبه وأوجهه مدة من الزمن، حتى تمكن من النزول للداخل وفتح إلي أخيرًا باب الجن دا، بالطبع ذهبت من فوري للغرفة حيث ينام ابني، وجدته جالسًا إلى حاسوبه وقد وضع السماعات التي تشبه سماعات سائقي الطائرات تلك.
صرخت في وجهه: لكن ما بتبالغ، ساعة كاملة أنا في الشمس برا الشارع!. قال ببساطة: وإنتي في زول قال ليك أنسي مفتاحك؟ ما تشيلي معاك!.
وحيث إننا صرنا لا نتحكم في ما يفعله أولادنا؛ لأنهم يرون أن تحكّمنا يتعارض مع حريتهم الشخصية، أطالب المسؤولين بشدة أن يمنعوا استيراد السماعات؛ لأن ضررها أكبر من نفعها.
فاطمة محجوب كرار