منوعات

«س» : لم أسلم من غدر وخيانة جارتي

[JUSTIFY]الترابط الاجتماعي من مقومات الحياة المهمة التي تبعد الإنسان من الانطوائية والعيشة الفردية، ويبدأ هذا الترابط منذ الطفولة حيث يعيش الفرد وسط أسرته وأهله، وبحلول فترة انتقاله إلى مرحلة حياته المستقلة التي تنقسم ما بين الجامعة ومرحلة الزواج سواء كان شابًا أو فتاة نجدهم يحاولون بناء علاقات اجتماعية مع أصدقائهم وزملائهم وجيرانهم ويقوى الترابط بينهم ويمتد إلى أن يصل لتعارف بين الأسر وهذا ما مرت به «س» الفتاة الجميلة الطيبة القلب وتتحلى بالروح العالية التي تساعدها على كسب محبة كل من حولها ويحبها جميع أفراد عائلتها وعند وصولها عتبات الجامعة خلقت علاقات اجتماعية كثيرة، وبعد أن أكملت دراستها تزوجت بأحد أقربائها و انتقلوا إلى منزل يبعد عن أهلها الأمر الذي جعلها تحاول أن تتعرف على جيرانها وتتأقلم على الحياة بينهم، وبالفعل احتواها عدد كبير من الجيران، وكل النساء كن يقربن لسن والدتها التي بعدت عنها وكانت من بينهنَّ سيدة تهتم بها كثيرًا وكانت تسكن جوارها مباشرة وتتفقدها باستمرار في الصباح وعند الظهر وفي المساء بشكل يومي بجانب أنها كانت تأخذها لزيارة بقية الجيران وقويت وتوطدت العلاقة بينهنَّ، فكل واحدة منهنَّ تعامل الأخرى على أنها كل شيء في حياتها مثل معاملة الأم لابنتها من جانب الرعاية والاهتمام حتى إن «س» واتتها فرصة عمل بإحدى الشركات، وقالت لها جارتها أن تبدأ عمل ولا تشغل بالها بأطفالها التوأم وتكفلت برعايتهما كاملة كما لو كانت والدتها، وداومت «س» على عملها الذي كان بمثابة فاتحة خير ورزق لها وبمرتب شهري ضخم الأمر الذي مكَّنها من أن تبدل أثاث المنزل بما هو حديث إضافة إلى أنها اشترت كميات من المجوهرات ولم تنسَ تلك السيدة التي عوضتها غياب والدتها عنها، وبعد مرور عام سكنت جوارها فتاة صغيرة في السن تدعى «م» تقرب إلى عمر «س» جاءت صباح يوم لزيارتها وطلبت «م» من «س» أن تعتبرها أختها وصديقة لها، وبما أن «س» عُرفت بالصدر الرحب وحبها للناس تقبلت طلبها بفرحة ووعدتها بأنها ستكون عند حسن ظنها، ومرت بينهما أيام طويلة وكانت «س» تأخذها معها لزيارة أهلها و توطدت العلاقة بينهما وامتدت حتى الأسر صارت تتبادل الزيارات واستمرت بينهما علاقة صداقة طيبة خالية من الضغائن والحسد، لكن في كل مره تأتي الجارة السيدة الكبيرة وتحذرها من «م»، وقالت لها إنها لم ترتح لتصرفاتها وإنها تحس بمكر كبير في تصرفاتها، وأبدت لها الكثير من القلق حول تلك الصداقة، وأضافت ألا تأمن «م» على منزلها، فردت عليها «س» أن كل ما تقوله ليس حقيقة، وقالت لها إن «م» فتاة طيبة وحالتهم المادية متعسرة وهي تريد أن تساعدها بطريقة غير مباشرة فهي إنسانة حساسة المشاعر فقالت لها السيدة أتمنى أن أكون خاطئة وأنت على حق وإنما تحذيري هذا لأني يهمني أمرك وأخاف عليك من غدر البشر، وأنا أعرف كم أنت فتاة صادقة القلب ويصعب علي أن يتعرض لك أي شخص ويصيبك بأذى، وتقبلت «س» كلامها لكنها لم تمر عليها لحظة أن أساءت الظن بصديقتها بل دائمًا كانت تحسن فيها الظن وتنظر لها بعين الشفقة والرحمة خاصة بعد ما عرفت من «م» أن وضعهم المادي سيئ وأنه يمكن أن يمر يوم كامل دون أن يدخل الطعام في جوفهم. وفي ذات يوم ذهبت «س» إلى صديقتها «م» وطلبت منها المساعدة في المنزل لأن زوجها دعا زملاءه في العمل إلى وجبة غداء في المنزل بجانب أن مديرها في العمل طلب منها القيام بعدد من الأعمال ستأخذ منها الكثير من الوقت، وردت لها أن لا تحمل همًا وأنها ستحضر إلى المنزل من الصباح وتقوم بإعداد الغداء وعليها أن تذهب لقضاء عملها ولا تشغل بالها بذلك، وبالفعل خرجت «س» إلى عملها بعد أن جهزت كل احتياجات الدعوة وسلمت مفتاح المنزل إلى «م» التي أوفت بعهدها وبدأت في تجهيز الغداء وأثناء عملها خطر في بالها أن تتفقد المنزل طالما أنه لا أحد سيأتي ودخلت إلى غرفة نوم «س» وبدأت تبحث في أغراضها وكأنما تريد شيئًا بعينه، ووجدت علبة مخبأة تحت الثياب وقامت بفتحها فإذا بها تجد بداخلها كمية من المجوهرات الخالصة، وفي تلك اللحظة نسيت عشرة الأيام وإحسان صديقتها والثقة التي وضعتها فيها وقامت بسرقة المجوهرات وخرجت مسرعة تريد أن تخبئها بمنزلها، وأمام باب المنزل قابلها عدد من الجارات قادمات من زيارة أحد المنازل بالحي وكانت من بينهنَّ السيدة صديقة «س» وسألتها عن «س» إذا كانت موجودة أم بالعمل فردت أنها ليست موجودة بالمنزل وهي تقوم بتجهيز بعض الالتزامات، وكانت في حالة من الارتباك والتوتر الأمر الذي جعل السيدة تشك بحدوث شيء غير طبيعي لكنها كانت على عجلة من أمرها وذهبت إلى منزلها وهنا أسرعت «م» إلى منزلها وخبأت المجوهرات ورجعت لتكملة عملها في منزل صديقتها حتى تبعد الاتهام عنها وعند عودة «س» شكرتها على المساعدة التي قدمتها لها وأن كل ذلك على حساب حاجة منزلها لها وأخبرتها أنهنَّ أكثر من أخوات وظلت معها حتى حضر الضيوف وتناولوا وجبة الغداء وخرجوا وكذلك ساعدتها في تنظيف الأواني وترتيب المنزل ورجعت إلى بيتها وبعد مرور أسبوع فقدت «س» مجوهراتها وكانت الكارثة حين لم تجدها وأخبرت زوجها الذي بادره الشك في تلك الجارة لكن «س» لم يخطر على بالها أن صديقتها يمكن أن تفعل ذلك وذهبت إلى الشرطة ودُون بلاغ بالسرقة وبعد التحري مع كل المقربين من «س» أفادت السيدة أنها قابلت «م» وهي متوترة ومن تلك اللحظة لم يفارقها الشك أنها قد تصرفت تصرفًا ما في حق «س» وبدأت الشرطة تتحقق في الأمر إلى أن توصلت بالفعل للمتهمة «م» التي انهارت خلال التحري واعترفت بارتكابها للجريمة.. وباكتمال التحري أُحيل البلاغ إلى المحكمة التي بدورها أمرت باسترجاع المجوهرات أو قيمتها إضافة إلى السجن عامًا. وكانت تلك اكبر صدمة وقعت على «س» طوال حياتها.

صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. لا،،،تنخدعوا بإسم الصداقه
    أحذر عدوك مره،،،وصديقك ألف مره.

  2. [SIZE=4] [B]وبرضو أحسن ماخطفت زوجها ….الجاتك في دهبك سامحتك[/B]

    وهي ماياها القصة دي ذاااتها قريناها قبل أيام ؟ نحن قلنا دي حلقة تانية

    يعني كان من سماحتها جايبنها تاني؟

    ولا أنسى أحد التعليقات الظريفة قد تصور أن الكاتبة خريجة المدرسة السراجية النعيمية ….في حلاوة السرد والمفاجأة الدرامية [/SIZE]